وضاح خنفرأعلن مدير عام شبكة ”الجزيرة” القطرية وضاح خنفر أمس، عن استقالته بعد ثماني سنوات من العمل بها· وقال وضاح في نص الاستقالة ”خمسة عشرة عاما قاربت على الانقضاء منذ أن أطلت شاشة الجزيرة على جمهورها قوية مدهشة ومتميزة،
ومنذ اليوم الأول قطعت الجزيرة على نفسها عهدا ووعدا بأنها مستقلة شعارها الرأي والرأي الآخر، ولعل كلمتي الإعلام والاستقلالية كانتا في ذلك الوقت من الأضداد التي لا تجتمع، فالإعلام الرسمي العربي كان قد أفسد صورة الصحافة في أذهان الناس، وحول الإعلامي إلى أداة طيعة في أيدي الحكومات، ولذا لم يكن يسيرا على مشاهدي الجزيرة أن يصدقوا وعد القناة ولا عهدها”· وأوضح خنفر في استقالته أنه ”ما كان للجزيرة أن تحقق ما حققت لولا الرعاية التي أولتها قطر شعبا وقيادة، فقد احتملت في سبيل الحفاظ على استقلالية الجزيرة أذى كبيرا،
ومع ذلك استمرت قطر في تقديم الدعم المشكور من غير منة، ووقفت إلى جانب العاملين في المؤسسة بما يليق بكريم خلق قطر وأهلها”، مضيفا ”ولأن ثمانية أعوام من العمل الإداري كافية لتقديم ما لدى القائد من عطاء، وأن مصلحة المؤسسات كما هي مصالح الدول، تحتاج إلى تداول وتعاقب، فتحا لرؤى جديدة، واستجلابا لأفكار مبدعة، فقد كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتي في أن أعتزل الإدارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكورا رغبتي هذه، فها أنا ذا اليوم أمضي من موقعي إلى ميدان آخر جديد، أستلهم فيه روح الجزيرة ورؤيتها، وأنقل ما تحصل لي من تجربة وخبرة، مستمرا في الدفاع عن الإعلام الحر النزيه”·
وفي السياق ذاته، أوضحت مصادر من داخل القناة القطرية أن استقالة وضاح خنفر جاءت رغبة منه في إعطاء ”صورة ديمقراطية للقناة من خلال التداول على المنصب بعد ثماني سنوات من إدارتها”، مضيفة أن خليفة خنفر سيكون أحمد بن جاسم آل ثاني، بينما سيتفرغ المدير المستقيل على كتابة مذكراته التي يعرض فيها تجربته بالقناة·
من ناحية أخرى، ربطت مصادر أخرى استقالة خنفر بتسريبات وثائق ”ويكيليكس” التي طالته وكشفت عن تعاونه مع المخابرات العسكرية الأمريكية سنة ,2005 حيث قالت وثيقة إن قناة ”الجزيرة” استجابت للتعليمات الأمريكية حول المواد التي تزعجها في موقع ”الجزيرة نت” والقناة· وتشير البرقية إلى تعهد وضاح خنفر بحذف وتعديل الأخبار التي تزعج الحكومة الأمريكية