"لأ ده أنا عاوزة واحد ملتزم"..
"أكيد هاخدها متدينة تعينني على طاعة ربنا"..
"يكون مستريح ماديا.. يا ريت لو عربية.. يقعدني في البيت..
آه.. وأهم حاجة يكون متدين"..
"يعني.. من عيلة كويسة.. يا ريت لو فيهم حد من السلك القضائي..
تكون مؤهل عالي.. تشارك معايا في الأثاث.. وطبعا ملتزمة"..
دي نماذج من نوعية الإجابات اللي ممكن تسمعوها ردا على سؤال إيه مواصفات فارس الأحلام أو "فارسة" الأحلام!..
وطبعا لاحظتم إن كل الناس ذكرت موضوع الالتزام بشيء من التأكيد.
بس يا ترى لو الشخص اللي عاوز أرتبط بيه ليه عادة معينة سيئة
متعود عليها أحاول أغيره،
ولاّ أسيبه لأن مفيش منه أمل؟
سؤال مثير للفضول مش كده؟
الدين مش طقوس وبس
الدين مش بس كام ركعة في اليوم وصوم وشهادة بتتقال في أقل من دقيقة..
الدين اللي بحق وحقيقي هو اللي بيخيم على القلب، ويسكن فيه ويتمكن منه للدرجة اللي تخلي الإنسان مايعملش أي حاجة من غير اللجوء ليه.
لما يكون عندك دين هتعامل الناس بالحسنى..
هترفق بالضعيف.. هتكون بار بوالديك..
طب إيه لازمة المقدمة الطويلة دي؟
لازمتها إن فيه بنات كتيرة بتتبسط قوي لما يتقدم لها شخص "شكله" ملتزم وتكتفي بده كدليل لصلاحه،
احنا ضد التقيد بالمظاهر "وحدها" كوسيلة للحكم على الأشخاص،
نفس المواضيع بتحصل مع الأولاد؛ يعجب مثلا بطريقة لبس بنت معينة ويكتشف في الآخر إن الشكل حاجة والمضمون حاجة.
أمال نعرف الحقيقة ازاي؟
بالنسبة لاختيار شريك الحياة،
فلازم كل البنات يعرفوا إن الرجولة أصلها الرحمة،
مش الشدة أو العنف أو الشخط والزعيق أو التعنت.
وموضوع الرحمة ده بيكون واضح من خلال التعاملات مع الآخرين.. مع أهله.. مع أهل البنت..
ومع كل المحيطين بيه.
ديننا دين تسامح، خالٍ من العبوس والتشنجات،
وحقيقة ديننا هي في الحب.
الحديث الشريف بيقول "المؤمن: هيِّن، ليِّن، سهل".
حتى في المناقشات والحوارات اللي ممكن تدور بين الولد والبنت،
واللي ممكن يكون فيها الولد معاه حق، لازم يكون فيه هدوء ومساحة لمشاركة الأفكار بين الطرفين.
الآية اللي نزلت على الرسول -- بتقول "وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل-125)،
والكلام كان عن الكفار، فما بالكم بالمسلمين يا مسلمين؟
طيب أعرف منين إن الشخص اللي قدامي عنده استعداد يلتزم؟
وإمتى أعرف إن الوضع ميئوس منه؟
بخلاف توافر الصفات اللي فوق في شخصية شريك الحياة،
فيه حاجتين مهمين..
لو الشخص اللي قدامي عنده استعداد إنه يلتزم يبقى مش هيجاهر بالمعصية،
والمجاهرة بالمعصية هي إنه يكون عارف إن اللي بيعمله ده غلط،
لكنه بيستمر في عمله وقدام الناس من غير أي حياء.
الحاجة التانية اللي لازم تكون موجودة،
هي إن الإنسان اللي بيعمل حاجة غلط يكون عنده شعور بالذنب أو التقصير تجاه ربه ونفسه والناس
اللي واقع عليهم الأذى نتيجة للي بيعمله معاهم.
دي ما يطلق عليها بالنفس اللوامة، إنه يكون عارف إن اللي بيعمله ده غلط، لكنه لسبب أو لآخر مش عارف يبطل،
بس في نفس الوقت بيلوم نفسه وممكن إنه بسهولة –في لحظة من لحظات الصدق دي- يتغير بشوية عزيمة.
