يا أمنا، أنتِ أنتِ ذروة الكــــــــــــــــرمِ
وأنتِ أوفى نساء العُرْب والعجــــــــمِ
يا زوجة المصطفى، يا خير من حملت
نور النبوة والتوحيد من قــــــــــــدمِ
أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعـــــــــه
أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ
نفديك يا أمنا، في كل نازلـــــــــــــةٍ
من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ
وهل يضر نباحُ الكلب شمسَ ضحى
لا والذي ملأ الأكوان بالنعـــــــــــــم
الله برَّأها والله طهرهـــــــــــــــــــــا
والله شرفها بالدين والشِّيــــــــــــــــمِ
الوحي جاء يزكِّيها ويمدحُهــــــــــا
تباً لنذلٍ حقيرٍ تافهٍ قـــــــــــــــــــــزمِ
والله أغيرُ من أن يرتضي بشــــراً
لعشرة المصطفى في ثوب متَّهـــــمِ
في خِدْرها نزلت آياتُ خالقنــــــــا
وحياً يبدِّد ليلَ الظُّلمِ والظُلَــــــــــــمِ
عاشت حَصَاناً رَزَاناً همها أبــــداً
في الذكر والشكر بين اللوح والقلمِ
صديقةٌ يُعرف الصِّديقُ والدُهـــا
صان الخلافةَ من بغْيٍ ومن غشـــمِ
مصونة في حمى التقديس ناسكةً
من دون عِزِّتها حربٌ وسفـــــك دمِ
محجوبةٌ بجلال الطُّهر صيّنـــــةٌ
أمينة الغيب في حِلٍّ وفي حــــــــرمِ
كل المحاريب تتلو مدحها أبـــداً
كل المنابر من رومـــــــــــا إلى أرمِ
وكلنا في الفدا أبناء عائشــــــــةٍ
نبغي الشهادة سبّاقين للقمـــــــــــــــمِ
مبايعين رسولَ الله ما نكثـــــت
أيماننا بيعةَ الرِّضوان في القســـــــــمِ
يا أمنا، قد حضرنا للوغى لُجباً
نصون مجدكِ صونَ الجندي للعلــــمِ
عليك منا سلام الله نرفعـــــــــه
بنفحة المسك بينَ السِّدر والسَــــــــــلمِ
لا بارك الله في الدنيا إذا وهنت
منا العزائمُ أو لم نوفِ للقمـــــــــــــــمِ
فالموتُ أشرفُ من عيشٍ بلا شرف
والقبرُ أكرمُ من قصرٍ بلا كرمِ