‎( إرفع راسك فوق إنت قبطي .... إسلامية إسلامية ) في مواجهة ( إرفع راسك فوق إنت مصري )

- الشعار الأول سمعته يوم أحداث ماسبيروا و يوم تشييع الضحايا بالكتدرائية و أمام المستشفى القبطي و كان طالع من القلوب بمنتهى الحماس و الحرقه . و الشعار الثاني سمعته يوم جمعة قندهار و برده كان طالع من القلوب بمنتهى الحماس و الحرقه . و في الحقيقة سواء الشعار الأول أو الثاني فهو يمثل إنهيار لفكرة المواطنة هذه الشعارات تعبر عن رجوع لما يسمى الإنتماءات الأولية و التخلي عن فكرة الإنتماءات الوطنية فالموطن عندما يفقد الثقة في الحصول على حقوقه المختلفة سواء السياسية أو الدينية أو الإقتصادية و غيرها من الحقوق من خلال الهوية الوطنية فإنه يتخلى عنها و يرجع إلى ما يسمى بالإنتماء الأولي سواء القبيلة أو الديانة أو الإقليم ظنا منه أن هذا يضمن له تحصيل الحقوق و الحماية من الآذى و مع إستمرار هذه الشعور تأتي النزاعات الإنفصالية بمعنى تقسيم الوطن فكل مجموعة تدعوا إلى أخذ جزء من الوطن لها تضمن معه حقوقها و هذا ما حدث في قضية إنفصال جنوب السودان و أرجوا مراجعة ذلك تاريخيا حتى لا نكرر نفس الخطأ و للدكتور مصطفى محمود كتاب عن خطة غربية تدعوا لتقسيم مصر أرجوا أيضا مراجعته

- و في رأي أن هذه الإنتكاسة التي أصابت قضية المواطنة ترجع إلى آمرين الأول : تأخر إعداد دستور جديد للبلاد بما يضمن الحفاظ على حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن الدين أو الثروة أو الإقليم أو عدد مقاعد البرلمان و الثاني : إعطاء حق تكوين لجنة الدستور للبرلمان القادم و بالتالي في حالة سيطرة تيار بعينه على البرلمان فإنه سوف يميل بالدستور إلى ما يخدم مصالحه و هذا هو سبب التوتر - و ده هو سبب أهمية أن يكون الدستور أولا -

هناك أربع صور للحوار بين المسلمين و المسيحيين :

الحوار الدعوي التبشيري : و فيه يهدف كل طرف إلى تغيير عقيدة الآخر فهو حوار يوصف سياسيا بأنه يهدف إلى نفي الآخر و لعل هذا الحوار هو المستخدم في أوربا و أمريكا من قبل دعاة الدين الإسلامي و في معظم إفريقيا من قبل علماء الدين المسيحي و هذا الخطاب مكفول بحرية التعبير و حرية الإعتقاد و المفروض أن يحكم بقوله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )

الحوار السجالي : و فيه يهدف كل طرف إلى إبراز أفضل ما لديه بالنسبة للآخر و أنه الأكثر صوابا و ذلك من دون تجريح أو تصريح بتغيير عقيدة الآخر و يظهر فيه حماسة التحيّز للدين

الحوار السكوني أو الإحتفالي أو الإعلامي : حيث لا يهدف هذا الحوار إلى حسم أي أمر أو أي موضوع و إنما يقتصر اللقاء على حوار المجاملات و الترحيب و هذا الخطاب يوهم بحل المشاكل و لكنه يغطيها تحت التراب فسريعا ما تطفوا إلى السطح مرة أخرى

الحوار العدواني التكفيري التحريضي : و فيه يلجأ كل طرف إلى تكفير الطرف الآخر و بيان أنه في النار و أنه يخطط لإلحاق الآذى بالطرف الثاني و يحرض على ذلك و غالبا ما ينتج هذا الخطاب الصدمات الطائفية و هذا الخطاب لابد من محاربته بل و تجريمه بما يسمى قانون التمييز الديني و الحض على الكراهيه

الحوار السياسي الثقافي المبني على المواطنة و المصالح المشتركة : و هو حوار يدعوا إلى تفهم قضايا و إشكاليات كل طرف و يحاول أن يصل إلى صيغ توافقية تضمن مصالح و حقوق و حريات كل طرف و تقرب بين وجهات النظر من غير ميل إلى طرف على حساب الطرف الآخر

و في رأي أننا جميعا نحتاج الخطاب الثقافي المبني على المواطنة عند إعادة بناء الوطن و صياغة الدستور و القوانين المختلفة إن كنا نريد الوصول إلى وطن واحد عادل يجمع الكل تحت مظلة الهوية المصرية

ملحوظة

بعض الردود تذكر أدلة من السنة أو القرآن تحمل صيغ تكفيرية لليهود و النصارى و صيغ أخرى تتكلم عن دخول النار و ما شابه هذه النصوص لا تفهم منعزلة عن غيرها من الأدلة فكما هو مقرر في أصول الفقة كي نفهم قضية لابد أن نضع جميع الأدلة المرتبطة بها أمام أعيننا حتى نصل إلى الفهم الصحيح لها و نعرف كيف نستخدمها و على الرغم من أن القرآن قال : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ... ) إلا أن النبي في خطابه إلى هرقل قال من محمد عبد الله و رسوله إلى هرقل عظيم الروم و لم يقل إلى هرقل الكافر - فهذه الآيات تسمى آيات إقامة الحجة و لا تستخدم في التعايش اليومي و إنما تقيم الحجة لصالح المؤمن بها و ضد المكذب لها و بالتالي لا تستخدم في الحوار اليومي مع الآخر فعلى سبيل المثال كيف نفهم إستخدام هذه النصوص في ظل قول الله تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلكم في الدين و لم يخرجكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) فهل من البر و القسط أن تقول له أنت كافر و مخلد في النار مره أخرى لمن يفهم و يعي : هي آيات إقامة حجة و ليست للإستخدام اليومي و التعايش - و عموما كما أنك تعتقد أنه كافر هو أيضا يعتقد أنك كافر و كما تعتقد أنه في النار هو أيضا يعتقد أنك في النار و إلا لدخل هو في الإسلام أو لدخلت أنت في المسيحية فطالما أنك على دينك و هو على دينه فهذا يعني أنه يكذب بما تؤمن أنت به و أنك تكذب بما يؤمن هو به و هذا ما يسمى بالكفر

بعض الردود تتكلم عن الحزب الوطني و قد تم نشر قوائم سوداء تشمل أسماء جميع أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني و كذلك أسماء كوادر الحزب الوطني بالمحافظات المختلفة و كذلك أسماء المرشحين على قوائم الوطني إنتخابات 2005 و 2010 فأرجوا مراجعة هذه الأسماء قبل إلقاء التهم على الناس فأنا لم أكن حتى عضو بالحزب الوطني و عموما هناك مبادرة تم تشكيلها للتحذير من الفلول أنا أحد أعضائها تراجع القوائم الإنتخابية للأحزاب المختلفة على سجلات العضوية و التنظيم للحزب الوطني و سوف تصدر بيان رسمي بهذه الأسماء

بعض الردود تتكلم عن أدب الإختلاف و أنا لم أستخدم أي لفظ فيه إساءة موجهه لشخص على الرغم من الإتهامات و السب بأبشع الألفاظ فأنا لا أفهم ما المقصود

و أخيرا أشكر الجميع على التواصل

( تعالو نتغير عشان نقدر نغير )