هل يحاسب في القبر الغريق و المحروق و الممزق و الذى أكلته البلى و السباع و تقطع إربا إربا ؟
نعم يحاسب حساب القبر بتجميع ذراته ..
قال تعالى : ( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ( 4 ) )( سورة ق )
و قد سئل صلي الله عليه وسلم : يا رسول الله كيف يجمعنا ربنا بعدما تمزقنا الرياح و البلى و السباع ؟
كنز العمال الإصدار 2.01 - للمتقي الهندي
المجلد الرابع عشر >> ذيل القيامة
39802- ( مسند محجن بن الأدرع )
يا أيها الناس! قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا: أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال، ألا! إني مسؤل هل بلغت، ألا! فاسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، فجلس الناس، ضن ربكم بخمس من الغيب لا يعلمهن إلا هو! علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم المني حين يكون في الرحم قد علم ولا تعلمونه، وعلم ما في غد قد علم ما أنت ظاعن غدا ولا تعلمه، وعلم الغيث يشرف عليهم آزلين مشفقين ويظل ربك يضحك قد علم أن غوثكم قريب، وعلم يوم الساعة، تلبثون ما لبثت ثم تبعث الصيحة، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك فأصبح ربك يتطوف في الأرض، وخلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء يهضب من عند العرش فلعمر إلهك ما يدع عليها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت الأرض عنه، ويخلقه من قبل رأسه فيستوي جالسا
فيقول ربكم: مهيم لما كان فيه؟
يقول: يا رب! أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا
قيل: يا رسول الله! كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلاء والسباخ؟
قال: أنبئك بمثل ذلك! هي في إل؟؟ الله تعالى الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية
فقلت: لا تحي أبدا، ثم أرسل ربك عليها السماء فلم تلبث عنها الأيام يسيرا! حتى أشرفت عليها فإذا هي شربة واحدة، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات فتخرج و الأرض من الأجداث من مصارعكم فتنظرون إليه ساعة وينظر إليكم.
قيل: يا رسول الله! كيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ينظر إلينا وننظر إليه؟
قال: أنبئك بمثل ذلك في ال؟؟ الله، الشمس والقمر آية منه صغيره ترونهما في ساعة واحدة ويريانكم لا تضامون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه منهما أن ترونهما ويريانكم،
قيل: يا رسول الله! فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟
قال: تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربكم بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلكم، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه واحد منكم قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه مثل الحمم الأسود، ألا! ثم ينصرف عنكم ويتفرق على أثره الصالحون، فتسلكون جسرا من النار يطأ أحدكم على الجمر
فيقول: حس، يقول ربك أوانه: ألا فتطلعون على حوض الرسول، لا يظمأ والله ناهلة، فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى، ويحبس الشمس والقمر فلا ترون منهما واحدا.
قيل: يا رسول الله! فبم نبصر يومئذ؟
قال: مثل بصر ساعتك هذه وذلك مع طلوع الشمس،
قيل: يا رسول الله فبم نجازى من سيئاتنا وحسناتنا؟
قال: الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها أو تغفر،
قيل: فما الجنة وما النار؟
قال: لعمر إلهك! إن للنار سبعة أبواب ما منهن باب إلا أن يسير الراكب بينهما سبعين عاما، وإن للجنة ثمانية أبواب ما منها بابان إلا أن يسير الراكب بينهما سبعين عاما،
قيل: فعلى ما نطلع من الجنة؟ على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من ماء غير آسن، وفاكهة، ولعمر إلهك ما تعلمون وخير مثله معه، وأزواج مطهرة والصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذذنكم غير أن لا توالد،
قيل: على ما أبايعك؟
قال: على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإياك والشرك! لا تشرك بالله إلها غيره!
قيل: فما بين المشرق والمغرب نحل منها حيث شئنا ولا يجني على امرئ إلا نفسه،
قال: ذلك لك حيث شئت ولا يجني عليك إلا نفسك،
قيل: هل لأحد ممن مضى منا من خير في جاهلية؟
قال: ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك
فقل: أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار: ذلك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم نبيا، فمن أطاع نبيه كان من المهتدين، ومن عصاه كان من الضالين.
(عم، طب، ك - عن لقيط بن عامر)(أخرجه الحاكم في المستدرك (4/560 - 561) وقال صحيح الاسناد. ص).