رحل عن الحياة.. انتحر من أعلى المدرسة التى يعمل بها فى كفر الشيخ.. ترك زوجة و3 أبناء يبحثون مع جهات التحقيق عن سبب انتحاره.. السبب الحقيقى يرقد معه تحت الرماد.. الزوجة تقول إن المسؤولين فى المدرسة وزملاءه المدرسين كانوا يسيؤون معاملته وتسببوا فى نقله من المدرسة.. أما وكيل وزارة التربية والتعليم فيرجع الحادث إلى مرض نفسى.. بين اتهام الزوجة ومسؤول الوزارة تحقق النيابة العامة فى أسباب الانتحار.
داخل منزل بسيط فى قرية «شباس عمير» بكفر الشيخ، تعيش أسرة المدرس «سمير عبدالبديع عبده» الذى ألقى بنفسه من أعلى المدرسة التى يعمل بها. زوجته «أسرار أبواليزيد» تمسك بأطفالها الثلاثة وصورته، لم تتوقف عن البكاء طوال حديثنا معها، تخرج الكلمات منها بصعوبة.. تتحدث للحظات.. وتبكى لساعات.
طالبت الزوجة الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، إرسال لجنة من الشؤون القانونية للتحقيق إداريا فى الاضطهاد الذى كان يتعرض له زوجها قبل انتحاره.
قال شقيقه «صفوت عبدالبديع عبده»: «أخى المتوفى كان يتولى رعاية إخوته الخمسة بالإضافة إلى زوجته وأطفاله الثلاثة.. عمره كان قد تجاور الـ(48) عاما قضاها فى التعليم.. متدين كثيرا ما يؤم المصلين فى المسجد المجاور للمنزل.. ولذلك أستبعد فكرة انتحاره».
أما الزوجة «أسرار أبواليزيد محمد عرفة» قالت: «كان زوجى دائماً ما يشكو لى من اضطهاد شديد له بالمدرسة رغم أنه كان متديناً وكان (مؤذن جامع الحوامد) وكان ملتزماً إلا أن المسؤولين فى المدرسة كانوا لا يتعاونون معه فى ظروفه الخاصة.. فمثلاً فى وفاة شقيقه «يسرى» منذ 3 سنوات رفضوا إعطاءه إجازة رغم أنهم يجاملون بعضهم البعض فى تلك الظروف، وكانت بينه وبين المدير السابق خلافات كثيرة بسبب التفرقة فى المعاملة بينه وبين زملائه فأثر ذلك على نفسيته وكان يشكو لى دائماً، ثم توفت زوجة شقيقه المتوفى (يسرى) ولم يبلغوه حتى لا يحضر الدفنة.. وأيضاً أحد المدرسين بالمدرسة سبق أن تطاول عليه وسبه دون أن يحقق معه أحد.. وحرروا ضد زوجى 7 مذكرات من المدرسين بالمدرسة وكان دائماً يشكو لى من سوء المعاملة التى يعاملونه بها فى المدرسة». وأكملت وهى تبكى: «أريد حق زوجى وأطالب وزير التعليم بفتح تحقيق فى تلك الواقعة.. وأنا أعمل بمدرسة البكاتوش الابتدائية كزائرة صحية، وأطالب رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحى بنقلى لأى مدرسة بشباس عمير حتى أستطيع رعاية أبنائى اليتامى ولتخفيف أجرة الطريق التى تتجاوز 3 جنيهات يومياً وراتبى محدود لا يكفى لإعالتى وأولادى». وأضافت: «أنا كنت فى عملى أثناء الحادث وحينما علمت ذهبت إليه بالمستشفى المركزى بـ«قلينى» وكان أحد المحققين بإدارة قلينى التعليمية معه وسمعت زوجى بنفسى يتهم إدارة المدرسة بإضطهاده وكان يقول للمحقق هم السبب وهم الذين أجبرونى على ذلك لاضطهادهم لى، وكان مصاباً بنزيف داخلى ولم يسعفه أحد والمستشفى ليس به أى إمكانيات، وطلبوا من شقيق زوجى 150 جنيهاً لتنقله سيارة الإسعاف إلى مستشفى العبور للتأمين الصحى بكفر الشيخ، وحينما أصر على أن تتحمل المستشفى سداد المبلغ لأنه موظف بالدولة ومؤمن عليه تركوه».
فيما قال محمد رجب، وكيل وزارة التعليم بكفر الشيخ، إنه توجه إلى قرية المتوفى لأداء واجب العزاء بصفته زميلاً بالتربية والتعليم. وأكد أن المرحوم كان قد تقدم بطلب لنقله من المدرسة إلى مدرسة أخرى بالقرية، وتمت الموافقه على طلبه. وفيما يتعلق بسبب الانتحار أكد: «الأمر يرجع إلى تحقيقات النيابة العامة».نقلا عن جريدة المصري اليوم