اكتشف العلماء حديثاً جداً وجود جهاز معقد لتنظيم درجة الحرارة في النحل، فهذه النحلة التي تبدو أمامنا في الصورة نظنها لا تعقل، ولكن الحقيقة أنها تتحسس درجة الحرارة المحيطة بها، وتضبطها ضمن مجال دقيق وهو من 28 إلى 32 درجة مئوية [1]. طبعاً هذه العملية ضرورية للحفاظ على حياة صغارها، إذ أن الحرارة إذا ارتفعت أو انخفضت ستموت النحلات الصغيرات، ولذلك فقد زوّد الله هذه النحلة بجهاز معقد، فسبحان الله!
فعندما ترتفع درجة الحرارة أكثر من 32 درجة مئوية تقوم النحلات برفرفة جناحيها مسببة تياراً هوائياً يبرد الصغار. وعندما تنخفض درجة الحرارة أقل من 28 درجة تقوم هذه النحلات بهز جسدها واحتكاكه بعضه ببعض وترتفع درجة الحرارة بسبب الاحتكاك، ومع أن العلماء قاموا بتجربة خفضوا فيها درجة حرارة الوسط المحيط بخلية نحل إلى عشر درجات مئوية ( حسب مجلة Behavioral Ecology and Sociobiology)، إلا أن النحلات وبسهولة قامت برفع الحرارة إلى المستوى الطبيعي أي بحدود 30 درجة، وسبحان الله كيف تقوم النحلة بهذه العملية المعقدة.
ولكن العلماء يتساءلون اليوم عن الآلية الدقيقة التي تستخدمها النحلة في تأمين هذا التوازن الحراري العجيب. ولكنهم لم يخرجوا بنتيجة فتجدهم يلجأون إلى الطبيعة والتطور. ولكن الله تعالى بعلمه وقدرته حدثنا عن هذه الآلية بقوله: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 68-69]. ويؤكد العلماء أنه لولا هذا الجهاز الدقيق لتحسس وتنظيم درجة الحرارة لم تستمر حياة النحل ولم ينتجوا لنا العسل!