ظهرت دراسة جديدة أن عيني الإنسان وهو يطالع لا تقعان على حرف واحد بل على أحرف مختلفة يجمعها الذهن, وهو ما يعني بطلان نظرية المسح المعروفة من اليسار إلى اليمين.
واستعمل سيمون ليفرسيدج اختصاصي علم النفس الإدراكي في جامعة ساوثامبتن الذي قاد الدراسة وفريقه تقنية متطورة لمتابعة حركة العين، فوجد أن الناس تجمع أجزاء من الكلمة يفصل بينها في المتوسط حرفان, وهي نتيجة من شأنها المساعدة في تطوير مناهج تدريس القراءة للأطفال وتقديم علاج لمن يعانون منهم اختلالا في قدرات القراءة.
واستعمل الفريق شعاعا من الأشعة تحت الحمراء سلط داخل عين المتطوع وقاس انعكاساته, ما سمح له بمعرفة دقيقة للمكان الذي وقعت عليه العين في الكلمة. ثم أجروا تجارب إضافية لمعرفة سبب عدم حصول الناس على رؤية مضاعفة من التقاط أحرف فردية, ووجدوا أن الذهن يمزج الإشارتين الآتيتين من كلا العينين في رسالة واحدة واضحة.
ويقول ليفرسيدج "لقد افتُرض دائما أن كلا العينين تتحركان في تناسق تام, وأننا ننظر إلى الكلمة بتركيز واحد.. وبسبب هذا الافتراض, اكتفى العلماء الذين يقرؤون سلوك العين بقياس عين واحدة لأنهم افترضوا أن العينين تقومان بالشيء نفسه".
ودرس العلماء حركة العين أربعة عقود, وكان بينهم إجماع على أن الناس ينظرون إلى الحرف الواحد من الكلمة بكلا العينين.
وربما ساعدت الدراسة في فهم أحسن للغة المكتوبة, وأسهمت في رسم صورة كلية للإدراك اللغوي تساعد من يعانون مشاكل في القراءة.