قام شباب مصر بثورتهم المباركة من أجل تصحيح الأوضاع، وكشف الفساد والمفسدين، والقصاص منهم وتقديمهم للعادلة من أجل استرداد حقوق المصريين، وهؤلاء الشباب هبوا بثورتهم لأنهم علموا يقينا أن مبارك وعصابته نهبوا ثروة الوطن، وحولوا ممتلكات مصر لعزبة خاصة، ولذلك كان تصميمهم على الإطاحة به ورجاله ونظامه.
ولم يثر كم الفساد الهائل الذى كشفته التحقيقات مع مبارك وأسرته ورجاله دهشة هؤلاء الثوار، لأننا جميعا نعلم أنهم مصوا دماء الشعب على مدار 30 عاما، وازدادوا ثراء على حساب الفقراء، والمطلوب الآن أن تُسترد هذه الأموال من هؤلاء المجرمين بأسرع ما يمكن.
لكن ما أثار غضبى وغضب الكثير ما رأيناه من صور لقصر الطاغية مبارك بشرم الشيخ، فهذا الفاسد من المفروض أن يكون مقره حبل المشنقة جزاء وفاقا على جرائمه، فهو الذى خطط والمجرم العادلى وحسن عبد الرحمن لقتل الثوار فى ميدان التحرير وبالمحافظات، ويكفيه جرماً أنه حرض الجيش على فتح النار على الثوار فى ميدان التحرير، وذلك حسبما أكد بعض قيادات الجيش الشرفاء، وعلى رأسهم محمود حجازى عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى أكد أن هناك طلبات صريحة وجهت إلى قيادات الجيش قبل تنحى مبارك لمواجهة الشعب بالنيران الحية أكثر من مرة، ولكن الجيش رفض التورط فى مثل هذه الجريمة.
وذلك بخلاف جرائمه المالية التى جعلت ثروته وأسرته تتعدى الـ400 مليار جنيه، وقد أكدت كل التقارير الرقابية والكسب غير المشروع تربح هذا الطاغية من منصبه كرئيس جمهورية، وأعطى الفرصة لأبنائه أن يعيثوا فى الأرض فسادا، ويستولوا على ثروات الوطن.
إن الفاسد لم يشد به إلا المجرمون من الصهاينة، فها هو شيمون بيريز بالأمس يشيد بدور مبارك، زاعماً أنه كان سبباً مهماً فى تحقيق الاستقرار الإقليمى بالمنطقة، مضيفا بأن تل أبيب تثمن وتقدر بشدة ما فعله مبارك من أجل تحقيق ذلك، وبالطبع ما ذلك إلا ثمنا لخيانته لوطنه وقضية فلسطين، فكلنا نعلم أن مبارك ساعد اليهود على ارتكاب جريمتهم البشعة فى حرب غزة الأخيرة.
وأنا أضم صوتى للدكتور صفوت حجازى وائتلاف ثورة 25 يناير من أجل تنظيم مليونية إلى مدينة شرم الشيخ إذا لم تتحقق مطالب الثورة جميعها، ومحاكمة الطاغية مبارك على كل جرائمه، وأتمنى من الله أن يكون مصيره حبل المشنقة، فهذا أقل جزاء لهذا الطاغية الذى قتل خيرة شباب مصر.