لماذا لم يدع الفريق سامى عنان، صفوت الشريف واللواء حسن عبدالرحمن لحضور اجتماعاته مع ممثلى الأحزاب السياسية؟!
لماذا يحضر رجال الأول، ومخبرو الثانى، ويغيبان هما عن المشهد؟! أليس من العدل والعقل، أن نقبل بحضور الأصيل، إذا قبلنا بحضور الوكيل؟!
أليس من الصدق، أن نتصارح ونعترف، أن قائمة المدعوين لاجتماعات المجلس العسكرى هى فى جانب ليس بالقليل منها - صنعت فى مكاتب مباحث أمن الدولة، وباختيار مباشر من صفوت الشريف؟! الغائب الحاضر فى اجتماعات المجلس العسكرى!!
من يمكن أن يصدق، أن الفريق عنان والمجلس العسكرى، لا يعرف «هوية» بعض الذين بادلهم عبارات الود والاحترام، بينما يحظى هؤلاء باشمئزاز معظم الشعب المصرى!!
من يفهم تفسيراً مقبولاً لاستناد الفريق عنان، فى حديثه فى اجتماعه الأخير لطلب مقدم من 22 منهم، يؤيد بقاء المجلس العسكرى فى الحكم، ويدعو لتأجيل الانتخابات لسنوات؟!
هل كان الفريق عنان، ينتظر من هؤلاء، تأييد فكرة العزل السياسى لنواب التزوير فى مجلسى الشعب والشورى 2010، وبعضهم تمت من أجله أوسع عمليات التزوير التى شهدتها مصر، وكانت مضرباً للمثل فى الفُجر السياسى الذى تفجرت الثورة بفعله!!
أليس شيئاً مؤسفاً، ومحبطاً، ومثيرا للدهشة، أن ترى قادة مصر بعد الثورة، يجالسون ويتشاورون فى شأن حماية الثورة مع رؤساء «دكاكين أمنية» تورطت بعض قياداتها فى معركة الجمل وتلوثت أيديها بدماء الشهداء والثوار؟!
أين مصداقية المجلس العسكرى فى جدية تطهير الحياة السياسية، والنيابية والبرلمانية، بينما هو لم يفعل هذا فى كل الاجتماعات التى عقدها، بدعوى أنه ورث قائمة المدعوين من سلفه غير الصالح؟! وما الفارق إذن لو كان الداعى هو صفوت الشريف، أو اللواء حسن عبدالرحمن؟!
ألا يفسر لنا الفريق عنان، لماذا الحرص على دعوة الأحزاب الكرتونية، ودكاكين أمن الدولة والفلول وتجاهل أحزاب وتيارات وحركات حقيقية، لها وجودها، وأنصارها وتأثيرها؟!
ألا يفسر لنا الفريق عنان لماذا حضر أكثر من ممثل لحزب واحد، بينما لم توجه الدعوة أصلاً لعدد من الأحزاب؟ وما هى المعايير لهذا الانتقاء، الذى مارسه أيضاً فى دعوة مرشحى الرئاسة؟!
بعض الذين يطالب الناس بعزلهم سياسياً، لمنعهم من الوصول إلى مقاعد البرلمان لم ننجح فى منعهم من الوصول إلى مقاعد اجتماعات المجلس العسكرى! فكيف لنا أن نصدق أن المجلس جاد فى منعهم من الوصول إلى البرلمان؟!
لم أحضر عن قناعة شخصية لقاء الفريق عنان الأخير، وربما لن أحضر أبداً مثل هذه اللقاءات وأظننى لو كنت حضرت ما قبلت أن أجلس فى ذات القاعة مع تلك الوجوه والأسماء التى عاشت حياتها السياسية على دماء الشرفاء فى هذا الوطن!! بالقطع عار الحضور مع صفوت الشريف أو حسن عبدالرحمن أشرف من الحضور بين هؤلاء الصغار!!
لو كنت حضرت، ما كنت وقعت على ذلك البيان!! فكيف لنا أن نعول فى مواجهة استحقاقات للثورة بحجم إلغاء الطوارئ، وجدول انتقال السلطة، وإلغاء المحاكمات العسكرية، على عبارات على غرار سنبحث وسنفكر إلخ..
يا سيادة الفريق قل لى من معك؟ أقول لك ماذا تريد أنت؟!
إذا أراد المجلس العسكرى شركاء، لا أجراء، فعليه أن يبحث عن كبار لا يخافون نفوذه، ولا يطمعون فى عزه، أو ذهبه، إنما يخافون الله، ويخافون الشعب..
ولتسقط - للأبد - كل الوجوه البليدة فرسان الظلام، وأعداء الحرية الذين لم يخافوا الله فى هذه الأمة يوماً.. ولم يستحوا من أهلها!!