هدهد سليمان
أنا الهدهد الحكيم ..
أنا هدهد سليمان عليه السلام ..
و لى مع نبي الله سليمان قصة طريفة دعونى أحكها لكم ..
كان سليمان يجيد التحدث بلغة الطيور و الحيوانات فكان يتحدث إليها و يفهم لغاتها و كانت الطيور و الحيوانات تفهم ما يقوله لها سليمان و تنفذ أوامره ….
ولاعجب في ذلك فقد كنا نحن الطيور و الحيوانات جنودا في جيش سليمان ..
ذات يوم كنت أقوم بمهمة استطلاعية ضمن المهام التى يوكلها سليمان إلينا نحن الطيور حيث يوكل إلينا أن نطير بعيدا و نستكشف تعداد جيوش الأعداء و قوة تسليحها …
و في ذلك اليوم طرت بعيدا حتى وصلت من فلسطين مقر مملكة سليمان إلى بلاد اليمن ..
و هناك وجدت شيئا عجيبا وجدت بلقيس ملكة اليمن و قومها يعبدون الشمس و يسجدون لها بدل أن يسجدوا لله فحزنت لهذا المنظر و قررت أن أبلغ نبي الله سليمان بما رأيت ..
و في ذلك الوقت كان سليمان يستعرض جنود الجيش من الطيور و الحيوانات .
فلما وجدنى غائبا غضب غضبا شديدا و أقسم أنه سوف يذبحنى إذا لم آته بعذر مقبول يبرر تغيبي عن مكانى في الجيش …
فلما عدت وقفت بين يدى سليمان و حكيت له ما رأيته من عبادة بلقيس ملكة سبأ و قومها للشمس من دون الله تعالى …
و هدأ غضب سليمان لما عرف منى القصة فكتب خطابا إلى ملكة سبأ يدعوها إلى الأيمان بالله و طلب منى أن أحمل الخطاب و أسافر به في الحال فألقيته إليها …
حملت الخطاب في منقارى و طرت به حتى وصلت إلى بلاد اليمن و دخلت قصر بلقيس فوضعت الخطاب على كرسيها ووقفت على شباك القصر أنظر ماذا يحدث …
و بعد قليل عادت بلقيس و قرأت الخطاب فتعجبت من دعوة سليمان لها للإيمان بالله !!
ثم جمعت وزراءها و مستشاريها و قرأت عليهم الخطاب و طلبت منهم أن يشيروا عليها كيف ترد على خطاب سليمان … فأشار عليها القوم بإرسال هدية ثمينة تليق بسليمان حتى لا يأتى بجيشه و يدمر بلادهم …
و أرسلت بلقيس أفخر الهدايا لسليمان لكنه غضب غضبا شديدا ورد الهدايا بعد أن أفهم حامليها أنه لا يريد هدايا لأن الله قد آتاه الكثير من الخيرات و أن كل ما يريده هو أن تأتى إليه بلقيس مسلمة لله هى و قومها …
فعاد حاملو الهدايا و قصوا على بلقيس ما رأوه من قوة جيش سليمان …
و لهذا قررت بلقيس أن تذهب إليه مستسلمة لتعلن إسلامها لله هى و قومها بين يديه ..
و بينما كانت بلقيس و قومها في الطريق إلى سليمان من بلاد اليمن إلى فلسطين طلب سليمان عليه السلام من أتباعه من الإنس و الجن أن يأتوا له بعرش بلقيس ..
فقال له عفريت من الجن أنه يستطيع إحضار عرش بلقيس قبل أن يقوم سليمان من مكانه ..
و كان سليمان وقتها جالسا للقضاء بين الناس و كان مجلسه من الظهر حتى صلاة العصر فوجد سليمان أنها مدة طويلة .
و هنا عرض عليه رجل آتاه الله علم الكتاب أن يحضر له العرش قبل أن يغمض عينيه و يفتحهما …
و هكذا أحضر الرجل عرش بلقيس في الحال …
لما وجد سليمان العرش أمامه حمد الله و شكره على نعمه الكثيرة التى أنعم بها عليه ..
ثم أمر ببناء قصر على ماء البحر و أن تصنع أرضية القصر من الزجاج الصافي حتى يخيل لمن يسير عليه أنه يسير على الماء ووضع فيه عرش بلقيس …
فلما حضرت بلقيس أخيرا ورأت العرش و القصر بهتت و أعلنت إسلامها لله رب العالمين هى و قومها ..
و يرجع الفضل في إسلام بلقيس و قومها لله إلى الهدهد الحكيم ….
أو هدهد سليمان …
و قد حكى القرآن الكريم الموقف بين سليمان و الهدهج فى هذه الآيات :
” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ” (24)
المصدر
قصص الحيوانات في القرآن الكريم