ما الذى تستطيع قصور الثقافة أن تفعله أمام 120 ألف مسجد وزاوية فى مصر؟ السؤال طرحه السيد فاروق حسنى وزير الثقافة أثناء مناقشة أجرتها معه مجلة روزاليوسف فى عددها الأخير (8/1/2011). كان الحوار قد تطرق إلى ملف التطرف المثار هذه الأيام. وكان السؤال الذى وجهه رئيس تحرير المجلة للوزير هو: لماذا انتصرت عليك مؤسسة التطرف؟ وهو ما رد عليه الوزير بقوله: قل لى من الأقوى فى المجتمع: الخطيب الواقف على المنبر أم المفكر؟ ثم ألحق كلامه بالسؤال عن تناقض الأدوار بين قصور الثقافة والمساجد والزوايا.
لم يكن السؤال استفهاميا بقدر ما أنه احتجاجى واستنكارى، أراد به الوزير أن يعبر عن التضاد بين الدور «التنويرى» الذى تقوم به قصور الثقافة، والدور «الظلامى» الذى تؤديه المساجد والزوايا. والجملة الأخيرة من عندى، لأن الوزير لم يستخدم هذه الكلمات، ولكن سياق حديثه أشار إليها ضمنا. فضلا عن أن ثمة خطابا عبر عنه نفر من المثقفين يعتبر أن التدين هو المشكلة وهو التربة التى تستنبت التطرف. ولأحد كبار موظفى وزارته كتابات عدة ادعى فيها أن جريمة التدين زادت عن حدها فى مصر. وعبر آخرون عن ذات الفكرة حين زعموا أن «الوهابية» زحفت إلى العقل المصرى واحتلت مساحة كبيرة منه. ويبدو أن تلك الأصوات أحدثت مفعولها فى الأوساط الرسمية، حتى تردد أن وزارة الإعلام اتجهت إلى تخفيف جرعة التدين فى برامجها. فى أعقاب فاجعة التفجير التى حدثت فى الإسكندرية. وإذا صح ذلك فإنه يندرج ضمن الآثار الخطيرة للفاجعة. التى وضعت الإسلام وتعاليمه والمتدينين على إطلاقهم فى قفص الاتهام، وبات السؤال المطروح هو كيف يمكن التصدى لكل هؤلاء. وكما أن أهل الأمن والسياسة وجدوها فرصة للدفاع عن استمرار العمل بقانون الطوارئ. فإن فئات من الكارهين الذين يبغضون الإسلام وأهله انتهزوا الفرصة ذاتها لإضعاف الإسلام وإيغار الصدور ضده.