مقتل بن لادن و تأملات في التوقيت والهدف
لا يعلم الغيب إلا الله ، ماذا حدث وما هى الأسباب وماذا وراء القصد كلها يعلمها الله وأعتقد أن كثيرا من الدوائر السياسية لا تعلم الكثير عن الموضوع وأثره ، الواضح حتي الآن أن أسامة بن لادن قد توفاه الله ويعتبره المسلمون في معظمهم شهيدا قتل - حسب الأخبار- وهو حامل بندقيته متحرفا لقتال وليس كصدام حسين الذي ألتقط في بياته الشتوي من حفرات بعضها فوق بعض ، ولم يكن أسامة بن لادن يتوقع ميته سوي هذه الميتة أما صدام فقد ظل يناضل في المحكمة حرصا على حياة لم يكن قد بقي فيها الكثير مما يستحق التمسك به أو السعي إليه .
- ولكن ما أثار التأمل لدي الكثيرين وانا واحد منهم هو ما أوردته الأنباء من أن الولايات المتحدة كانت تعلم مكان بن لادن منذ ثمانية أشهر ومع هذا فقد أكتفت بالإحاطة به من جميع جوانبه طمعا في توقيت تستفيد هى منه وربما أملا في تركه يتصل بمن يتصل بهم حتي تكتشف خيوط علاقاته في الخارج والداخل . حتي جاءت لحظة لم يعد لها أمل في كشوف جديدة او ربما ما بقي من معلومات ليس بنفس الأهمية التي يمثلها خبر يزفه أوباما إلي الأمريكيين يؤكد لهم به أنه ليس مسلما كما يظنون وأنه في تودده للمسلمين أكثر كراهية من سابقه وأن فمه المبتسم لأطفالهم ينفث سما أشد فتكا من السم الذي كان ينفثه وجه بوش العابس المتعجرف . ولكني أعتقد أن الأمر أشد تعقيدا من ذلك . فإختفاء بن لادن لم يكن عفويا وظهور بن لادن لم يكن فجائيا وإن لأجهزة المخابرات الغربية الآن فقها لا يعلمه الكثيرون وأظن انه حتي صانعي القرار لا يعلمون كثيرا مما يضمره ضباط المخابرات الغربية وما يقدمون عليه ولكن هنا أحب أن اربط بين الحدث وبين ثوراتنا العربية والتأثير عليها لهذا أظن :
1- أن أختيار التوقيت لقتل بن لادن والقاء جثته في البحر تمثيلا به هى دعوة واضحة لخلق جماعات عنف جديدة في الشرق الأوسط بطريقة تظن الولايات المتحدة أنها مجربة في الدول العربية والإسلامية من قبل وأقصد بها الطريقة التي ظهرت بها المسحية والتي خلقتها عقيدة صلب المسيح والاخري هى التشيع الذي خلقه ذبح الحسين ثم من حركات أخري كالقطبيين وغيرها من الحركات التي ظهرت كردود نفسية لمجازر ومذابح وتمثيل بالجثث . لعل الولايات المتحدة قد ساءها ما اتجهت اليه الجماعة الإسلامية في مصر من مراجعات فكرية انتهت بها الي السعي الى انشاء حزب سياسي يعتمد ايديولوجية فكرية وسياسية ظاهرة تتبني الخيارات السياسية بدلا من اعتماد العنف كوسيلة وحيدة للتغيير الي الأفضل وإن نجاح هذا الخيار سوف يؤدي الي انتشاره وهو ما يضيف إلي فكر الإخوان المسلمين زخما سياسيا لأن هذه الأحزاب الجديدة تتبني بطبيعة الحال خيارات سياسية اسلامية وعاجلا أو آجلا سوف تتبني فكر حسن البنا ولعل ذلك ما كان الإمام الشهيد يفكر فيه عندما خاطب هذه الجماعات بقوله ( سوف تجمعنا وحدة عملية ) وبرغم ما يبديه رؤس هذه الجماعات من إختلافات فكرية مع جماعة الإخوان المسلمين إلا أنه مما لا شك فيه أن الخط البياني للتقارب بين هذه الجماعات قد وصلا حدا لم يصله من قبل وهو نذير شؤم بلا شك على كل من يعارض الإتجاه الإسلامي الأمر الذي أعتقد أنه يدفع هؤلاء بلا شك إلي تغذية اتجاه خلق فرق جديدة وجماعات وليدة يسوؤها ما تراه من قتل أحد المجاهدين والتمثيل بجثته فمن قائل بأنها في خليج عدن ومن قائل انها القيت للاسماك في بحر العرب . ومهما تكن الطريقة التي تم اعدام بن لادن ومهما تكن طريقة دفنه فإن التعاطي مع الحدث على هذا النحو هو – في رأيي – استفزاز مقصود وربما يكون مقدمة لعمليات تقوم بها أجهزة الإستخبارات الغربية والإسرائيلية في أماكن ما من العالم حتي تؤسس لفصل جديد من فصول العنف ويعزز من هذه الفروض ما كانت تستطيع الولايات المتحدة فعله من القبض على بن لادن ببساطة من خلال ثمانية اشهر من الترقب واقتناص الفرص ولو كلفها هذا حفر نفق أو ضرب الحي كله بغازات منومة أو غير ذلك من الوسائل التي تستعملها مفتخرة كل يوم .
2- أن الولايات المتحدة من خلال وكلائها في الدول العربية ومنها مصر والذين اقصد بهم على سبيل التحديد بعض رؤس الجماعات السلفية والكنيسة القبطية لا تأل جهدا في تغذية صراعاتهم وتأجيج الخطاب الإعلامي بينهم وكلما أوقدوا نارا للفتنة والحرب أطفأها الله ولكنهم يؤقدون نيران اخري واخري ولا يزالون مختلفين مهيئين المناخ السياسي والفكري للعودة إلي الوراء إلي نظام بوليسي يقمع هؤلاء ويقمع أولئك وتخشع الأصوات فيه فلا تسمع الا همسا فتسبح الكنيسة بحمده والسلفيون يهيمون على وجوهم في كتب السيرة والتراث بحثا عن ذرائع تهيئ لشيوخهم جمع الثروات من خلال الفتوي بالقعود والخلود إلي ظل الحاكم الذي هو في رأيهم أفضل من ظل حيطة . إن محاولة الولايات المتحدة واسرائيل لخلق هذه المناخات في بلادنا لن يتوقف أبدا لأن نمونا وبعث الحياة في بلادنا هما تراجع لأمريكا واسرائيل وحلفائهم وخنق للإستعمار في ثوبه الجديد .

