السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى الإمام أحمد والدارمى رحمهما الله تعالى (عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما : أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أتى النبى صلى الله عليه وسلم بصحيفة من التوراة وقال يا رسول الله هذه نسخة من التوراة وأخذ يقرأ(فى التوراة): ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر اليه ووجهه يتغير ويتمعر حتى قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه ثكلتك الثواكل يا ابن الخطاب (أما ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفى رواية أن عبدالله بن زيد قال (أمسخ الله عقلك ؟ أما ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟) فنظر عمر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله . رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا) فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( أوفى شك منها أنت يا عمر ؟ ألم آتكم بها بيضاء نقية ؟ والله لو بدا لكم موسى فتبعتموه وتركتمونى لضللتم سواء السبيل والله لو أن موسى حيا بين ظهرانيكم ما وسعه إلا أن يتبعنى))
أحببت أن أقدم لكم بهذا الحديث:
فلنتدبر سويا معناه إن عمر بن الخطاب رضى الله عنه جاء بصحيفة من التوراة ولم يأتى بقانون أو كتاب وضعى من تشريع البشر وإنما أتى بكتاب سماوى أنزله الله على نبيه موسى وغضب النبى صلى الله عليه وسلم لهذا ,,, فإن النبى صلى الله عليه وسلم لأنه لا يريد منا أن نحيد عن هذا المنهج الربانى حتى ولو إلى شريعة ربانية أخرى لا نقول إلى الياسق الذى وضعه جنكيز خان ولا نقول قانون غربى ولا ديمقراطية أمريكية ومن أراد أن يستزيد فليتابع معنا موضوع (الديمقراطية .. صنم العصر) ..... فإن هذا المبدأ هو الذى كان يميز الصحابة رضوان الله عليه وهو مبدأ( توحيد مصدر التلقى) أى أنهم لا يأخذون إلا من مصدر واحد (الكتاب والسنة)
ثم هناك مبدأ آخر هام جدا عند الصحابة وهو ما نتكلم عنه فى هذا الموضوع هو( منهج التلقى للتنفيذ) فكانوا يتلقون الأمر لتنفيذه لا ليكون ثقافة فى عقولهم فقط فإن النبى صلى الله عليه وسلم لم ينسخ القرءان على صحائف من ورق ولكنه نسخه على صحائف قلوبهم فكان الواحد فيهم قرءانا يمشى على الأرض حتى أن أحد المفسرين قال (كان الواحد فيهم يتلقى الأمر كما يتلقى الجندى الأمر الميدانى فى المعركة , يعمل به فور تلقيه)..... فإننا والله فى قريتنا وفى كل قرية ومدينة بل فى العالم أجمع لن ينقذنا مما نحن فيه من أمراض وفقر وغلاء وكوارث إلا بالرجوع إلى أمر الله والعمل به
فلا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون