يدخل القمر الصناعي "الكارثة" اوراس -المهدد بالسقوط على الأرض- الأجواء المصرية مرتين مساء اليوم الاولى في الساعة 8و16 دقيقة و 38 ثانية قادما من الجنوب الغربي في اتجاة الشمال الشرقي ويمكن رؤيته بالعين المجردة على شكل بقعة ضوء لامعة في السماء ويعود القمر لعبور الاجواء المصرية مجددا في تمام الساعة 11و56 دقيقة و51 ثانية مساء قادما من اقصى الجنوب الغربي في طريقه الى الشمال الشرقي.
وكانت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد اصدرت تحذيرا رابعا اليوم قالت فيه ان القمر "اوراس" يدةر الان علي ارتفاع لايتجاوز 130 كيلو متر فوق سطح الارض و، أكدت أن قمر الأبحاث الصناعي العملاق يهبط بسرعة تصل الى 8 كيلو متر في الثانية، وهي أكبر مما كنا نتوقع وهذا يعني أن القمر قد يدخل المجال الجوي للأرض قبل الموعد الذي تم تحديده من قبل وهو 23 سبتمبر الجاري.
وقال "بيث ديكي " المتحدث باسم وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أن القمر يدور حاليا على ارتفاع اقل من 130 كيلو متر فوق سطح الأرض، مواصلا الهبوط السريع بسبب ارتفاع حدة النشاط الشمسي الذي يشكل سحابة مغناطيسية تدفعه إلى السقوط ، مشيرا إلى أن معظم قطع الحطام التي ستدخل الأرض من معدن التيتانيوم وقال أن مكونات القمر لا تحتوى على أي عناصر سامة.
وأكد مايكل دونكان قائد العمليات الاستراتيجية في القوات الجوية الأمريكية أن وكالة ناسا تقوم بالتنسيق حاليا مع مركز العمليات في قاعدة "فاندربيرج الجوية"بولاية كاليفورنيا بهدف تتبع دخول القمر للغلاف الجوي للأرض، لكن أكد لن يكون في مقدورنا عمل أي شيء سوى تحديد منطقة الاصطدام المنكوبة قبل سقوط الحطام بحوالي ساعتين لتحذير المواطنين فيها.
وأعرب دونكان عن أملة في أن تساهم الأحوال الجوية في تغيير مسار القمر في اللحظات الأخيرة بحيث يسقط في أحد المحيطات.
وقال نيك جونسون خبير "الحطام الفضائي" في وكالة ناسا الأمريكية : نحن واثقون بنسبة 99.9 أن أجزاء ضخمة من القمر الذي يبلغ وزنه 6 أطنان سوف تتمكن من دخول الغلاف الجوي للكرة الأرضية دون أن تحترق.
مشيرا إلى أن أكبر قطعة ستدخل الغلاف الجوي للأرض سيتراوح وزنها مابين 400 إلى 500 كيلو جرام أما اصغر قطعه فيتراوح وزنها ما بين 100 إلى 150 كيلو جرام، مشيرا إلى أن حطام القمر قد يغطي مساحة تصل إلى 800 كيلو متر.
وحذر جونسون المواطنين في مختلف أنحاء العالم - خاصة المقيمين ما بين خطي عرض 57 شمالا و 57 جنوبا - من احتمال تعرضهم للاصابة جراء هذا الحطام الذي قد يسقط في أي مكان من قارات العالم الست وحذر أيضا من الاقتراب أو لمس أي قطعة من الحطام وإبلاغ السلطات المحلية فور مشاهدة قطع الحطام.
وقال : على الجميع أن يلتزم الحذر في الفترة الممتدة من 23 سبتمبر إلى الرابع من أكتوبر فقد يسقط الحطام فوق رأسك.
من ناحيتها قالت فيكتوريا سامسون مدير قسم أبحاث الفضاء في منظمة "امان العالم " في واشنطون أننا نشعر بقلق شديد خاصة إن جميع المؤشرات تؤكد أن القمر سيسقط في المنطقة الأشد كثافة سكانية في العالم وتضم أكثر من 6.5 مليار نسمة، لكن مازال لدينا أمل كبير في اتجاة القمر بعيدا عن اليابسة ليسقط في المحيط الهندي أو الاطلنطي.
ووفقا لخبراء "ناسا" فان المناطق التي يشملها خطر السقوط تمتد ألاف الكيلو مترات وتشمل العديد من دول العالم ومن بينها مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقارة أوربا بأكملها باستثناء شمال روسيا وأجزاء من الدول الاسكندنافية.
يذكر أن القمر "يوراس " يبلغ طولة 11 مترا وعرضة 5 أمتار "في حجم الأتوبيس" ويزن أكثر من 6 أطنان وقامت بتصنيعه شركة "لوكيهد مارتن" الأمريكية بتكلفة بلغت 750 مليون دولار وتم اطلاقه في 12 سبتمبر عام 1991 من مركز كندي للفضاء بواسطة مكوك الفضاء ديسكفري في الرحلة رقم 48 وكان الهدف من الطلاق القمر دراسة الغلاف الجوي للأرض، وتحديد المخاطر التي تتعرض لها طبقة الاوزن.
وفي 15 سبتمبر عام 1991 نجح المكوك ديسكفري في وضع القمر في مداره الطبيعي على ارتفاع 604 كيلو متر من سطح الأرض بدرجة ميل بلغت 57 درجة.
وكان المفترض أن يمكث القمر "يوراس" لمدة 14 عاما و91 يوميا لكن في 6 يونيو عام 2005 فقدت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء السيطرة على القمر لكنها لم تعلن ذلك لأسباب غير معروفة وفي 26 أكتوبر عام 2010 قام رواد محطة الفضاء الدولية بمحاولة لإنقاذ القمر وحقنه مجددا بالوقود، لكن عملية الإنقاذ فشلت تماما