في ذلك اليوم الذي أعلنوا فيه وفاتي
كانت الحشود ملتمة حول منزلي
والكل يريد مواساة اهلي
مالذي حصل وكيف حصل ؟؟
وأين حصل ؟؟
كلها تساؤلات روتينية
تنسأل لأهل الفقيد
فكل قريب وبعيد
يريد أن يعرف مالذي جرى بالتحديد
وانا مازلت مثلما أنا
بين تلك الحشود ..أنظر إليهم
هاهي أمي تبكي
أبي .. اختي .. أخي
الكل حزين
ويامن كان اسمها حبيبتي
هاهي .. تقف وقفة شموخ وكبرياء
كبريائها يمنعها من أن تبوح بحزنها وآلامها
يامن تبكون عليّ .. أنا هنا !!
ألا تسمعوني ؟؟؟
لم أمت .. إنما انتقلت إلى حياة أفضل بإذن الله
مرت الأيام تلو الأيام
والجرح الذي سببته لمحبيني .. أصبح يلتئم لكن بدرجات متفاوتة
منهم من التئم جرحه سريعا ومنهم من مازال يعاني من ذاك الجرح
ويتمزق أكثر كلما تذكرني
لكنها الحياة تسير .. نعم أراها تسير
فوجودي وعدمه ليس ذاك العائق المثير
ومرت الأيام والسنين
واشتقت ذات يوم بأن أزور أهلي
طرقت الباب ولكن لامجيب
فدخلت من دون استئذان
فبكيت حينما رأيتهم وودت أن أعانقهم من شوقي لهم
ولكنني لم استطيع
حاولت أن أصرخ لعل صراخي يسمعوه
ولكن لاحياة لمن تنادي
بكيت وبكيت .. وجدتهم يضحكون ويتسامرون
وإن ذكر لسانهم اسمي عليه يترحمون
وفي تلك الأثناء
سمعت نحيب وبكاء
فتوجهت نحو مصدر الصوت
إنه محراب والديَّ
هاهو أبي وهاهي أمي مابالهما يبكيان ؟؟؟
آه لقد تذكروني في صلاتهم ودعوا لي
فأبكاهم الشوق مثلما أبكاني
فبكيت لبكائهما وعدت من حيث أتيت
وعلمت أن الحياة مستمرة
وجود من نحب وعدمه ليس بتلك القضية المدمرة
ولكن في ضمن تلك الحياة واستمراريتها
نجد دوماً أناساً مازالوا يبكون دماً لادمعاً على فراقنا