سلمت يداك وعٌطر لسانك

جزاكم الله خيرا

سلمت الايدى يا سعادة المستشار



قشدة

تسلم يا استاذ محمود على موضوعاتك المفيدة والتحليلة الجميلة . ورحم الله الشيخ اسامة بن لادن بس يا استاذ محمود فيه تصريح لجماعة الاخوان بتقول ان بمقتل اسامة بن لادن ينتهى كل مظاهر العنف فى العالم على اساس ان امريكا واسرائيل لايستخدمون العنف ...
مع ان اسامة بن لادن كان يحارب الامريكان واليهود بنفس طريقتهم المعروفة وهى العنف فهم سيستخدمون العنف مع اشقائنا فى العراق وفلسطين وفالعنف سياسة امريكا واسرائيل فكيف يصرح جماعة الاخوان المسلمين بهذا التصريح ربنا يستر من ال جاى ....

الأخ احمد بقوش : اشكرك على ملاحظاتك الدقيقة . كما قلت في بداية المقال أنه لا يعلم الغيب إلا الله في موضوع مقتل بن لادن ولكن بن لادن كان يستخدم هو والفيديوهات التي كانت تبث على الفضائيات لإثبات وجود خطر داهم يهدد أمن الولايات المتحدة والغرب وكثير من النظم العربية التي سقطت ومنها النظام المصري . أعتقد ان ما قصده التصريح هو أنه بمقتل بن لادن تنتهي كل ذرائع أمريكا باحتلال الدول ولو حضرتك لاحظت التصريح تجد فيه مطالبة بالإنسحاب من افغانستان والعراق لان مبرر وجودهم فيه قد انتهي ، ولو حضرتك لاحظت تصريح اسماعيل هنية ستدرك هذا التفسير . فالتصريح قصد منه وضع امريكا في موقف المدافع وليس موقف البطل وهو تصريح علمي استراتيجي الغرض من استثمار الحدث بعد ان وقع ولكن لم يرد في التصريح أي شئ يفيد ان امريكا واسرائيل لا يتسعملان العنف مع خالص حبي واحترامي لحضرتك

الله ينور يا استاذ محمود

استمتعت بمقالك يا استاذ محمود ولكن ارى انه بمقتل بن لادن سيكون هناك بداية لموجات من العنف ندعو الله ان نأمن عواقبها ..