فيه كمان حديث جميل بيوضح الكلام ده وبيقول: سأل رجل رسول الله -- "أويسرق المؤمن؟ قال: نعم!! قال أويزني؟ قال: نعم، قال: أويشرب الخمر؟، قال: نعم، قال: أويكذب المؤمن؟ قال --: لا.."
يعني الرسول –- شاف إن الكذب أشد من الزنا والسرقة وشرب الخمر..
وده إيه علاقته بالموضوع؟
علاقته إن الكذب مش بيكون على الناس وبس،
لأ الأشد إنه بيكون على النفس، يعني لما الإنسان يكون بيعمل حاجة غلط،
وعايش في حالة إنكار متعمد للوضع الخاص بيه، يكون بيكدب على نفسه،
وده أشد من الزنا والسرقة وشرب الخمر!
لو إنت في علاقة من النوع ده..اهرب بجلدك!
طيب، لو افترضنا إن إنت في علاقة الطرف اللي فيها مش ملتزم،
وإنك عاوز تعرف إذا كان الطرف الآخر عنده استعداد فعلا إنه يتغير،
لو -بعد مرور فترة زمنية- لاقيت نفسك بتفكر بالطريقة دي:
• بتقول لنفسك إن الطرف التاني محتاج شوية وقت عشان يقدر يستوعب التغيير ده.
• بتقول لنفسك إن مفيش حد قبلك حب الإنسان ده زيك، وإن الحب وحده هو اللي يقدر يغيره.
• بتحس دايما إن "كل" الناس فاهمة حبيبك غلط، ومش بتدي له فرصة لإثبات ذاته.
• بتلاقي نفسك دايما بتدي اعتذارات لأهلك أو أصحابك على المشاكل اللي عنده أو عندكم في علاقتكم.
• إنت مؤمن بشريكك وواثق فيه أكتر من ثقته بنفسه.
• إنت عارف إن الطرف التاني مش بيحبك الحب اللي إنت تستحقه، لكن بتقول لنفسك إنه على الأقل بيحاول.
كلمة حكمة: علاقة الحب السوية بتعني إنك بتحب شخص معين زي ما هو،
مش بتحب الشخص اللي هو هيكونه في المستقبل
(بمساعدتك طبعا!)
لما بنقع في غرام "إمكانية إن حد يبقى كويس"، في العادة بينتهي بينا الأمر وعندنا الشعور ده:
• الغضب منهم لأنهم ماكانوش عند حسن ظنك.
• مش حاسس إن الشخص ده "حبيبك" لأنك معظم الوقت بتقوم بالدور التوجيهي للأب أو الأم!
• بالمرارة لأنك ضيعت كل الوقت ده في علاقة ماتستحقش كل هذا العناء بطبيعة الحال!
• محبط ومكتئب لأنك ماحققتش الحلم اللي كنت بتتمناه لنفسك في الشخص الآخر.
الحل هو الحبـ..!
الحل يا عزيزي ويا عزيزتي هو في التأكد من إنك بتحب وتحترم وتقدر الطرف الآخر زي ما هو دلوقت،
بكل عيوبه ومميزاته.
والأهم كمان إنك تعرف إيه هي العيوب والمميزات دي من الأساس؛
المظاهر ياما بتخدع، والمثل بيقول: "حسبته موسى طلع فرعون"
وأكيد فيه مثل بيعني العكس!
ماتخلوش الشكليات تخدعكم،
وحطوا في ذهنكم دايما إن الحب علاقة إنسانية بالدرجة الأولى،
وإنتم في رحلة بحثكم عن الشريك المناسب دوروا على "الإنسان" مش صورته.. شوفوا جوهره بيقول إيه.. جوهره بيقول أنا ملتزم.. بيقول أنا عندي استعداد.. ولا بيقول مفيش فايدة!
طبيعي إنه يكون عندك شوية ملاحظات على الطرف التاني،
وطبيعي إنك تتمنى له نضج أكتر وصفات أحسن،
لكن عشان تدخل في علاقة بقلب جامد لازم يكون الطرف الآخر بحالته الحالية عامل لك رضا نفسي وإشباع عاطفي "دلوقت".
لو إنت هتفضل تحاول تغير في شريكك عشان تحبه،
يبقى إنت مش بتحبه، إنت بس بتجرب ضربة حظ، ويا صابت يا خابت!
دلوقت.. يا ترى إيه مفهومكم عن الالتزام؟
وهل تقبلوا ترتبطوا بحد مش ملتزم؟
وإلى أي مدى ممكن تحاولوا تغيروه؟