اتلقيت رسالة تعليقا على مقال الأسبوع الماضى «كلمونى عن الشارع» حول كلام يتردد كثيرا على لسان رجال الأعمال قبل الثورة وحتى الآن، وهو أنه لا توجد بطالة حقيقية فى مصر بل على العكس هناك ندرة فى العمالة لأن الشباب المصرى غير مؤهل للعمل مفضلا الجلوس على القهاوى، وكان من المهم أن أعرض رأى متخصص دولى فى تلك القضية وإلى نص الرسالة.
تحية طيبة أتشرف أولا بتعريف نفسى لسيادتك. محمود حمدى أعمل فى مجال تنمية الموارد البشرية منذ 35 سنة وحتى الآن. وبحمد الله كلها فى شركات عالمية كبرى وفى مصر. استفزنى كلام السيد جلال الزوربا عن أن الشباب غير مؤهل للعمل وهو القول الذى يردده هو وزملاؤه منذ زمن طويل وأعلم أنه قول غير صحيح، وناقشناه كثيرا فى ورش عمل سواء فى غرفة التجارة الأمريكية أو فى تجمعات متخصصة لدراسة وتنمية الموارد البشرية، والتى كان حاضرا فى بعضها جلال الزوربا نفسه أو رجال أعمال كثيرون.
أبدأ بسؤال: هل سمعتى هذا القول من الشركات العالمية الكبرى من قبل أم من يردد ذلك هم زمرة معينة من رجال أعمال لجنة السياسات؟
يا سيدتى قلنا لهم كثيرا إننا نوظف خريجى الجامعات المصرية الحكومية وبعض الجامعات الخاصة وتوقفنا منذ عام 1997 عن توظيف شباب الجامعة الأمريكية لأسباب تتعلق بشخصية الخريج فى هذا الزمن.
أن أى شركة جادة تعتمد دائما على نقل الخبرات المتراكمة عبر إدارة أداء العامل وعبر التعلم أثناء أداء العمل. مع تقديم بعض الدورات التدريبية فى اللغات ومهارات الاتصال. ومزايا هذا التوجه:
ــ خلق الولاء والشعور بالانتماء لمكان العمل.
ــ قدرتك على تربية العاملين لديك وفقا لرؤيتك الإستراتيجية للسوق.
ــ تكوين كوادر محلية قادرة على توصيل جميع رسائلك للمجتمع المحلى من مستهلكين وادارات حكومية وغيرهم من الجمهور المؤثر على عملك.
ــ توظيف الشباب بمرتبات معقولة بالمقارنة بالعمالة الأجنبية حيث التزامك بالانتقالات والسكن وخلافه.
صدقينى أنا أعمل بهذه الطريقة منذ زمن بعيد وقد حققنا والحمد لله نتائج باهرة. حتى الآن فى شركتنا نحن نوظف المهندسين من جامعات القاهرة وعين شمس ومن أكاديمية الشروق ومن جامعات كثيرة ويعملون بكفاءة زى الفل.
أمثال السيد جلال الزوربا ليسوا جادين فى استثماراتهم ولا ينظرون إلا تحت أقدامهم. وحين تواجههم أى مشكلة يهرعون للحكومة للى ذراعها والتهديد بالانسحاب من السوق.
هذا لا يعنى أن التعليم عندنا سليم ولا مشاكل به بالعكس ولكن ذلك ليس موضوعنا الآن.
سؤال آخر لو سمحتِ.
كنا دائما نلوم الشعب لانه يريد كل حاجة من الحكومة حتى أفهمونا أننا عبء عليهم. واليوم بفضل سياساتهم الفاسدة أصبح رجال الأعمال هم العبء الحقيقى على الحكومة لماذا يا ترى أهو دلع فقط أم دلع وفساد؟