في رد فعل غير معتاد من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح -المرشح المحتمل للرئاسةـ علي تصريحات جماعة الإخوان المسلمين ضده، قال أبو الفتوح، القيادي البارز السابق في الجماعة، إن الإخوان ليسوا ظل الله علي الأرض، وإن ما يقوله الدكتور المرشد العام، محمد بديع، بشأنه مثل "أبو الفتوح خالف عهده مع الله" لا يمثل الإخوان.
وسبق أن تلقى أبو الفتوح -عقب قيام الجماعة بفصله قبل عدة أشهر على إثر قراره الترشح لرئاسة الجمهورية- عدة هجمات من قيادات بالجماعة، في تصريحات مثل "أبو الفتوح ليس منا ولسنا منه"، و"أبو الفتوح خالف عهده مع الله"، في إشارة إلى مخالفته قرار الجماعة عدم تقدم أي من أعضائها للترشح على منصب رئيس البلاد.
وكان رد فعل أبو الفتوح فيما سبق إما الصمت أو التأكيد على العلاقة الوطيدة والقوية بينه وبين الجماعة وقياداتها، حتى إنه قال في إحدى المرات إنه واثق أن الإخوان سوف يعطونه أصواتهم في الانتخابات ومنهم المرشد محمد بديع.
إلا أنه في حواره مع صحيفة "المصري اليوم"، الأربعاء 11-10-2011، قرر الرد علي بعض هذه التصريحات بعد أن وصل أحدها إلى المس بعلاقته بالله تعالى حين قال الدكتور بديع، إن أبو الفتوح خالف عهده مع الله.
ورد عليه أبو الفتوح قائلا: "ما قاله محمد بديع لا يمثل الإخوان المسلمين لا منهجا ولا تاريخا ولا جمهورا.. ما علاقة بديع بعهد الله هل هو مندوب الله يحدد من التزم بعهد الله ومن خالفه؟ ثم إن ما يُسمى بعهد البيعة في جماعة الإخوان لم تكن موجودة إلا من خلال التنظيم الخاص؛ لأنها كانت بيعة على جهاد وانتهت قبل وبعد ذلك وتحولت إلى عهد أو ميثاق يقوله العضو تجاه جماعة مدنية وليست جماعة عسكرية".
"لذا فاستصحاب قوله تعالى «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله» كارثة حينما يستخدمها رئيس جمعية دينية سواء الإخوان أو غيرهم؛ لأنها آية نزلت في حق نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، وقصد بالبيعة فيها دخول الفرد في الإسلام".
ووصف هذا التصريح قائلا: "للأمانة أقول إن هذا التصريح لا يمثل جماعة الإخوان المسلمين كتاريخ ومنهج وأفراد برغم أنه صدر من المرشد العام للإخوان المسلمين؛ لأن معناه خطير فحينما نقول إن إنسانا خالف الله لأنه خالف قرارات الجماعة من أولها لآخرها فهذا يعنى أن الجماعة ظل الله على الأرض".
وحول قرار الترشح للرئاسة وموقف الإخوان منه، خاصة بعد أن وصفوا هذا الترشح بأنه تجريح في حقهم أجاب أبو الفتوح: "أعتقد أن مناقشة إدارة الإخوان لتلك القضية كانت غير موضوعية، وغير قادرة على إقناع الآخرين، وفاشلة في تحديد رأيها في تلك المسألة".
"من حقهم أن يقولوا إن الإخوان لن ترشح أحدا، بل إنني كنت أول من قال هذا، وقلت إنني لست مرشح الإخوان حتى لو أرادوا هم ذلك؛ لأنني في اتساق مع ذاتي، وسبق لي أن أعلنت منذ ٤ سنوات أنه لا يجوز للإخوان المسلمين أن يكون لهم مرشح في الرئاسة أو البرلمان، كما أنني ضد أن تتحول الجماعة لحزب أو أن يكون لها حزب.. وقلت منذ الدقيقة الأولي للترشح سأستقيل من جماعة الإخوان.. إذن ليس هناك محل للخلاف معهم، ولكنهم بدءوا الخلاف لمجرد تفكيري في الأمر، وبدت الآراء المطروحة غريبة ومضحكة".
ووصف أبو الفتوح جماعة الإخوان أنها ما زالت تعيش زمن السطوة الأمريكية علي ما بعد الثورة، وحول وجود "تقية" في الإخوان قال: "هناك بعض الدخلاء علي الجماعة الذين تسربوا داخلها، وموجودون حتى الآن في مستويات مختلفة داخل الجماعة"، ووصفهم بأنهم يحملون رؤى تجعل لهم ظاهرا وباطنا، وحددهم بأنهم حوالي 10% من الجماعة.
ورغم انفصال أبو الفتوح عن الجماعة إلا أنه ما زال يعلن أنه ينتمي لهذه المدرسة الوسطية، قائلا إنه أمين تلك المدرسة حتى ولو لم يكن ضمن هذا التنظيم الآن.