سبحان الله العلى العظيم الذى جعل السر فى الرمل والمستقبل فى الصحراء، وانقسمت الشعوب قسمين، قسم وجد المستقبل فى عنصر «السليكون» الذى يتكون منه الرمل وراح يستخدمه فى الطب والصناعة والاتصالات ويرسم بالرمل طريق المستقبل، وقسم آخر من الشعوب يبحث عن المستقبل فى الرمل بطريق آخر هو الشعوذة وضرب الرمل، ويقال إننا ننفق خمسة مليارات جنيه فى ضرب الرمل وخمسة ملايين جنيه فى استثماره، وكان «بيرم التونسى» يقول «ما عمرى يوم للمنجم رحت أستفتيه.. اللى مضى أعرفه واللى حضر أنا فيه..
ومن كرم ربنا مستقبلى خافيه» ومع ذلك فإن الكبار على عكس ما يشاع هم أكثر إقبالاً على ضرب الرمل من الصغار، وكان عندنا وزير داخلية «قيمة وسيما» يصطحب صبياً مشعوذاً بالجلباب وهو يدخل الوزارة ويتبارك به ويضرب له الرمل ليعرف مستقبل الوزارة بينما كانت وزارته تحارب الشعوذة وتداهم أوكار المنجمين، والغريب أن نفس الوزير كانت وزارته تداهم أوكار تجار العملة فى ذلك الوقت بينما كان هو يشترى العملة فى السوق السوداء من ابن مرشح حالى للرئاسة يتصف بالتدين فلماذا لا ننتهز فرصة الشهر الكريم ونودع الازدواجية فى سلوكنا ونستحضر عقولنا بدلاً من تحضير الأرواح وكان أحد كبار فنانينا المحبوبين وهو صاحب أشهر فرقة مسرحية يدفع سنوياً ثلاثين ألف جنيه لتحضير روح ابنته المتوفاة لمدة نصف ساعة فى جمعية روحانيات لندن،
ولا عجب فإن «آرثر كونان دويل» وهو من أذكى البشر وصاحب شخصية «شارلوك هولمز» وكانت «اسكوتلانديارد» تستعين به فى حل الألغاز ضحك عليه المنجمون وحضروا له روح أمه فى الظلام ومد المنجم إليه يده فى جوانتى من القطن وراح الرجل يقبلها ويبكى وهو يصرخ كالمعتوه فى الظلام «أمى... أمى» لذلك يعتبر علية القوم عندنا من المشهورين والفنانين هم أفضل زبائن وضحايا المنجمين ومن هواة ضرب الرمل أما الهند وإسرائيل وماليزيا وغيرها من الدول فإنها لا تضرب الرمل ولكنها تحلله لإدخاله فى الصناعات واستخدامه فى الاتصالات لتنتقل من الصمام الثنائى إلى الصمام الثلاثى إلى الترانزستور ثم إلى منظومة الاتصالات الحديثة لتدخل فوائض التصدير إلى خزينة الدولة وليس إلى جيوب المنجمين..
خطوط المستقبل تتشكل على الرمال، وعلى كل مجتمع أن يختار طريقة قراءتها بواسطة المنجمين أو بواسطة العلماء والاختيار لك.. ورمضان كريم.
