بعد أربعة (04) أشهر من الاعتقال ، تم اليوم الإفراج عن الشرطية المتهمة بصفع البوعزيزي ، لأن هذه الأخيرة بريئة من هذه التهمة ، بشهادة جميع من أدلى بشهادته ، باستثناء شاهد واحد فقط وهو من المسبوقين قضائيا ، الأمر الذي دفع بالمحكمة الابتدائية لولاية سيدي بوزيد إلى عدم سماع الدعوى في هذه القضية وإغلاق ملفها نهائيا ، خاصة وأن عائلة البوعزيزي ذاتها اكتشفت أن هذه الشرطية بريئة من صفع ابنها ، وهو ما دفعها للتنازل عن القضية .
الشرطية فادية حمدي ، قالت أنها وزملاءها تلقوا تعليمات من رؤسائهم لإجلاء أصحاب العربات غير المرخصة من أمام الولاية ، ولذلك فقد طلبت من المرحوم محمد البوعزيزي الانتقال إلى مكان آخر ، وعندما رفض ذلك سحبت منه الميزان الذي كان يستعمله في بيع الخضر والفواكه .
والدة المرحوم محمد البوعزيزي التي اتهمت في وقت سابق الشرطية فادية حمدي بصفع ولدها ، وبشتم ولده يبدو وأنها تراجعت عن أقوالها ، وحتى سكان سيدي بوزيد الذين كانوا ساخطين على هذه الشرطية بسبب مغالطات الإعلام ، عادوا ليهتفوا أمام المحكمة بحياتها ويرددون شعار ( الشعب يريد إخراج فادية حمدي من السجن ) وقد خرجت فادية من السجن الذي دخلته بسبب تهمة لم ترتكبها ، والمفارقة أن تكون الثورة هي سبب سجنها ، وكان يمكن أن تكون سبب قتلها أو إعدامها ، هذا هو حال المواطن في العالم العربي إن لم تذبحه الديكتاتورية ، ذبحته الثورة المضادة لهذه الدكتاتورية .