كيف غزا القرآن قلوب الكفار و مع ذلك لم يؤمنوا به معاندين و مكابرين ؟

العرب أول الأمر استقبلوا هذه المسألة لا بأذواقهم البيانية و لا بملكاتهم الطبيعية إنما استقبلوا ذلك بالإنكار أن يكون محمد صلي الله عليه وسلم هو الرسول بدليل قوله تعالى
بسورة الزخرف : ” وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) “ .
إذا فلا اعتراض لهم على القرآن و القرآن قد أخذ بألبابهم و أخذ بأفكارهم و إنما الخلاف فقط فى لماذا هذا الرسول بالذات ؟

إذا فقد نقلوا الموضوع عن أصله … لأن الموضوع أنه تحداهم بالقرآن و لكن الخلاف عندهم ليس على القرآن ، ولكن على من جاء على يده القرآن . ونجدهم يترددون فمرة يقولون : سحر فنسألهم أهو سحر ؟ يقولون : بلى سحر .. فنقول لهم : المسحور أله خيار مع الساحر ؟ إذا أراد الساحر أن يسحر إنسانا .. أيستطيع المسحور أن يتأبى على ذلك السحر ؟ فإذا كان قد سحر قوما فلماذا لم يسحر كم أيها المخالفون ؟ إذا فى ذلك نرد عليهم فى أنه ليس بسحر و لو كان يسحر لسحركم أنتم أنفسكم .
و مرة يقولون : إنه شعر فنقول : قارنوا بين أسلوب القرآن و أسلوب الشعر ، و أنتم أبصر الناس بالأساليب - أذلك القرآن من نوع الشعر ؟
و مرة يقولون كهانة نقول : قارنوا بين أسلوب الكهانة و سجع الكهانة و سجع القرآن .
إلا أن القرآن حين يعرض ذلك يعرضه عرضا مدللا تدليلا تقتنع به النفس الطبيعية الصافية فماذا يقول ؟
بسورة الحاقة : ” وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42) “
المصدر
كتاب الفتاوى كل ما يهم المسلم فى حياته و يومه و غده

مشكورين

مشكوررر ابو يوسف
دايما منور صفحتي
بوجودك العطـــــــــر