مفاجآت جديدة فى التحقيقات التى أجرتها نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار هشام بدوى المحامى العام الأول، مع ضابط الموساد الإسرائيلى "آيلان تشايم جرابيل" المتهم بالتجسس، تكشف أن المتهم تم رصده من قبل المخابرات العامة والأجهزة الأمنية منذ 2007 وليس بعد قيام ثورة 25 يناير كما أثير فى مختلف وسائل الإعلام.
وأوضح مصدر مطلع على سير التحقيقات لـ"اليوم السابع"، أن الجاسوس زار البلاد فى 2007 ومكث بها 6 أشهر، على اعتبار أنه مراسل صحفى بالإضافة إلى النشاط السياحى، وأجرى لقاءات وحوارات مع مختلف القوى السياسية المعارضة فى ذلك الوقت لكن دون أن يشعروا بمهامه التجسسية، لافتاً إلى أن التحقيقات ستكشف عن عدد آخر من المفاجآت.
كانت أقوال المبلغين والشهود من أعضاء شباب ائتلاف الثورة، ذكرت أنهم فوجئوا بهذا الشخص، ينخرط فى وسطهم ويتفاعل معهم بطريقة غير منطقية ويتكلم بطلاقة، رغم أنه يتحدث اللغة العربية "الشامية"، وعرف نفسه على أنه صحفى ومراسل أجنبى جاء خصيصاً لتغطية أحداث الثورة المصرية "العظيمة"، وكيف أن المصريين تعاملوا بحكمة مع الموقف وأجبروا الرئيس محمد حسنى مبارك على التنحى.
وأضاف الشهود فى أقوالهم، أن "جرابيل" أعرب فى البداية عن تقديره للدور البطولى للقوات المسلحة التى وقفت فى وجه الرئيس المخلوع ورفضت إطلاق النار على المتظاهرين، موضحين أنه اعتاد على "المبيت" معهم فى ميدان التحرير، تأييداً لمطالب الثوار التى وصفها بـ"الشرعية" من وجهة نظره، إلا أنه مع تصاعد وتيرة الأحداث خاصة بعد إصرار المتظاهرين على تنفيذ أهدافهم ومع محاولة المجلس العسكرى توجيه تحذيرات للمتواجدين فى الميدان لإخلائه طبقاً لقرار الحاكم العسكرى بحظر التجوال، أعلن تذمره وبدأ فى حشد وتأليب المواطنين على القوات المسلحة، متهما إياها، بمحاولة الالتفاف على السلطة والتمسك بها.
وأوضح الشهود، أنه مع تكرار تذمره وسؤاله بكثرة عن تفاصيل خطط المتظاهرين ومطالبهم فى الفترة المقبلة، واستعدادهم للجوء لقوى أجنبية فى حالة رفض تنفيذها من جانب المجلس الحاكم فى مصر، شك المتظاهرون فى صدق نواياه، خاصة بعد تمسكه بالتصوير طوال الوقت وتسجيل أغلب الأشياء والمواقف بالصوت والصورة، مما أثار عدة تساؤلات حول استخدامه العمل الصحفى كغطاء لأعمال أخرى غير شرعية وهى التجسس، مما دفعهم لإبلاغ الأجهزة الأمنية للتحقيق فى الواقعة، والتى قامت بدورها برصد حركة ضابط الموساد، وإلقاء القبض عليه.
كانت النيابة واجهت المتهم خلال التحقيقات، بكيفية دخوله البلاد وجواز السفر الأمريكى الذى كان يحمله، وبتأشيرة باعتباره مراسلاً صحفياً لإحدى الجرائد الأجنبية، وباعتباره سائحاً أمريكياً مرة أخرى، وسؤاله عما إذا كان فى انتظاره مجموعة أخرى من المراسلين الأجانب الذى جمعته بهم اتصالات مسبقة، بهدف جمع معلومات والتحرى.
ونسبت النيابة بإشراف المستشار طاهر الخولى المحامى العام، للمتهم، قيامه بإحداث وقيعة بين فئات المجتمع المصرى (الأقباط والمسلمين)، وأنه استغل حالة الانفلات الأمنى التى أعقبت الثورة، وساهم فى تأجيج الفتنة الطائفية، كما حدث فى قرية صول بحلوان، واشتباكات إمبابة، بل وانتقل إلى منطقة ماسبيرو وشهد اعتصام الأقباط المحتجين على الأوضاع هناك، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على الخروج على أحكام الشريعة القانونية والتصعيد ضد القوات المسلحة، فأمرت النيابة بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.