الله يكرمك يا أخ محمد وجزاكم الله خيرا
الأخ محمود جزاكم الله خيرا ، اعتقد ان امريكا تقصد كدة في هذه المرحلة بالذات وتقصد تصعيد الأمور

ليس غريبا على أن أقرأ هذه الكلمات وأدعو الله لك بالتوفيق حتى تمتعنا ومازلنا منتظربن

يا باشمهندس كل ما يقال في كتاباتي كوم وما تقوله سيادتكم كوم تاني لأنها كلمات الأب المثقف الذي يتمتع دائما بروح الشباب المتألقة دائما وعلى فكرة روح الشباب بتاع حضرتك دي وراثة لأن والد سيادتك الذي هو بمثابة جدي كانت ايضا روح شابة ومتألقة دائما

استاذ/ محمود بالفعل الهدف من الخبر هو ماجاء في مقالك وحتي يعرف المسلمون جقيقة اوباما :((بنفس الأهمية التي يمثلها خبر يزفه أوباما إلي الأمريكيين يؤكد لهم به أنه ليس مسلما كما يظنون وأنه في تودده للمسلمين أكثر كراهية من سابقه وأن فمه المبتسم لأطفالهم ينفث سما أشد فتكا من السم الذي كان ينفثه وجه بوش العابس المتعجرف . ولكني أعتقد أن الأمر أشد تعقيدا من ذلك))

استاذ محمود مشكور على طرح هذه الافكار الثمينه ولكن رغم اعجابى الشديد بفكرك وطريقتك الرائعه فى الكتابه دعنى اختلف معك بعض الشئ اولا انا لا اوافقك فى مسألة ان هناك وكلاء لأمريكا من السلفيين مع العلم اننا كلنا سلفيين لانه لو كان حقا وكيلا لامريكا فهو لا ينتمى للسلفيين ولا للمسلمين اصلا اما مسألة وكلاء النصارى فهو امر مفروغ منه .
من وجهة نظرى المتواضعه ان هناك اسباب اخرى عميقه وبعيدة فى اذاعة خبر مقتل بن لادن فى هذا الوقت اضف الى الاسباب التى ذكرتها انت توجيه نظر المنطقه الى موضوع يشغلهم عن مؤامرت وترتيبات تدبر فى الخفاء ومن اهم هذه المؤمرات تخفيف حالة الاستهجان والثوره فى الشعوب العربيه تجاه ما يحدث من حكومات بعض الدول العربيه الحليفه لامريكا وعلى رأسهم سوريا وليبيا
سوريا حصن الدفاع الاكبر عن امن اسرائيل بعد سقوط الدرع الاقوى مبارك والقذافى حامى الحمى وقائد الثوره الذى قدم ليبيا صيدا سهلا وثمينا على طبق من فضه لدول الغرب وفوقها ثروه النفط هديه .

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية اشكر الاستاذ محمود على تحليله الراقى
ولكن
اريد ان اتساءل ما الدافع على التقليل من شأن صدام وقد اعتبره شهيدا من اعتبر بن لادن شهيدا وكلاهما شهداء وقد اقمت الثانى وهدمت الاول

ولم تشارك فى الحرب على السلفيين وهم براءاء من كل القضايا المجهة للاسلام فى صورتهم مثل هدم الاضرحة وغيرها كاحداث امبابة
ومن كان يطالب بتطبيق الشريعة ويعتبر مبارك والى غير شرعى فى ازهى عصوره
ولو كانوا حلفاء للغرب كما تزعم فلم انتفض ساركوزى من مكانة ويطالب باغلاق قناة الرحمة
فمن كان يوالى الغرب ومبارك والحزب الوطنى
وانا اسف ان يكون اول رد لى فى هذا المنتدى بهذاالشكل
سبحانك هذا بهتان عظيم

