وكأنها نفحات إيمانية أبي الشهر الكريم أن يرحل إلا وتراها مصر الثورة ومعها العالم.. ففي ليلة من الليالي الوتر في الشهر الكريم كان الحدث ولليوم الثالث علي التوالي تدفق المئات من الشباب علي محيط السفارة الاسرائيلية منذ الصباح الباكر بعد المحاولة الناجحة لأحمد الشحات أو "سبايدرمان" كما يسميه الشباب في تسلق العمارة التي تقع بها السفارة الاسرائيلية وانتزاع العلم الاسرائيلي وتثبيت العلم المصري مكانه.
قصة نجاحه في تسلق العمارة التي توجد بها السفارة وانتزاع العلم الاسرائيلي رواها في المؤتمر الصحفي الذي عقد بنقابة الصحفيين بعد ان استطاع الداعية الاسلامي صفوت حجازي في اخراجه من محيط السفارة بعدما أصيب بكدمات وتسلخات من جراء الطلوع والنزول وتعرض لكدمات شديدة بسبب جذب الشباب له ومحاولة حمله علي الأعناق.
قال الشحات: أنا مواطن مصري بسيط من محافظة الشرقية أعمل نقاشاً وأحمل شهادة متوسطة وليس لي علاقة بالتنظيمات والحركات والائتلافات والاحزاب السياسية ولكن الفرق الوحيد أنني مثل كل مصري يشعر ببلده ويكمن حبها في أعماقه.. أضاف انني كنت أشارك في أيام الجمعات بميدان التحرير لانه اليوم الوحيد الذي أحصل فيه علي الاجازة بداية من يوم 28 يناير وحتي بداية تظاهر الشباب عند السفارة الاسرائيلية.
أوضح أنني كنت أذهب للسفارة علي مدار الثلاثة أيام الماضية وأقف بعيداً حتي أراقب كل جزء من العمارة وعندما شاهدت الشباب بحاولون اصطياد العلم بالشماريخ والالعاب النارية استدعيت خلفية عملي كنقاش علي السقالات وعندما دققت النظر في العمارة من اليوم الأول وحتي الأخير اطمأن قلبي لان البلكونات وأجهزة التكييف والاسلاك التي تمتد من أسطح العمارة حتي أسفلها بشكل حزمة قوية قررت ان أتسلق العمارة وأقوم بانزال العلم الاسرائيلي.
قال ان العقبة الوحيدة هي نقطة البداية خاصة ان المدرعات وآليات الجيش تحول دون الوصول لأول نقطة فظللت أراقب الموقف لمدة 4 ساعات كاملة حتي تحينت الظروف وأثناء تغيير الخدمات قفزت علي احدي المدرعات ومنها إلي الدور الأول ولم يستطع أي من أفراد الشرطة العسكرية منعي أو حتي مساعدتي في الوصول كما رددت بعض وسائل الاعلام بأن أحد الضباط لوح لي بالاستمرار مشيرا إلي أن كل شيء كان يسير بارادة إلهية وقمت بانجاز عملي كله دون ان أشعر بنفسي ولم أنظر إلي الخلف خاصة أنني كنت أسمع أصوات التكبير والتهليل من الآلاف من الشباب الذين يشجعونني في الوصول إلي الهدف ومع إطلاق عشرات طلقات الشماريخ التي كانت تضيء لي الطريق حتي أشاهد العلم.
أضاف: لم يساورني الخوف من أن يكون هناك قناصة أو حراس إسرائيليين في السفارة ربما يقتلونني ولكني أستمررت في العمل علي الوصول دون خوف أو تردد وان الحراس أو القناصة اذا شاهدوا شاباً مصرياً يتسلق كل هذه المسافة سوف يتبولون علي أنفسهم من الخوف والرعب من شجاعة المصري الذي يقدم نفسه فداء لوطنه مثله مثل ثمانين مليون آخرين.
أوضح أنه بعد قيامه بانتزاع العلم الاسرائيلي ونزوله إلي الدور قبل الأخير أثناء النزول تذكر ان هناك علماً مصرياً يربطه فوق أكتافه فأعاد الصعود مرة أخري إلي "الساري" الحديدي ليثبت العلم المصري مكان الاسرائيلي وأثناء العودة وقبل الوصول للأدوار الأربعة الأولي قام السكان بانزاله من خلال نوافذهم وأدخلوني إلي منازلهم وقاموا بتحيتي وإعطائي الماء والعصائر.
قال انني شعرت ان هناك ملائكة تحملني وتساعدني في الوصول لهدفي الذي أسعد 80 مليون مصري وأكثر من 300 مليون عربي ولذلك لم أشعر بأي خوف أو تردد وإنما كانت أمامي دائماً لافتة أراها في خيالي مكتوبا عليها "مصر قالت كلمتها"
أضاف ان السعادة تغمرني وأنا أري ملايين المصريين سعداء بما قمت به وكان الالاف مثلي يحاول وأتمني أن تقوم السلطات المصرية باجراء قوي ورد فعل عاجل يهديء من الشباب المصريين الذين يتظاهرون يومياً أمام السفارة تنديداً بقتل إخوانهم علي الحدود غدراً وخسة.
http://www.algomhuria.net.eg/algomhuria/today/fpage/detail00.asp
قشدة