أهالى القرية فى إحدى مظاهراتهم السابقةأملاً فى إحداث تغيير فى حياتهم كالذى حدث فى مصر ككل، قرر أهالى القرية التخلى عن طبيعتهم المسالمة، ورفعوا شعار «لا بديل عن الاعتصام والتظاهر»، ليس من أجل حقوق سياسية بل من أجل أبسط حقوقهم الحياتية، والتى عبروا عنها فى «كوب ماء حتى إن لم يكن نظيفاً».
الأزمة التى يعانيها ١٠٠ ألف مواطن هم تعداد قرية شباس عمير بكفر الشيخ لا تقتصر على انقطاع المياه لفترات طويلة، بل فى وصولها فى أوقات غريبة، حيث تقاسم أهالى القرية أيام الأسبوع فى ورديات عمل هدفها الوحيد «ملء كل الأوانى والجراكن بالمياه التى لا تأتى إلا ساعتين فجراً» لسد احتياجات أهالى القرية.
فى الوردية الليلية للحصول على المياه تبدأ حرب من نوع آخر، تنتهى بمشاجرات وإصابات بين الأهالى وبعضهم البعض بسبب أولوية الحصول على المياه.. وبعد أن تهدأ الأوضاع ولو قليلاً يصرخ أحدهم: «منهم لله بتوع الثورة والمظاهرات هم السبب.. الواحد مابقاش عارف يشتكى مين بالظبط فى البلد».. قالها الرجل بانفعال فى وجه زميله الذى وقف إلى جواره فى طابور طويل أمام حنفية المياه، لكن زميله ابن بلدياته دافع عن الثورة: «المشكلة مش فى الثورة لكن فى مجلس المدينة.. المياه موجودة وهم اللى بيقطعوها».
أحمد تيسير الشامى، أحد أهالى القرية، أكد أن قرار الاعتصام والتظاهر أمام مجلس المدينة والمحافظة لم يكن وليد اللحظة، بل بيتوا النية عليه، فمنذ أكثر من ٦ سنوات وشبكات المياه والصرف متهالكة، والأهالى اعتادوا على انقطاعها باليومين والثلاثة، لكن أن يكون انقطاع المياه هو الأصل وعودتها فجراً هو الاستثناء، فهذا ما لا يمكن احتماله، لذا فلا تراجع عن الاعتصام حتى ترجع المياه.
المصدر جريدة المصرى اليوم بتاريخ 25 يوليو 2011