ما هو الفرق بين العبادات والعادات والمعاملات, وكيف نحقق التوحيد فيها؟

أجاوب ولا أستنه شوية؟

السؤال مطروح للإجابة

السلام عليكم

أعرف أن العادة تفتقر إلى النية المصاحبة للعبادة
والعبادة يثيب الشارع عليها

ولكن ماعلاقة التوحييد بها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل لأنها توقيفية؟؟؟ بإنتظارك

لكى نعرف الفرق بين العادة والعبادة . لابد أولا أن نعرف معنى العبادة :
العبــادة لها سبعة معاني, خمسة منها متعلقة بأصل الدين الذى خلقنا من أجله وهو توحيد رب العالمين قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) قال بن كثير (يعبدون أن يوحدون) واثنان منها متعلقة بفروع الدين.

المعنى الأول من معاني العبادة وهو غاية الحب :
وما معنى الحب؟؟
الحب يعني الولاء الحب هو الولاء والولاء في القرآن ثلاثة أنواع :

1-ولاء اتباع :
قال تعالى :(اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون)
وقال تعالى ( الله ولى الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات الى النور ) وقال ( إن وليى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) وقال تعالى ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم . قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين)

2- ولاء النصرة :
قال تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون)
وقال تعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا.................. أولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون) فهذا معنى حزب الله أي جماعة المؤمنين الذين يلتقون على ولاء النصرة قال صلى الله عليه وسلم: " المسلمون أمه واحدة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم" فهذا معنى .. يد على من سواهم .. أشداء على الكفار رحماء بينهم .. أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .

فهذه الرابطة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا قال صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" فهذه كلها معاني الترابط الإيماني
وهذه معنى الولاية ولاية النصرة..

3- ولاية النسك :
قال تعالى (ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى) فهذه ولاية نسك
الحب ولاية والولاية ثلاث ولايات أو ثلاث شعب فهذا معنى العبادة, العبادة حب والحب ولاء والولاية ثلاث شعب اتباع ونصرة ونسك

هذا هو المعنى الأول من معانى العبادة : الحب .
فكيف نحقق التوحيد بهذا المعنى؟
يكون التوحيد إفراد الله بالعبادة بمعنى إفراد الله بغاية الحب .. إفراد الله بغاية الولاء .. إفراد الله بالنصرة والنسك والاتباع هذا معنى العبادة الأول .

جزاكم الله خيرا أخ عبود
كنت أكتب ما سبق قبل أن تضيف ما كتبت من الفرق بين العادة والعبادة .
فإن ما كتبت أخى الكريم هو بالفعل فرق بين العبادة والعادة وهو أن العبادة تفتقر إلى نية أما العادة فلا يشترط فيها النية وليس هذا هو الفرق الوحيد وانما قد أشرت أخى الكريم الى فارق هام بينهما وهو أن العبادة توقيفية أى أن مبناها على النص وهذا ما سيأتى بالتفصيل إن شاء الله ولكنى أحببت أن أبين معانى العبادة أولا كما جاءت بها النصوص حتى يظهر لكل ذى لب أن العبادة ليست فقط التكليفات الشرعية من صلاة وزكاة وصيام وغيرها بل ان المسلم مأمور بأن يتعبد لله فى كل وقت بما أمر الله به فى ذلك الوقت .
وسوف نبين ان شاء الله كيف نحقق التوحيد فى كل معنى من معانى العبادة الست الباقية كما بينا أن تحقيق التوحيد فى المعنى الأول وهو الحب . بأن يصرف المسلم نسكه ونصرته واتباعه لله وحده بلا شريك ولا يصرف أى جزء منها لغير الله .
جزاكم الله خيرا

السلام عليكم

أعرف أن العادة تفتقر إلى النية المصاحبة للعبادة
والعبادة يثيب الشارع عليها

ولكن ماعلاقة التوحييد بها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل لأنها توقيفية؟؟؟ بإنتظارك

السلام عليكم

أعرف أن العادة تفتقر إلى النية المصاحبة للعبادة
والعبادة يثيب الشارع عليها

ولكن ماعلاقة التوحييد بها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل لأنها توقيفية؟؟؟ بإنتظارك

