السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و بَعْدَ نَقُولُ وَ بِالله التـَّوْفِيق:
أولاً: إِنّ الرَّفْضَ(دين الشيعة) دِيْنٌ يَخْتَلِفُ تَمَاماً عَنِ الإِسْلامِ الذِيْ جَاءَ بـِهِ النّبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلّـم وَ لا يُمْكِنُ أَنْ يَلْتـَقِيَ مَعَهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الفُرُوعِ وَ الأُصُول، كَيْفَ لا وَكِبَارُ آياتِهِم وَ عُلَمَائِهِم قَدْ قَعَدُوا لَهُم قَاعِدَةً في التّرْجِيحِ بَينَ الأدِلّـةِ إِذا اخْتَلَفَت عِنْدَهُم أَو تَعَارَضتْ بِأنَّ مَا خَالَفَ قَوْلَ أَهْلِ السُّنةِ (وَ يُسَمُّونَهُم العَامّة) هُوَ القَوْلُ الأَقْرَبُ للصَّوَابِ مُسْتَنِدِينَ عَلَى رِوَايَاتٍ مَكْذُوْبَةٍ عِنْدَهُمْ كَأصْلٍ لِهَذهِ القَاعِدَةِ التِيْ تَدُلُّ عَلَى مُخَالفَةِ دِيْنِهِم أَصُولاً وَ فُرُوعَاً لِدِينِ الإِسْلامِ مِن حَيثُ مَنْهَجِ الحَقّ.
فَفِيْ بَابٍ عَقَدَهُ "الحـُرُّ العَـامِلِيُّ" وَ هُوَ مِنْ عُلَمَاءِ الرَّافِضَةِ فِيْ كِتَابِهِ [وَسَائِلُ الشِّيْعة] تَحْت عِنْوان: عَدَمُ جَوَازُ العَمَلِ بِمَا يُوَافِقُ العَامّةُ وَ يُوَافِقُ طَـرِيْقَتَهُمْ، قَالَ فِيه: (والأحاديث في ذلك متواترة) (أي في عدم جواز العمل بما يوافق العامة) فمن ذلك قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين اعرضوهما على أخبار العامة أي أهل السنة والجماعة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه وقال عليه السلام خذ بما فيه خلاف العامة فما خالف العامة ففيه الرشاد).
وَ جَاءَ فِيْ [عُيُونِ أَخْبَارِ الرِّضَى]: (روى الصَّدوق عن علي ابن أسباط قال قلت للرضى عليه السلام يحدث الأمر لا أجد بد من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك قال:فقال: إيتي فقيه البلد فاستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فإن الحق فيه).
وَ مَعْلُوْمٌ أَنّ الإِسْلامَ قَائِمٌ جُمْلَةً وَ تَفْصِيْلاً عَلى تَوْحِيدِ الخَـالِقِ وَ تَعْبِيدِ المَخْلُوقَاتِ كُلّها للهِ تَعَالى وَ عَلى الاقْتِدَاءِ بِالنّبِي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَ سَلَّمْ اقْتَدَاء مُتّبعٍ لا مُبْتَدِعٍ وَ كُلُّ هَذَا مَبْنيٌّ عَلَى مَا جَاءَ بِالكِتَابِ وَ السُّنةِ وَ الرَّفْضُ أَسَاساً يَقُومُ عَلى الإِشْرَاكِ بِاللهِ وَ تَعْـبِيدِ الخَلْقِ لِغَيرِ الله تَوسُّلاً وتَضَرّعاً وتأليهاً، كما يَقومُ عَلى رَفضِ الكِتابِ بدعوى تحريفهِ بالنّقصانِ والزّيادةِ فيه، وعلى رفضِ سنّةِ النَّّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلم، ولا سيَّما صحَيحَهَا بتكذيبِ وتخوينَ من نَقلها لنَا وَهُمْ أشرافُ الأمَّةِ و أخصُّ صحابَتِِهِ حَتَّى رَفَضُوا أَصَحَّ كُتُبِ الأَحَادِيثِ التي تَلقَّتهَا الأُمَّةُ بالقبُولِ، لمَّا كانَ رُواتُها مِنْ أشدِّ الناسِ حِرصاً وتوثقاً عمَّنْ ينقلونَها عَنهُم، وعَلى رأسِ هَذهِ الكُتبِ صَحِيحَا البخاريِّ ومُسلِم، فَكانَ مَا عَدَاهُمَا مِنَ الكُتبِ أَولَى بالرَّفضِ عِنْدَهُم.
