طير إبراهيم
نحن طير إبراهيم ..
نحن أربعة من الطير ..
كنا نعيش فى بيت إبراهيم عليه السلامو لهذا أطلقوا علينا طير إبراهيم ..
و إبراهيم عليه السلام هو نبي الله و خليل الرحمن و أبو الأنبياء ..
و إبراهيم عليه السلام كان يضع لنا الحب فى فناء البيت و كان يسقينا بيده الشريفة فيضع لنا الماء العذب فى صحن كبير …
و لكن ما هى قصتنا ؟؟؟؟؟؟
دعونا نحكها لكم من البداية إلى النهاية ..
كان إبراهيم عليه السلام دائم البحث عن الحقيقة فى الكون ..
و كان قلبه الكبير ينطوى على حب كبير لهذا الكون بكل ما فيه من مخلوقات و إله خالق عظيم .
فمنذ طفولة إبراهيم و هو يبحث عن الحقيقة حتى هداه الله تعالى إليها و عرفه به …..
و ذات يوم
بعد أن تعرف إبراهيم على إله هذا الكون الأعظم و بعد أن صار إبراهيم نبيا مرسلا إلى قومه وقف إبراهيم عليه السلام ينظر إلى بديع صنع الله فى الكون و إلى خلقه سبحانه من نبات و حيوان و طير و إنسان ..
قال إبراهيم متعجبا : ما أعظم خلق الله و ما أعظم قدرته !
و ذات مرة كان إبراهيم عليه السلام يتجول فرأى عظاما لحيوان ميت ..
قلب إبراهيم عليه السلام العظام بين يديه ثم سأل نفسه متعجبا من عظيم قدرة الله على إحياء الموتى : كيف يحيي الله هذه العظام بعد موتها ؟؟؟كان إبراهيم عليه السلام واثقا بقدرة الله على إحياء الموتى و بعثهم يوم القيامة لكنه كان يريد أن يعرف كيف يحييها الله ..
و لذلك توجه إبراهيم عليه السلام إلى ربه بالدعاء قائلا :
” رب أرنى كيف تحيي الموتى …. ؟ “
و خاطب الله تعالى نبيه إبراهيم عليه السلام بقوله :
” أولم تؤمن ؟ “
و أجاب إبراهيم عليه السلام ربه بقوله :
” بلى ولكن ليطمئن قلبي “
و خاطب الله تعالى إبراهيم عليه السلام بقوله :
” فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا و اعلم أن الله عزيز حكيم “
سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ..
فأمره الله تعالى أن يأخذ أربعة من الطير و أن يذبحهن و يقطعهن إلى أجزاء صغيرة ثم يخلط الأجزاء ببعضها ..
ثم يوزع هذه الأجزاء على عدة جبال ..
ثم يقف بعيدا و ينادى هذه الطير فتأتيه حية طائرة في الحال ..
و بدأ إبراهيم عليه السلام ينفذ أمر ربه ..
أمسكنا نحن الأربعة من الطير ..
ثم ذبحنا ..
و قطع كل واحد منا إلى أجزاء صغيرة ..
ثم خلط الأجزاء ببعضها و حملها فى إناء ..
صعد إبراهيم عليه السلام أربعة جبال ..
على الجبل الأول وضع عددا من أجزائنا المختلطة ببعضها ..
و على الجبل الثاني و الثالث و الرابع فعل نفس الشئ ..
ثم نزل إبراهيم من فوق الجبل ووقف بعيدا ..
ثم نادى أجزاءنا ..
و فى أقل من غمضة العين رأى إبراهيم عليه السلام الأجزاء و هى تنضم إلى بعضها بقدرة الله تعالى ….
فعدنا بقدرة الله تعالى طيورا مرة أخرى …
رأى إبراهيم عليه السلام قدرة الله و هى تحيي الموتى ..
و قد حكى القرآن الكريم هذا الموقف ببين إبراهيم عليه السلام و ربه فى قوله تعالى بسورة البقرة :
” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) “