السلام عليكم
المعنى الثانى للعبادة : غاية الذل والخضوع

نقف فى هذه المداخلة مع معنى عجيب لكلمة دين فى قوله تعالى (ألا لله الدين الخالص)
والدين هنا بمعنى الطاعة والإنقياد .
جاء فى كلام العرب (دان الناس) أي قهرهم على الطاعة، وتقول (دنتهم فدانوا) أي قهرتهم فأطاعوا. و (دنت القوم) أي أذللتهم واستعبدتهم، و (دان الرجل) إذا عز و (دنت الرجل) حملته على ما يكره. و (دُيّن فلان) إذا حمل على مكروه. و (دنته) أي سسته وملكته. و (ديَّنته القوم) وليته سياستهم . وقال تعالى (فلولا ان كنتم غير مدينين)

وقال تعالى (ألا لله الدين الخالص ) بمعنى الطاعة الخالصة وأن يدين ديناً إذا ذل وخضع ولذلك الإسلام كما يقول ابن تيميه الإسلام دين والدين مصدر دان ..

فلم يقل الإيمان دين لكن قال الإسلام دين ورضيت لكم الإسلام ديناً ولم يقل رضيت لكم الإسلام معرفة وإيماناً ويقيناً وتصديقاً .. لكن قال (ورضيت لكم الاسلام دينا)
وإن الدين عند الله الإسلام فالدين معناه الخضوع والانقياد فلذلك تكون العبادة غاية الذل .. غاية الذل هذا هو غاية الطاعة .

فيكون التوحيد إفراد الله بالعبادة يعني إفراد الله بغاية الطاعة وهذا يعني تحقيق العبودية لله بقبول شرعه ورفض شرع ما سواه هذا هو معنى (قل انى أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين . وأمرت لأن أكون أول المسلمين) ومخلصاً له الدين يعني مخلصاً له الطاعة وكذلك قوله (ألا لله الدين الخالص) يعني الطاعة الخالصة والتي لا يشترك فيها معه أحد " دين خالص " يعني طاعة خالصة هذه معنى العبادة .

إذن معنى العبادة هنا يقتصر على معنى واحد فقط وهو تحقيق العبودية لله بقبول شرعه ورفض ما سواه (ألا لله الدين الخالص) يعني الطاعة الخالصة والانقياد الخالص الغير مشوب لله سبحانه وتعالى .

معنى الدين هنا فى قوله: (إن الدين عند الله الإسلام ) وقوله:(ورضيت لكم الاسلام دينا) فوصف الإسلام بالدين ووصف الدين بالإسلام فإذا كان الدين هو الطريقة فلا تكون مرضية إلا إذا كانت إسلاماً يعني انقيادا وخضوعاً واستسلاماً ..

والإسلام في اللغة له معنيان: الاستسلام أسلم أي استسلم, والإخلاص أسلم أي أخلص. وهذا فى قوله تعالى (ورجلا سلما لرجل) أي خالصاً له. فيكون الإسلام معناه هو الاستسلام الخالص لله .
فهنا معنى الإسلام والاستسلام والإخلاص وعلاقته بمعنى الدين ومعنى العبادة فهذه معاني تسير مع بعضها وهى غاية الانقياد .

فيكون العبادة هنا معناها غاية الذل وغاية الانقياد وغاية الطاعة ( ألا لله الدين الخالص ).. فيكون معناها إخلاص الدين لله سبحانه وتعالى يعني إخلاص الطاعة لله سبحانه وتعالى يعني تحقيق العبودية لله بقبول شرعه ورفض شرع ما سواه .
وهذا هو تحقيق التوحيد بهذا المعنى

بقى لنا خمس معانى

السلام عليكم

بارك الله فيك

المعنى الثالث من معانى العبادة : حق الله الخالص

روى الامام أحمد رضي الله عنه والترمذي من حديث الحارث الاشعري عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال: (ان الله سبحانه وتعالى امر يحيى بن زكريا (عليه السلام) بخمس كلمات ان يعمل بها ويأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها وانه كاد ان يبطئ بها فقال له عيسى (عليه السلام) ان الله تعالى امرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها فإما ان تأمرهم واما ان امرهم. فقال يحيى: اخشى ان سبقتني بها ان يخسف بي واعذب فجمع يحيى الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشُرَف، فقال: ان الله تبارك وتعالى امرني بخمس كلمات ان اعملهن وامركم ان تعملوا بهن. اولهن ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وان من اشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو وَرِق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأدِّ إليَّ فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى ان يكون عبده كذلك؟! ............. الحديث)
الشاهد من الحديث
"فكان يعمل ويؤدى إلى غير سيده"."فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك؟" .
فالذي يعمل ويؤدي إلى سيده وحده فهذا هو الذي أدى الحق الخالص والذي يعمل ويؤدي إلى سيده وغير سيده فهذا لم يؤدي الحق الخالص والذي يعمل ويؤدي الحق إلى غير سيده فهذا أدى الحق إلى غير أهله فمعنى " من يرضى أن يكون عبده كذلك" هو الذي يعمل ويؤدي إلى غير سيده فالعبادة معناها حق الله الخالص .