الأخ الدكتور محمد نصر الدين
أشكر سيادتك على مرورك وتعليقك الهام وأعتذر ان كنت تجاوزت حدودي شوية في النقد بما أثار حفيظة حضرتك وبعض الإخوة و عموما أنا ليس لي اعتراض على كلام حضرتك بل أتفق معك في أغلبه وأحب أن أضيف الآتي :
1- أنني لم أهاجم أبدا الفكر السلفي ولا السلفيين في عمومهم ولو سيادتك راجعت المقالات التي تعرضت فيها لبعض اخواننا السلفيين سوف تجد انني لم أهاجم الفكر في عمومه بل قلت رأيي في ممارسات بعض من شيوخ الفضائيات وقلت رأيي فيهم كبشر يصيبون ويخطئون وعندما أري انهم أخطأوا فمن حقي ان اعبر عن رأيي طالما أن خطأهم يمس أمرا يهم عموم الناس وانا واحد منهم أما مسألة الحصانة دي فعلي حسب معلوماتي أنه ليس لشخص عصمة في الإسلام سوي الرسول صلي الله عليه وسلم وأعتقد اننا بمرور الوقت سوف نعتاد على نتحاور ونتراشق بالآراء دون أن يثير ذلك لدينا اي بغضاء
2- بالنسبة لصدام فأنا لم أقل انه شهيد ولم أقل انه كافر أنا بس اوضحت مقارنة بين موته وبين موت بن لادن اما مسألة مين الشهيد ومين القتيل فلا اعرف . ربهم أعلم بهم
3- عموما فرصة سعيدة جدا وشكرا مرة اخري على تعليقك الذي أضاف لي الكثير وجزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

الشكر والتقدير للاستاذ محمود واشهد الله على حبك
وكما تفضلت ان العصمة للنبى ولمنهجه القويم فقط وكل يصيب ويخطىءفاذا اخطا المسلم لاذنب للاسلام ونقر بخطئه ولاندع المنهج ونحن متفقون على ذلك


انا والله لعلى أسأت الادب مع حضرتك فاقبل عذرى

دائما متالق ومبدع يا استاذنا واسف في التاخير على التعليق والرد

الموضوع بالتعليقات التي عليه يقيم بنسبة 87% جيد جدا
فكم هنا رقي من التفكير ورقي في الرد وطبقت بشدة الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية او نقص الحترام فنرفع القبعة لاستاذي محمود حشلة ولاخي الصغير د/محمد نصر الدين عبادة
واحب ان اضيف من فوائد اعلان موت اسامة بن لادن دعاية انتخابية لاوباما مع انها قيلت بين السطور في كلمات المستشار وفي النهاية
لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم

جزاكم الله خيرا يا أستاذنا الفاضل وعمدتنا الكبير
الأخ احمد بقوش اعطاني شهادة تقدير نيابة عن سيادتك بصفتك العمدة وعن جميع الأعضاء وانا سعيد بيها جدا ومكتفي بيها وجزاكم الله خيرا
أرجو الإهتمام ببقية مقالات اخواننا الأفاضل وعايزك يا عمدة لازم تتطلع لنا موهبة ، ملناش دعوة اتصرف وطلع موهبة من المنتدي
حبيبي يا أبو أمال يا ذوق وشكرا

ياسيدى هذا جهد ليس العدل شكرك عليه...الأولى أن نحتسب الرجل عند الله شهيدا....أما وأن تستهويناتوجهات غربية فى الرؤى والافراط فى كشف أنفسنا لغيرنا فالواقع الذى لامناص منه أن أوباما ومن يدور معه يضعونا جميعا فى مرمى أهدافهم بل قل هدفهم الاستراتيجى الوحيد الآن على التقدير الصحيح ....فكلهم يجرى لاهثالتجهيز الأرض للمعركة الفاصلة وظهور المهدى المنتظر لكل طائفة من ناحية تقسيم وتفكيك الكيانات المزعجة لبنى صهيون واجهاد الاسلامين فى صراعهم حول ذّواتهم ..
النقطة الثانية :كان من الأولى لوسلمت لك فى تفسيرك للحدث توقيتا وقيمة..ألست معى ياسيدى أن مقتل على والحسن أشدإيلاما من مقتل الحسين ؟؟؟؟ وكذلك لماذا لم يتواجه الاسلاميون مع قاتلى الامام الشهيد رحمه الله ؟؟؟وهم الأولى فى ذلك من محبى فكر قطب رحمه الله !!!!!

الصورة العامة للحدث تقول على عجالة أن المرحلة الحالية لن ينفع معها اللعب بورقة الشيخ أسامة رحمة الله فلابد من وضع نهاية لها تغطى على الهزيمة فى جبهة أفغانستان وترفع من أسهم أوباما بين كثير من قومه السذج الذين يقت منهم فى الجبهات الخارجيةوالحوادث والانتحار والكوارث أضعاف مايمكن أن يفعله المجاهدون ........رحم الله الشيخ المجاهد ومن سبقه ومن سيخلفه الى يوم الدين

للتصحيح ( هذا جهد لايسعنى إلا أن أشكرك عليه )

ســــــــــــــــــــامحنى على العجلة

نفع الله بك