محمود عباس بيستعبط وبيستهبل
لعل محمود عباس الغريب قد شعر ببعض السعادة في اليوم الذي انتخب فيه محمود عباس رئيسا لفلسطين خلفا للشهيد ياسر عرفات فربما هى المرة الأولي التي يتشابه اسمه فيها مع رئيس ( دولة ) ولعل محمود عباس الغريب لم تكتمل فرحته عندما راي المواقف الخيانية من محمود عباس ( الرئيس ) منذ توليه الرئاسة حتي أن محمود عباس الغريب أصبح يؤكد للجميع ان اسمه محمود أبو العباس وليس محمود عباس .
تولي محمود عباس السلطة الفلسطينية في وقت كان رئيس وزراء اسرائيل هو الأشد عداوة للعرب في تاريخ الكيان الصهيوني وهو اريل شارون وكان رئيس الولايات المتحدة جورج بوش أعدي أعداء الإسلام بين كل الرؤساء الأمريكيين ، ورئيس مصر حسني مبارك أول رئيس مصري يحصل على لقب عميل اسرائيلي وبينما عباس يمثل الرجل الأول كان دحلان يمثل الرجل الثاني ولعلها للمرة الأولي أن يكون الرجل الثاني أقل خيانة من الاول ولأول مرة في منظمة التحرير الفلسطينية تري هذا الكم من الوجوه المتبجحة بالخيانة والعمالة ، يتحدث عباس فأشعر انه مخلوق معجون من الكذب والنفاق ولكن كان قدرا مقدورا بسبب الثلاثية الحاكمة في مصر واسرائيل وامريكا .
كان الجميع يوقن أن ياسر عرفات قد تم تسميمه ولكن الشك كان يكتنف الطريقة والوقائع وأشخاصها فمن قائل بأنه عباس ومن قائل بأنه ليس عباس حتي جاء فاروق قدومي فأكد بالمستندات التي لم نعرف صحتها من عدمه بأن عباس ودحلان اتفقا مع شارون على التخلص من عباس .
ظلت المواقف الخيانية من عباس تتكرر وبمنتهي البجاحة فلم يكن أولها قبوله التعيين الأمريكي له كرئيس للوزراء ولا أمره بتأجيل مناقشة تقرير جولدستون ولا حتي مباركته للعدوان الصهيوني على غزة عام 2008 وتدعيمه لذلك بقوله ان عناصر من تنظيم القاعده تقيم معسكرات في غزة . ولم يزل عباس عدوا للمقاومة الفلسطينية وعناصرها يعتقلهم ويقتلهم ويتعاون مع العدو عليهم دون حياء ثم هو يقبل كونداليزا رايس ( الله يكون في عونه ) من هنا ومن هنا ويقبل تسيفي ليفني من هنا ومن هنا ويحاول أن يقبل اوباما من هنا ومن هنا ولكن اوباما يصلب رقبته في وضع عمودي حتي لا يصل عباس الي وجهه .
جاءت ثورات الربيع العربي واقتلعت أكابر مجرمي مصر وتونس وليبيا ولم تزل تقتلع النظام السوري واليمني وتري بشائرها في الجزائر .
- كل المؤشرات تقول أن السلطة الفلسطينية ليست بعيدة عن ثورات الربيع العربي وأن محمود عباس من السهل جدا اقتلاعه فهو بلا جذور وليس أسهل من انشاء صفحة على الفيس بوك وبعض الرسائل القصيرة حتي يكون محمود عباس إما مع ياسر عرفات في نفس الحجرة أو مع على زين العابدين في نفس الشقة . لم يكن هذا التوقع غائبا عن نتنياهو ولا هيلاري كلينتون فقررا أن يقوم عباس بمبارزة استعراضية معهم وذلك بأن يتم افتعال أزمة يعطيها الغرب زخما إعلاميا كبيرا يقوم خلالها محمود عباس باتخاذ موقف حاد من الإدارة الامريكية والإسرائلية وتقوم الإدارتان بالتجاوب بحده مع موقف عباس الحاد فتظهر المسألة أن عباس يناضل من أجل إعلان الدولة وأنه يقود معركة دبلوماسية كبييييييييييييرة جدا لإستقلال الشعب الفلسطيني وأن عباس يتحدي الشرق والغرب ويتحدي اسرائيل ويهدد كيانها بالزوال من الوجود بعد أن يقوم بطلب اعلان الدولة من الأمم المتحدة ( وكأن الأمم المتحدة سوف تعطي عباس مساحة من الأرض تساوي المساحة التي سرقها اليهود من فلسطين ) ورغم ان امريكا تتعامل مع عباس علي أنه وكيل بالعمولة إلا أن اوباما لم يجد غضاضة في أن يعلن لعباس أثناء لقاءه معه الذي رحب به فيه جدا وكان عباس في غاية الإثارة ، لم يجد اوباما غضاضة في أن يعلن انه يتحدي عباس وأنه سوف يستعمل الفيتو ضد قرار اعلان الدولة ولم تفلت فرنسا الفرصة لحبك التمثيلية الماسخة جدا في أنها تساند عباس ولكن حتي اعطاء فلسطين صفة مراقب وهى صفة على ما اعتقد اكتسبها ياسر عرفات بسهولة في السبعينات من القرن الماضي قبل أن يرضخ لنداءات الإستسلام . يظن عباس وأمريكا واسرائيل وفرنسا أن هذه التمثيلية كفيلة بايقاف الربيع العربي في فلسطين وأنها سوف تعطي الشعب الفلسطيني احساس بأن الزعيم يقوم بالواجب فلا تنطلق ثورته على الفساد والخيانة كما انطلقت في مصر وتونس ولكن أعتقد أنه ان كان ثمة غبي في هذا المشهد فهو عباس وأوباما وهيلاري ونتنياهو والذين معهم .
المهم ان عباس بيستعبطنا أو بيستعمانا وأعتقد انه لو وضع ايده على الفارة مثل زوزو فإن الكمبيوتر لا محالة سوف ينطق ويقول ( عباس بيستعبط وبيستهبل ) كما قال لزوزو من قبل .