من لطائف الدعـاة
فضيلة الأستاذ الدكتور / عمر عبد الكافى
نعمـــة الشكر
نعم هي منه وهبة من الله عز وجل لأن الله قسّم الأخلاق كما قسّم الأرزاق ومن رضي الله عنه أعطاه الخلق الحسن والشكر يعتبر من هذا الخلق الحسن ولذا شعر موسى أنه عاجز عن الشكر حيث أن العجز عن الإدراك إدراك ولذلك فقد سأل ربه كيف يشكره وقال الله يا كليمي الآن شكرتني لأنه فقه َالمعنى أنّ الشكر منحة ومنة من الله لأن شكر النعم ليست لكل البشر. .
إذا كان الشكر منحة فكيف نشكر ؟ وقد يقول البعض إنني لا أشكر لأن الله لم يعطني منحة الشكر؟
إن الله قد أعطانا النعم ورزق كل العباد نعمتين وهما نعمة الإيجاد ثم نعمة الإمداد ، ويشترك العالم بأسره في هاتين النعمتين ، بينما تفرد المسلم بنعمة الهدى والرشاد التي لم يرزقها الله إلا لمسلم أو مؤمن . فهي النعمة التي يختص بها الله عباده المؤمنين حيث أنه يعطى نعمة الهدى والرشاد لمن طرق باب الهدى والرشاد ومن ثمرات هذه النعمة الشكر. فالعبد يستوجب النعمة عندما يطرق بابها والنعم تأتي لأهلها ، والعبد عندما يشكر النعم تزيد ، حتى أن العرب عرفوا الشكر تعريفا طيبا وقالوا أنه " قيد النعم الموجودة وصيد النعم المفقودة " . وذلك لأن الشكر يقيد النعم الموجودة ويحفظها بشكرها ويكون بمثابة دعاء ليعطيه الله النعم المفقودة . ونأخذ مثال على ذلك جارحة العين فكيف أشكر الله عليها حيث أنها نعمة من الله. وقد قالوا أن أعظم شكر لله في جارحة العين هو أن أستر بها عورات المسلمين وألا أتجسس بها على الناس . ونجد تطبيق ذلك في الواقع العملي في بيوت كثير من المسلمين حيث كثرت الشكاوى في هذه الأيام من أن الزوجة مثلا قد تتجسس على هاتف زوجها ، وكذلك الزوج أيضا ، وهو ما يعتبر أمر غير طيب.
نحن يجب أن نصنع الخير حتى نشكر الله على نعمته علينا حيث جعلنا مسلمين . فعندما ينظر المسلم لغير المسلم يحمد الله أن رزقه نعمة الإسلام . فلقد كان الشافعي يقول يارب رزقتني الإسلام ولم أسألك فأرزقنى الجنة وأنا أسألك .