قال الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، إن الجماعة منذ عشرات السنين يكال لها الاتهامات وتشوه صورتها بشكل متعمد عن قصد لاستخدامها فزاعة للداخل والخارج، موضحا أن الترويج الإعلامى لعنف بعض التيارات الإسلامية كان مقصود به حمل جميع التيارات فى بوتقة واحدة وتخويف المصريين منها ومن ضمنها الإخوان المسلمين.
وأكد المرشد العام للإخوان المسلمين، خلال حواره لبرنامج الحياة اليوم، مساء أمس، الأحد، أن النظام السابق فشلت خطته، حتى كلمة المحظورة التى ظن أنها تمنعنا عن الظهور جعلت العالم كله يتحدث عنا، ومازالت عناصر أمن الدولة وفلول من الحزب الوطنى داخل بعض الوسائل الإعلامية لتشويه صورة الجماعة.
ورفض بديع أن يكون هناك خلاف بين صفوف أعضاء الجماعة، وقال "تنوع الآراء لا يعنى انشقاقا لكننا لم نتعود بعد على مناخ الديمقراطية، وجميع الاقتراحات ستأخذ مساراتها فى العرض والفحص للنقاش، لكن أرفض الإصرار على التنفيذ"، مشيرا إلى أن الجماعة تسير على سنة الرسول "صلى الله عليه وسلم" والذى عرض عليه أحد الصحابة اقتراحا لم يرفضه وإنما ناقشه وشارك فيه باقى الصحابة ثم قرر تنفيذه.
وتابع: "هناك من يضخم المخاوف حول مبادئ الإخوان المسلمين، واختيارنا اسم الحرية والعدالة للحزب أكبر دليل على أننا لا نهدف إلا لترسيخ هذين المبدأين ، وضمانا ألا نخفى أى شىء على الإعلام أو المجتمع المصرى، وسنفتح الحزب لكل المصريين، بشكل مختلف عما تم طرحه فى السنوات الماضية بل سيتوازى مع روح الحرية الموجودة فى الفترة الحالية".
وقال "الإخوان المسلمين كجماعة اختارت مواصفات فقهية لرئيس الجمهورية لكن الحزب سيكون اختيارا شعبيا حرا مفتوحا، يعطى الحق لترشح المرأة والقبطى لرئاسة الجمهورية من خارج الحزب لكن الجماعة لن ترشح إلا رجلا مسلما وفى النهاية التصويت سيكون للشعب".
ونفى بديع أن يكون للجماعة سلطان على الحزب، قائلا "سنتفق فى الأصول لكن الرؤى ستختلف لأن الحزب سيعبر عن كافة أطياف الشعب المصرى الذى يتمنى أن تنضم إليه".
كما اعتبر أن التصريحات التى أعلنها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح "خروج عن السياق " ولا تعبر عن الجماعة، قائلا " آراؤه الشخصية لا يعنى أننا ندعمها، وأى مخالفة عن الجماعة لها خطوط فى التعامل معها".
واعتبر أن أى حزب سياسى يخرج عن أعضاء الجماعة غير " الحرية والعدالة " لا يعبر عنها ، وقال " الجماعة تعرف الرجال بالحق وليس الحق بالرجال ولا نتعلق بأشخاص معينة ولو حتى المرشد ، لأننا جماعة مؤسسية، ومهدى عاكف المرشد السابق على سبيل المثال عند رحيله بايعنى وقال لى أنا جندى فى صفوف الإخوان، فى الوقت الذى لا يحق له عضوية الجماعة وهو ما تقتضيه لائحتها".
ورفض بديع عضوية أفراد مؤسستى الشرطة أو الجيش فى جماعة الإخوان لأنهما مؤسستان يجب الحفاظ على قوتهما لأنهما تحميان أمن مصر.
وأوضح أنه لم يحضر مؤتمر شباب الإخوان لأنه تم بدون ترتيب مسبق معه، وقال " رفضت لأنهم لم يتخذوا إجراءات مرتبة مثل بقية مؤتمرات شباب الجماعة، وكأنهم يريدون أن يظهروا للإعلام أنهم أصحاب رؤية منفصلة عن الجماعة وهو ما لم أقبله".
وردا على من يمثل التيار الإسلامى فى مصر، رد بديع قائلا "التيار الإسلامى والدين متجذران بعمق فى الشعب المصرى، والتنوع شىء طبيعى لكن بشرط وضع ضوابط عدم الخروج على القواعد الأصيلة للإسلام مثل نبذ العنف والقضية الأصلية أن يكون الاختيار للأمة"، موضحا أن الإخوان يحاولون الاتصال بكل التيارات، قائلا "الإسلام حذرنا من الانقسام، ومصر فى أزمة كالبيت الذى احترق ويجب أن نتحد لبنائه مرة أخرى".
ولم يعلق على وصف الشيخ محمد حسين يعقوب بوصف يوم الاستفتاء بغزوة الصناديق قائلا " لا يجب أن نحكم على الإسلام بأخطاء شخصية، لأننا نجتمع فى المناسك والعبادات وهو ما سيؤصل ما بينهم".
ورفض مرشد الإخوان تصريحات عبود الزمر على وسائل الإعلام عقب خروجه من السجن، وقال: " قدم رسالة خاطئة ولم يكن موفقا فى أسلوب الخطاب، لأننا يجب أن نتعامل مع الناس بالحكمة والموعظة الحسنة".
وأضاف " الشعب المصرى مبهر وطول عمره بيكتب التاريخ بأيده ويستطيع ان يهضم كل ما يأتيه ويخرجه بالطابع المصرى ويستطيع أن يحقق نهضة كبيرة أفضل من النموذج التركى".
وحول الاستفتاء، قال "بعض الأخطاء حدثت من الجماعة حدثت يوم الاستفتاء واعتذرنا عنه ولا يمثل الجماعة كما تكرر نفس الوضع من الكنيسة المصرية، وما يعنينى ليس القوة التصويتية للإخوان وإنما إقناع الأفراد العاديين بأن يضموا صوتهم إلينا ، ولم نقل إن نعم واجب شرعى".
وعن الانتخابات البرلمانية القادمة، أوضح بديع أن الجماعة ليست لديها مرشحين عن جميع الدوائر وهو ما قد يجعلها تلجأ إلى التحالف مع قوى سياسية أخرى.
واختلف بديع مع ما قاله مصطفى الفقى من أن الرئيس المصرى القادم يجب أن يجمع بين قوة الإخوان والأقباط ، قائلا " مصر تملك العديد من الفئات التى لم تعلن عن نفسها بعد وأتمنى أن يتقدم كل من يجد نفسه قادرا على العطاء وتقديم برنامج واضح والإعلان عن نفسه بشكل صريح، والحاكم يجب التعامل معه كأجير عند الشعب".
وأكد أن الجماعة لم تفتح ملف التقدم للانتخابات الرئاسية أو من سيكون حليفا، موضحا أنها لم تنتظر نزول كافة المرشحين للاختيار من بينهم، وقال "كل شغلنا القادم التركيز على الانتخابات البرلمانية وكيفية اختيار العناصر التى سندفع بها فيها".
وأضاف "وقفنا إلى جانب البرادعى فى البداية ودعمنا مطالبه السبعة وجمعنا 800 ألف صوت، لكننا نصحناه بأن يكون سفره إلى الخارج مكملا لما يفعله داخل مصر".