انتَ أيُّها المسلم فــَـذٌ فريد.. أنتَ أيّها المؤمن بطَلٌ عتيد..
لأنكَ تحبّ الموت.. الموت الذي يخشاهُ معظم الناس..
وتزهَدُ في الحياة.. الحياة التي يعبدُها معظم الناس..
روحُكَ غالية.. صعبةُ المنال على الأعداء.. لكنها رخيصةٌ في سبيل رَبِّ الأرض والسماء..
ولكن.. ولكن.. متى ينفثُ رشَّاشُك لهبًا يصبغُ وجهَ الشفقِ..؟؟؟!!!!
خندقي قبري وقبري خندقي - وَزِنادي صامتٌ لم ينطقِ
فمتى ينفثُ رشّاشي متى - لهبًا يصبغُ وجهَ الشفقِ
ومتى أخلَعُ قيدًا هَدَّني - وثيابًا نُسِجَتْ مِن قلقِ
أشرقَ النورُ على كلِّ الدُنا - فمتى يغمرُ أرضَ المشرقِ؟
نحنُ يا فيروزُ ما عادَ لنا - أُذُنٌ تهفو ولِلّحنِ تحِنّ
كلُّ ما فينا جِراحٌ ودَمٌ - نازفٌ مِن كَبِدٍ حَرّى تَئِنّ
وطَني يحميكَ نارٌ ولظى - ليسَ يحميكَ أغاريدٌ وفَنّ
وطَني يحميكَ نارٌ ولظى - ليسَ يحميكَ أغاريدٌ وفَنّ
وطبيبٍ عادَني في علّتي - ومضى يكتبُ لي بعضَ الدواء
ظَنَّ في صدريَ داءً هَدّني - وارتضى الراحةَ لي بعدَ العناء
كيفَ يا جرّاحُ أرضى راحةً؟ - أنا جُنديٌّ على خَطِّ الفِداء
وجِراحُ الصدرِ لا تُؤلِمُني - إنما يسحَقُني جرحُ الإِباء
ساءَلَتني في حِمانا ظَبيةٌ - أتُحِبُّ الشوقَ في عَينِ صبيَّه؟
قلتُ لا أعشَقُ حُسنًا ظاهِرًا - أو أرَى الحُبَّ عُيونًا نرجسيّه
إِنّما أعشَقُ صدرًا عامِرًا - يحمِلُ الموتَ ويزهو بالمَنيّه
أدركَت سِرّي وقالَت ظبيَتي - أنتَ لا تعشَقُ غيرَ البُندقيّه
خندقي قبري وقبري خندقي - وَزِنادي صامتٌ لم ينطقِ
فمتى ينفثُ رشّاشي متى - لهبًا يصبغُ وجهَ الشفقِ
ومتى أخلَعُ قيدًا هَدَّني - وثيابًا نُسِجَتْ مِن قلقِ
أشرقَ النورُ على كلِّ الدُنا - فمتى يغمرُ أرضَ المشرقِ؟