كما يقومُ دينهم على رفضِ إمامةِ وَخِلافةِ من أجمعَ الناسُ حِينَها عَلى إمَامَتِهِ وَخِلافَتِهِ، الذين نَعتهم رسول الله صَلى اللهُ عَليهِ وسَلمَ بالرَّاشِدِين، وحَضَّ على التَّمسُّكِ بِسُنَّتِهم بَل وَقَرَنها بِالتَّمسُّكِ بِسُنَّتِه، إِنَّ دِينَ الرَّفْض يَرفُضُ تَبرئَةَ أُمِّ المؤمنينَ عَائِشةَ مِمَّا بَرَّأَهَا اللهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ الكَرِيمْ وَعَاقَبَ بِجَلدِ مَنْ اتَّهَمَهَا أَو خَاضَ فِي عِرضِهَا.
يَقُولُ نِعَمةُ اللهِ الجزائِريّ في [الأَنوارِ النُّعمَانِّية]: (بَابٌ نُورٌ في حقِيقَةِ دِينِ الإمَامِيَّة وَالعِلَّةِ التي مِنْ أَجلِهَا يَجِبُ الأَخذُ بِخِلافِ مَا تَقُولُهُ العَامَّة):"إِنَّا لا نَجتَمِعُ مَعَهُم - أَي مَعَ السُّنَّة - عَلَى إِنَاءٍ وَلا عَلَى نَبِيٍّ وَلا عَلى إِمَامْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّ رَبَّهُم هَوَ الذِي كَانَ مُحمَّدُ نَبيُّه وَخَلِيفَتُهُ مِن بَعدِهِ أَبي بَكر وَنَحنُ لا نَقُولُ بهذَا الرَّبِّ وَلا بِذَلِكَ النَّبي بَل نَقُولُ إِنَّ الرَّبَّ الذِي خَلِيفَةُ نَبِيِّهِ أَبُو بَكرٍ ليسَ رَبَّنَا وَلا ذَلكَ النَّبِيُّ نَبِيَّنَا".
وَيقُولُ السَّيدُ حُسينٌ الموسَويُّ -وَهَوَ أَحَدُ عُلَمَائِهِمُ القَلائِلُ الذِينَ نَقَّى اللهُ فِطرَتَهُ فَمَجَّت بَاطِلَهُم- مُعَلِّقَاً عَلَى مَوقفِ الرَّافِضة في كِتَابِهِ [لله ثُمَّ لِلتَّارِيخْ]:" وَيَتَبَادَرُ إِلى الأَذهَانِ السُّؤَالُ الآتِي: لَو فَرَضنَا أَنَّ الحَقَّ كَانَ مَعَ العَامَّةِ فِي مَسْأَلةٍ ما، أَيَجِبُ عَلينَا أَنْ نَأْخُذَ بِخِلافِ قَولِهِم؟
أَجَابَنِي السَّيِّدُ مُحَمَّدٌ بَاقِرُ الصَّدرِ مَرَّةً فَقَالَ: نَعَمْ يَجِبُ القَولُ بخلافِ قَولِهِم لإِنَّ القَولَ بِخِلافِ قَولِهِمْ وَإِنْ كَانَ خَطأً فَهُوَ أَهوَنُ مِنْ مُوَافَقَتِهِمْ عَلَى افْتِراضِ وُجُودِ الحَقِّ عِنْدَهُمْ فِي تِلكُمُ الَمسْأَلةِ".
وسوف نبين المزيد من دين الرفض فى المداخلات القادمة ان شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته