بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المتتبع لأخبار الناس والمتأمل في أحوالهم ، يعرف كيف يقضون أوقاتهم،
وكيف يمضون أعمارهم، وإن المرء ليعجب من فرح هؤلاء بمرور الأيام، وسرورهم بانقضائها،
ناسين أن كل دقيقة بل كل لحظة تمضي من عمرهم تقربهم من القبر والآخرة، وتباعدهم عن الدنيا.
إنَّا لنفرحُ بالأيام نقطعها ......... وكل يوم مضى جزءٌ من العمرِ
ولما كان الوقت هو الحياة وهو العمر الحقيقي للإنسان، وأن حفظه أصل كل خير،
وضياعه منشأ كل شر، كان لابد من وقفة تبين قيمة الوقت في حياة المسلم،
وما هو واجب المسلم نحو وقته، وما هي الأسباب التي تعين على حفظ الوقت،
وبأي شيء يستثمر المسلم وقته.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم،
وأن يرزقنا حسن الاستفادة من أوقاتنا، إنه خير مسوؤل.
وقد جاءت السنة لتؤكد على أهمية الوقت وقيمة الزمن،
وتقرر أن الإنسان مسؤول عنه يوم القيامة،
قال صلى الله عليه وسلم:
( لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال:
عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه،
و عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه ).
ويقول الحسن: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام الفرص فقال:
( اغتنم خمساً قبل خمس...، وذكر منها: وفراغك قبل شغلك) .
فلابد للعاقل أن يشغل وقت فراغه بالخير وإلا انقلبت نعمة الفراغ نقمة على صاحبها،
ولهذا قيل:
"الفراغ للرجال غفلة، وللنساء غُلْمة"
أي محرك للشهوة.
من أحوال الصالين مع الوقت
قال الحسن البصري:
"يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك".
وقال: "يا ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسِن إليه،
فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك،
وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك".
وقال: "الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه،
وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه".
وقال ابن مسعود:
"ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه،
نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي".
وقال ابن القيم:
"إضاعة الوقت أشد من الموت؛
لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة،
والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.
فبادر أخي أختي باغتنام أوقات عمرك في طاعة الله ، بما أنت ماهر به
فإن كنت ممن يجيد العمل على الحاسوب والانترنت فأمامك عالم واسع رحب
لتدعو إلى الله بالكلمة الطيبة مع إخوانك وتتواصل معهم على الخير
فالدعوة لاتختص بأحد بل هي واجبة على الجميع
كل حسب وسعه وطاقته .
قد تكون هذه الدعوة إلى الخير بلقبك
أو اسمك الجميل الذي تدخل به المنتديات
أو صورتك الرمزية المعبرة عن معنى حسن
أوتوقيعك الذي يحمل فكرة طيبة.
هذه دعوتي لكم جميعا إخواني
للتفاعل الايجابي مع هذه النصيحة
وتقبلوا خالص دعواتى بالتوفيق .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.