من منا لم يسمع هذا اللفظ من قبل اعتقد اننا جميعا قد سمعناه على لسان الكثير من الناس وهو يقال كناية عن الانسان الكسول والحكاية ان :
كلمة ( تنبل ) من الكلمات الدارجة على الألسن.
يقول الناس : هذا تنبل, أي أ نه لا يحسن التصرف, أو أنه ليست لديه حنكة وحكمة في النظرة إلى الأشياء.
وفي كتب اللغة نقرأ كلمة .التِّنْبال والتِّنْبَل والتِّنْبالة بمعنى الرَّجُل القَصِير،كما في لسان العرب لابن منظور.
وقيل : كلمة تنبل تركية: تستخدم بمعنى الكسول، والبطيء .وأرى أن الأتراك أخذوها من العربية ثم عادت الينا منهم ..."هذه بضاعتنا ردت الينا..."
هل سمعتم بكلمة تنابلة السلطان. إنها تعني البلادة واللامبالاة والخَدَر والتعطيل والإقفال وموت الإحساس وعدمه. وصفة التنبلة تطلق على أي إنسان غير قادر على تحمل أعباء المسئولية بأي شكل من الأشكال.
"تنابلة السلطان" وهي قصة شهيرة وسأحكيها كما هي وليفسرها الناس كما يريدون وتقول :
"أن أحد الولاة,إبان الحكم العثماني,كان قد أمر ببناء دار للعجزة في بغداد يدخل إليها الرجال من العاجزين عن العمل,والمقعدين عن الحركة والمشي,وممن ليس لهم أحد يتكفل بإعالتهم من الأهل والأقرباء .
و عين الوالي مبلغا من المال لصرفه على أولئك العاجزين,وجعله جراية سنوية.
ثم أخذ بعض المتسولين والمكدين ,والشحاذين,ومن لف لفهم,يقصدون تلك الدار فيسكنوها,مدعين أنهم من العاجزين ,فيأكلون ويشربون ,وينامون.ثم أصبح دار العجزة هذا-بمرور الوقت-مقرا للكسالى ,والمتعاجزين والتنابلة والعاطلين.
وفي ذات يوم جاء الوالي إلى تلك الدار ليتفقد أحوالها ,فرأى فيها العجب العجاب :رجالا أصحاء وشبابا أقوياء,كسالى لا هم لهم إلا الأكل والنوم,وموظفين يختانون أموال الدولة المخصصة لهؤلاء الكسالى,ومالا من أموال الدولة يضيع هباءا في غير وجه حق.فثارت ثائرته وتملكه الغضب ,وصاح بمن حوله : "ألهؤلاء أمرنا بإقامة هذه الدار ؟ أم للعاجزين والمنقطعين والمقعدين؟...خذوا هؤلاء التنابلة الكسالى فألقوا بهم في دجلة!.." –وهذا الأمر يذكرني بمشهد يعد من أعظم المشاهد في تاريخ السينما اليابانية والعالمية عندما تم الحكم على سارقي البطاطا بدفنهم أحياء وهم عائلة بكاملها فقد كان مشهدا قاسيا جدا في أنشودة ناراياما لكوروساوا عظيم السينما اليابانية-.
فأسرع الحرس لتنفيذ أمر الوالي, فأخذوا التنابلة ووضعوهم في عربة كبيرة,من عربات النقل التي تجرها الخيول ,واتجهوا بهم نحو نهر دجلة. وصادف أن مر ,من هناك ,رجل ثري محسن,فسأل بعض الحرس : "من هؤلاء؟..وأين تذهبون بهم؟". فقال الحرسي:هؤلاء"تنابلة"!.وقد أمر الوالي برميهم في النهر,لأنهم يعيشون عالة على الناس ولا يؤدون عملا" فقال الثري المحسن :"هؤلاء مساكين وأنا استطيع أن آويهم طلبا للثواب ,وكسبا للمغفرة.فان لدي بستانا كبيرا أربي فيه بعض الأبقار-كبرنامج الوادي في إل بي سي أو اش لا حي- ,فأجلب لها,في كل يوم مقدارا كبيرا من الخبز اليابس لغذائها.وفي البستان سواقي كثيرة يجري فيها الماء العذب الصافي.فليأت هؤلاء التنابلة إلى ذلك البستان فليسكنوا فيه,ويتقوتوا من ذلك الخبز اليابس,بعد أن يبلوه بالماء الجاري في تلك السواقي,فيلين,فيأكلوه" وكان بعض التنابلة في العربة يستمعون إلى كلام الرجل المحسن.وكان من جملتهم رجل عجوز مرمي على وجهه في العربة ويتدلى بعض جسمه خارجها,فرفع رأسه ,وسأل الرجل المحسن :"التنقيع على من ؟" وهو يعني من الذي سيقوم بوضع الخبز اليابس بالماء حتى يلين فقال الثري :"عليكم طبعا" فصاح الرجل التنبل بسائق العربة : "سوق عربنجي ...للشط ! " أي سر في طريقك ياسائق العربة للشط..لترمينا فيه..فهو يفضل الموت غرقا على أن يقوم بعمل يخدم به نفسه."
وأصبحوا يلقبون بتنابلة السلطان ,والسؤال ما علاقة كل تلك القصة بالإصلاح بالعالم العربي !!!!....
وكما قال عادل إمام في "مدرسة المشاغبين":"ما حدش يسألني عن أي حاجة لأني مش فاهم ولا حاجة"
ماذا اريد ان اقول من كل هذا السرد؟
اريد ان اقو ان النظام البائد قد حول الاكثرية منا الى تنابلة سلطان وذلك بتحويل اقتصادنا الى اقتصاد ريعي يعتمد على الجباية وليس الانتاج فكنا تنابلة سلطان من الدرجة الاولى .