المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين : وبعد
إن الله تعالى فرض على عباده صيام رمضان ،وشرع لهم أن يصوموا أيامًا أُخر متفرقة ندبًا لا إيجابًا ، ورتب على الصيام من الثواب ما تتوق له نفس المؤمن ،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى الشيخان "من صام يومًا في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا " وقال صلى الله عليه وسلم فيما روى الشيخان أيضًا "إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم "
وقد شرع الله الصيام محدودًا بحدودٍ شرعية ،من تجاوزها أفسد صيامه أو نقصه فيجب على المسلم ن يعرف حدود ما أنزل الله علي رسوله مما يتعلق بالعبادات التي فُرضت فرض عين على كل مسلم ومنها الصيام . وقدقررت أن أكتب هذه الحلقات في هذا المنتدى المتميز لأعالج بها جوانبًا مهمة من جوانب الصيام حيث وجدت كثيرًا من الناس يصومون دون أن يعلموا شيئًا عن أحكام الصيام لذا أردتُ ُأن أتناول في هذا البحث مسائل الصيام وأحكامه محاولًا تسهيل هذه المسائل لمن أراد أن يتعلم أمور دينه ليعبد الله عز وجل على بية :سائلًا المولى عزوجل أن يهديني سواء السبيل .
وقدقمت بتقسيم هذا البحث إلى ثمان مباحث على النحو التالي :
المبحث الاول فضل الصيام
المبحث الثاني تعريف الصيام
المبحث الثالث أقسام الصيام
المبحث الرابع بم يجب الصيام
المبحث الخامس شروطوجوب الصيام
المبحث السادس شروط صحة الصيام
المبحث السابع مبطلات الصيام
المبحث الثامن زكاة الفطر

جزاك الله خيرا ان شاء الله شيخ محمد ونتمنى المزيد ان شاء الله

المبحث الأول : فضل الصيام
1ـالصيام طاعة من أفضل الطاعات التي يتقرب بها العبد إلي الله سبحانه وتعالى ويثاب المؤمن عليه ثوابًا لاحدود له إذ كل طاعةٍ أجرها مقدر ومعلوم إلا الصوم فإن أجره بغير حساب قال تعالى "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
والصابرون هم الصائمون كما قال أكثر المفسرون . ولقد وصف الله الصائمين بالصابرين لن الصائم يحقق أنواع الصبر الثلاثة . الصبر على الطاعة ، الصبر عن المعصية ، الصبر على الشدائد والبلايا و المصائب .
2ـومن فضائل الصيام أن الله عز وجل يغفر به الذنوب المتقدمة . وذلك كما في الحديث الذي أخرجه البخاري وبن ماجة بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان إيمانًا وإحتسابًا غُفر له ماتقدم نم ذنبه "
3ـومن فضائل الصيام أن الصائم يباعد الله عزوجل بينه وبين النار . وذلك كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لايصوم عبدٌ يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا "
4ـومن فضائل الصيام أن الصائم يستحق دخول الجنان من باب خاص أُعد للصائمين وهو باب الريان وذلك كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن في الجنة بابٌ يقال له الريان يدخل منه الصائمون لايدخل منه أحدٌ غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد "
5ــومن فضائل الصيام فرح العبد به عند لقاء ربه . يدل على ذلك الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال "قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ،والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل ،فإن شاتمه أحدٌ أو قاتله فليقل إني صائم مرتين ، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ، وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه "
6ـومن فضائل الصيام أن الصيام مدرسة خلقية كبرى يتدرب فيها المؤمن على خصال كثيرة فهو جهاد للنفس ومقاومة للهوى ونزغات الشيطان التي قد تلوح له . ويتعود به الإنسان خلق الصبر على ما قد يحرم منه . وعلى الأهوال والشدائد التي قد يتعرض لها ويُعلم النظام والإنضباط وينمي في الإنسان عاطفة الرحمة والأخوة والشعور بالتضامن والتعاون التي تربط المسلمين .

جزاك الله خيرا شيخ محمد ونرجو منك المزيد ان شاء الله

المبحث الثاني
تعريف الصيام
تعريف الصيام في اللغة :
قال ابن فارس الصاد والواو والميم أصل يدل على الإمساك و الركود في المكان .
وفي لسان العرب الصوم الإمساك عن الشيء والترك له ولذلك قيل للصائم صائمًا لإمساكه عن الشراب والطعام والجماع وقيل للصامت صائمًا لإمساكه عن الكلام .
وقال أبو عبيدة كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم .
وقال البيضاوي الصوم في اللغة الإمساك عما تنزع إليه النفس .
إذًا فالصيام في اللغة الإمساك والكف عن الشيء ويطلق على كل إمساك فإمساك الفرس عن الجري صيام وإمساك الإنسان عن الكلام صيام
وقد أخبر الله عز وجل أن الإمساك والكف عن الكلام صيام قال الله تعالى إخبارًا عن مريم عليها السلام "قالت إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلم اليوم إنسيا"
فسمى الإمساك عن الكلام صيام .
تعريف الصيام في الشرع :
عند الاحناف : الإمساك عن أشياء مخصوصة وهي الأكل والشرب والجماع بشرائط مخصوصة وهي أحكامه .
وعند المالكية : الإمساك عن شهوتي الفم والفرج وما يقوم مقامهما مخالفةً للهوى في طاعة المولى في جميع أجزاء النهار وبنيةٍ قبل الفجر أو معه إن أمكن .
وعند الشافعية :إمساك مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص . فأما الأشياء المخصوصة فهي مفسداته أو مبطلاته.
وأما الزمن المخصوص فهو من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس .
وأما الشخص المخصوص فهو المسلم البالغ العاقل القادر على الصيام غير الحائض والنفساء .
وعند الحنابلة إمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس .
فالصيام في الشرع هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التعبد إلى الله تعالى .

المبحث الثالث
أقسام الصيام
ينقسم الصيام الى قسمين : واجب وتطوع
أولاً الصيام الواجب
1ـ ما يجب لعلة : وهو صيام الكفارات : قال تعالى "لايؤاخذكم الله بالغو في أيمانكم ولاكن يؤاخذكم بماعقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أوكسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذالك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذالك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون "

2ـ ما يجب لإيجاب المكلف ذلك على نفسه وهو صيام النذر فمن نذر صيام زمان وجب عليه أن يقضيه .
3ـ ما يجب للزمان نفسه وهو صوم شهر رمضان بعينه .
فصيام شهر رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام وهو ركن من أركان الإسلام من جحد وجوده عالمًا به كفر وإن كان جا هلًا يُعرف فإن أصر بعد التعريف كفر ويقتلفي الحالين كافرًا مرتدًا .

* ولقد دل على وجوب صيام شهر رمضان الكتاب والسنة والإجماع .
فأما الدليل من الكتاب فقول الله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أخر وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين فمن تطوع خيرًا فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرًٌ لكم إن كنتم تعلمون . شهر رمضان الذى

جزاك الله كل خير

[img][/img]