الرباعيات
الرباعيات اسمٌ لقصيدة منسوبة إلى عمر الخيّام، وهو شاعر فارسي، وعالم في الفَلَك والرياضيات. ولعلها كُتِبَت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية، والتي تشير إلى قالب من قوالب الشعر الفارسي. والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور حول موضوع معين، وتكوّن فكرة تامة. وفيها إما أن تتفق قافية البيتين الأول والثاني مع الرابع، أو تتفق جميع الأبيات الأربعة في القافية.
وكلمة رباعيات تشير، عامة، إلى أي مجموعة من مثل تلك المقطوعات. وتتألف رباعيات عمر الخيام من رباعيات يُفْتَرض أنه ناظمُها، وبمرور السنين، نُسبت إليه أكثر من 2,000 رباعية. في حين أن من المعروف على وجه اليقين أنه نظم أقل من 200 من هذه الرباعيات.
هناك ترجمات عربية لبعض هذه الرباعيات، أشهرها ما قام به الشاعران أحمد الصافي النجفي، وأحمد رامي.
وأشهر ترجمة للرباعيات إلى اللغات الأجنبية هي الترجمة الإنجليزية التي قام بها الكاتب البريطاني إدوارد فيتسجيرالد. وقد نُشرت ترجمة فيتسجيرالد في أربع طبعات أعوام 1859، 1868، 1872، 1879م. والطبعتان الأخريان تشكل كل منهما قصيدة من 101 رباعية. وتصف القصيدة يومًا بطوله من الفجر حتى المساء، مليئًا بالمتعة والبهجة، وبكثير من الحالات النفسية. وتشكو بعض المقطوعات من قِصر العمر ومن ظُلم الدنيا. بينما تتغنّى مقطوعات أخرى بالزهور أو العشق، أو الربيع، أو الخمر.
ونصف المقطوعات في عمل فيتسجيرالد تقريبًا ترجمات أو إعادة صياغة للرباعيات المنسوبة إلى عمر الخيام. وهناك من يضيف إلى الرباعيات بضع مقطوعات لشعراء فرس آخرين. هذا بالإضافة إلى أن فيتسجيرالد قام بتأليف بضع مقطوعات في الطبعات الأولى من ترجمته.
و قد غنت سيدة الغناء العربي ام كلثوم بعضا من ابياتها .
رباعيات الخيام هي مجموعة من القصائد الشعرية باللغة الفارسية للشاعر الفارسي عمر الخيام.
ولم يفكّر أحد ممن عاصره في جمع الرباعيات. فأوّل ما ظهرت سنة 865 هـ، أي بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف. وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للغة الإنجليزية، وظهرت سنة 1859، أما الترجمةالعربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري أحمد رامي. وهناك ترجمة أخرى للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي.
''الرباعيات (حسب ترجمة أحمد رامي)''
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر
نادَى مِن الحانِِ غُفاةَ البشَر
هبُّوا امْلأوا كأسَ الطّلَى قبَل أن
تَفعَمَ كأسَ العمرِ كفُّ القدَر
أحسُّ في نفسي دبيب الفناء
ولم أُصِبْ في العيشِ إلاّ الشقاء
يا حَسْرَتَا إن حانَ حيني ولم
يُتَحْ لفكري حلُّ لُغزِ القضاء
أَفِقْ وهاتِ الكأسَ أَنْعمْ بها
واكشفْ خفايا النفس مِن حُجْبِها
ورَوِّ أوصالي بها قَبلَما
يُصاغ دَن ُّ الخمر مِن تُربها
تروحُ أيامي ولا تَغْتَدِي
كما تَهُبُّ الريحُ في الفَدْفَد ِ
وما طويتُ النفس همّاً عَلى
يومين: أمسِ المُنْقَضى والغدِ
غدٌ بُِظهرِ الغيبَ واليوم لي
وكم يخيبُ الظنُّ في المُقْبِلِ
ولَستُ بالغافلِ حتى أرى
جمالَ دنيايَ ولا أجْتَلي
سمعتُ في حلمي صوتاً أهابَ
ما فتَّقَ النّومُ كِمام َ الشبابَ
أَفِقْ فإنَّ النّوم صِنْو ُ الرَّدى
واشرب فَمَثْواكَ فراشُ الترابَ
قَد مزَّق البدرُ ستَارَ الظلام
فاغْنَمْ صَفَا الوقت وهات المُدام
واطرب فإنَّ البدر مِن بعدنا
يَسْري علينا في طِباقِ الرَّغام
سأنْتَحي الموتَ حثيثَ الورود
ويَنمحي اسمي مِن سجِل الوجود
هات أسقنيها يا مُنى خاطري
فغايةُ الأيام طولُ الهجود
هات أسقنيها أيهذا النديم
أُخَضِّب ُ مِن الوجهِ اصِفرارَ الهموم
وإن أمُتْ فاجعَل غسولي الطِّلى
وقُدَّ نعشيَ مِن فروعِ الكروم
إن تُقتلَع مِن أصلِها سَرْحَتي
وتصبحِ الأغصانُ قَد جفَّتِ
فصغْ وعاء الخمر مِن طينتي
واملأهُ تَسْرِ الروحُ في جثتي
لَبستُ ثوبَ العيش لم أُُسْتَشََر
وحِرتُ فيه بين شتّى الفِكَر
وسوفَ أَنْضُو الثوب عنّي ولم
أُدرك لماذا جئتُ، أينَ المقر
طَوت يدُ الأقدار سِفْر َ الشباب
وصوَّحت تلكَ الغصونُ الرِّطاب
وقَد شدا طيرُ الصبى واختفى
متى أتى؟ يا لهفا! أينَ غاب؟
الدهرُ لا يعطي الَّذي نأملُ
وفي سبيلِ اليأس ما نَعمَلُ
ونحنُ في الدُنيا علَى همّها
يسُوقنا حادي الردى المُعجّلُ
أفق خفيفَ الظِّل هذا السّحَر
وهاتها صرفاً ونَاغِ الوتر
فما أطاَل النّوم عمراً ولا
قصَّر في الأعمارِ طول السهَر