السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
...................
أيها الأحبة في الله تعالى إن البدع التي أحدثت في مجال العبادات في هذا الزمان كثيرة والله المستعان
وسأتطرق لبعض منها بإذن الله تعالى من أجل أن لا نقع في شئ منها ويجب أن نعلم أن الأصل
في العبادات التوقيف فلا يشرع شئ منها إلا بدليل وما لم يدل عليه دليل فهو بدعة بدليل
قوله -صلى الله عليه وسلم-:
" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "
رواه الإمام أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن عائشة
عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
{ ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ، وإياكم من محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة }
[أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في تخريج كتاب السنة].
قال ابن حجر رحمه الله على كل بدعة ضلالة:
( وهذه الجملة قاعدة شرعية فكل بدعة ضلالة فلا تكون من الشرع لأن الشرع كله هدي)
وأما حديث عائشة رضي الله عنها فمن جوامع الكلم وهو ميزان للأعمال الظاهرة، والمبتدع عمله مردود ولأهل العلم فيه قولان:
الأول: أن عمله مردود عليه، والثاني: أن المبتدع رد أمر الله لأنه نصب نفسه مضاهياً لأحكم الحاكمين فشرع في الدين ما لم يأذن به الله ).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
( من استحسن فقد شرع ) وقال الإمام أحمد رحمه الله: ( أصول السنة عندنا التمسك
بما كان عليه أصحاب رسول الله والاقتداء بهم وترك البدعة وكل بدعة ضلالة ).
1- الجهر بالنية للصلاة بأن يقول المصلى نويت أن أصلي لله كذا وكذا وهذه النية بدعة لأن النية محلها القلب
قال تعالى : ُ{قلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
[الحجرات : 16] فهي عمل قلبي لا عمل لساني .
2- ومنها الذكر الجماعي بعد الصلاة لأن المشروع أن كل شخص يقول الذكر الوارد بمفرده .
3- إقامة المآتم على الأموات وصناعة الأطعمة واستئجار المقرئين ويزعم من يفعل ذلك أنه من باب العزاء
أو أن ذلك ينفع الميت في قبره وكل ذلك بدع لا أصل له .
4- الاحتفال بالمناسبات الدينية كمناسبة الإسراء والمعراج ومناسبة الهجرة النبوية وهذا كله لا أصل له .
5- ما يفعله بعض الناس في شهر رجب من عمرة رجبية أو كثرة التطوع بالصلاة أو الصيام وهذا كله
لا أصل له لأن رجب لا ميزة له عن غيره من الشهور .
6- تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ويوم النصف من شعبان بالصيام فإنه لم يثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم شئ من ذلك .
7- البناء على القبور وإتخاذها مساجد وزيارتها لأجل التبرك بها والتوسل بالموتى وغير ذلك من الأغراض
الشركية وزيارة النساء للقبور والرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه :[لعن زوارات القبور ]
والحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وختاماً نقول إن البدع بريد الكفر وهي زيادة دين لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم
فالبدعة شر من المعصية الكبيرة والشيطان يفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصي الكبيرة
لأن العاصي يفعل المعصية وهو يعلم أنها معصية فيتوب منها أما المبتدع يفعل البدعة ويعتقدها ديناً
يتقرب به إلى الله تعالى ولا يتوب منها والبدعة توجب غضب الله تعالى وعقابه وتفسد القلب .
قال الإمام مالك رحمه الله: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه و سلم
خان الرسالة لأن الله يقول: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) ( المائدة: 3)
مقتطفات من كتاب الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد
للشيخ صالح بن فوزان الفوزان