حقوق الله الخالصة في القرآن الكريم والسنة المطهرة إذا تتبعتها تجدها أربعة حقوق :
الحق الأول
الحكم لله بلا شريك.
(إن الحكم الا لله أمر ألا تعبدوا الا إياه) . (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه الى الله). (أفغير الله أبتغى حكما وهو الذى أنزل اليكم الكتاب مفصلا؟).

الحق الثانى
الولاية لله بلا شريك.
(قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل انى أمرت أن أكون أول من أسلم وأمرت أن أكون أول المسلمين)

الحق الثالث
النسك الظاهر لله بلا شريك
(قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)

الحق الرابع
الأعمال القلبية التفويض والتوكل والإنابة والإخبات والاطمئنان والتسليم التي يتوجه بها القلب لله سبحانه وتعالى وحده.

إذن هذه الحقوق والأعمال القلبية والنسك الظاهر والولاء والحكم وهذه على سبيل الحصر لا تجد حقاً خامساً .. كل الحقوق الخالصة لله هي هذه على سبيل الحصر . إذن مادامت العبادة هي حق الله الخالص والتوحيد إفراد الله بالعبادة إذن التوحيد هو إفراد الله بحقه الخالص, فى الحكم والولاء والنسك الظاهر والباطن . وهذا هو تحقيق التوحيد بهذا المعنى ..

بقى لنا أربع معانى للعبادة

جزاك الله خيرا يا دكتور

جزاكم الله خيرا

المعنى الرابع من معانى العبادة:
القصد

القصد أن تقصد بفعلك الاستعانة بالله سبحانه وتعالى والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى على وجه غيبي غير معقول المعنى هذا هو المعنى الفطري للعبادة عندما سأل سيدنا إبراهيم قومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين.
ولذلك ابن تيميه وابن القيم يعرفان التوحيد .. ماذا يقولون ؟
- يقول : توحيد خبري علمي معرفي وهو توحيد الربوبية, وهذا يسمونه إيمان .. ويسمونه قول ويسمونه توحيد اعتقاد.

- وتوحيد إرادي قصدي طلبي وهذا يسمونه توحيد الألوهية, أو يسمونه إسلام أو توحيد عبادة أو عمل.

وكل هذه مترادفات في الأسماء إرادة يعني أن تبتغي بعملك وجه الله في كل ما تفعله أي تبتغي .. هذا معنى الابتغاء, ولذلك لما تحب أن تعرف هذا التوحيد هل هو إرادي قصدى طلبي أم خبري علمي معرفي ننظر هل عنصر الإرادة متوفر في الفعل أم لا, فإذا كان فيها إرادة يكون هذا إرادي قصدي طلبي يعني توحيد عبادة(توحيد الألوهية) وإذا لم يكن فيه معنى الإرادة وكان فيه معنى الخبر يكون توحيد خبري علمي معرفي مباشرة(توحيد الربوبية), ولذلك لما تقرأ قوله سبحانه وتعالى (قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات والأرض) وقوله (أفغير الله أبتغى حكما) فالاتخاذ والابتغاء إرادة ونفسر هذا بمثال: اعتقاد أن الله هو الرزاق هو توحيد اعتقاد . وابتغاء الرزق من الله هو توحيد الوهية.

إذا كانت العبادة هي الإرادة والقصد إذن التوحيد إفراد الله بالإرادة والقصد يعني لا يبتغي إلا وجهه ولا يتقرب إلا إليه "إياك نعبد وإياك نستعين" إفراد الله بالقصد استعانة وتقرباً على وجه غيبي غير معقول المعنى
غير التقرب والاستعانة الحسي المادي الذي ينتج بين العباد بعضهم البعض فهذا معقول المعنى

بقى لنا ثلاث معانى من معانى العبادة