أخي محمد توفيق السعدني
السلام عليكم يا أخي يقولها أخوك الذي ما زال يقيم في دار الفناء بعد أن أودعك أخوة لنا في مقرك الذي كنت تتطلع اليه دائما في دار البقاء ، وأظننا يا أخي بعد أن أودعناك بساعات معدودة بدأنا في الإلتفات اليك وإلي أمثالك من الشباب الذين يعيشون في هذه الدنيا ويخرجون منها دون أن يحدثوا جلبة ولا ازعاجا ، يعيشون واقعا لا يملكون تغيير الكثير فيه ، يعيشون ألاما لا يملكون حتي البوح بها أو الشكوي من أوجاعها ، يعيشون مراقبين للدنيا وحركتها ، يهبون للغوث عند كل استغاثة باذلين كل ما يمتلكون في سبيل مساعدة الغير .
- اليوم يا أخي محمد عرفتك عندما اختارك الله إلي جواره لتدخل قبرك المضئ ان شاء الله في هذه الأيام المباركة ليلة الجمعة في العشر الأوائل من ذي الحجة . اليوم يا أخي التفت عن يميني وشمالي فافتقدك فأنت في صمتك الكبير اليوم كنت أكثر ايلاما لي من صمتك القديم الذي عودتني عليه ، فوجئت اليوم يا أخي أنك كنت مدونا كبيرا وداعيا عظيما ، وهكذا كنت أنت دائما تعمل في صمت أعمالا كبر ا ، افتقدتك اليوم بنفس الطريقة التي افتقدت بها أخي وحبيبي وابن خالتك المرحوم عبد العزيز أبو يوسف الصامت الثاني في اسرتكم والذي لم اشعر بفجاعة افتقادي لصمته إلا بعد أن صمت الي الأبد .
- كان لقائي معك الأخير في رمضان قبل الماضي وكنت أنت توا قادما من العريش وكنت أظن انك تقيم في البلد وأني أنا الضيف عليك ولكن اتضح اننا جميعا ضيوف ، تصافحنا على غير موعد وافترقنا الي الأبد على غير علم ، ولكني يا أخي لم انسك أبدا فخلقك لا ينسي وأدبك لا ينسي وكفاحك لا ينسي واصرارك لا ينسي وايمانك لا ينسي وابتسامتك المفاجئة لا تنسي وعزلتك لا تنسي ومواقف الرجولة فيك لا تنسي ووالدتك الأم الحانية علينا جميعا لا تنسي أبدا أبدا فكيف ننساك يا أخي .
- المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، ولكنك اخترت منذ طفولتك الباقيات الصالحات فهنيئا لك باختيارك الواثق وفهمك العميق وشجاعتك في حسم الخيار .
- لا أعرف كم مترا تبعد عن أخي عبد العزيز ابو يوسف الذي فجعنا فيه قبل عشر سنوات ولكن إن كنت قريبا منه فأقرئه السلام مني فهو لم يزل في قلبي وضحكته في أذني وكلامه لا يفارق خاطري .
- وأقول للحاج توفيق السعدني ، لقد خيرت بين طريقين من بداية حياتك فاخترت طريقا واحدا لا رجعة عنه وهو طريق الله عندما كنت تغلق الدكان خمس مرات كل يوم هى مواقيت الصلاة ، وربيت اولادك على طاعة الله والخوف من الحرام وها أنت اليوم تتعرض للإختبار الكبير الذي تعرض له النبيون والصالحون من قبل فكانوا أكثر ايمانا وقبولا بقضاء الله فصدق فيهم قول الله عز وجل ( انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ) أعلم ان الألام كبيرة ولكنك أكبر من الآلام بايمانك الصادق الثابت والذي كان يتجلي دائما في تربيتك للمرحوم محمد واخوته فأدعوا الله عز وجل أن تجتاز هذا الإختبار الصعب بنجاح ورصيدك السابق من الإيمان والصبر يجعل تجاوز المحنة ممكنا إن شاء الله .

انا لله وانا اليه راجعون

نسأل الله العلى القدير أن يسكن روح أخينا محمد فسيح جناته , و أن يبدله أهلا خيرا من أهله , و دارا خيرا من داره , و أن يغسله بالماء و الثلج و البرد , و أن يرزق أهله الصبر و السلوان.

أحبب من شئت فانك مفارقه
و عش ما شئت فانك ميت
و اعمل ما شئت فانك مجزى به

رحمة الله عليك يا محمد وعزاؤنا الوحيد انك ضيف الرحمن فى افضل ايام الله ونسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يتجاوز عن سيئاتك وان يسكنك فسيح جناته برحمته هو ارحم الراحمين

الله يرحمك يامحمد

البقاء لله

انا لله وانا اليه راجعون

البقاء لله تعالي
اللهم ارحمه واغفر له وسامحه وعافه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله ونقه من خطاياه كما ينقي الثوب الابيض من الدنس
اللهم اغفر لامواتنا واموات المسلمين جميعا واحسن الله عزاءكم ال السعدني

البقاء لله
وانا لله وانا اليه راجعون
الله يرحمه ويغفرله ويرحم موتانا وموتى المسلمين

جزاكم الله خيرا ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم

نسأل الله العلى الكريم ان يسكنه الفردوس الأعلى ولا نجد كلمات نواسى بها انفسنا فقد كان صديقا واخا
عرفته شابا مرحا
عرفته اخا ملتزما
عرفته خطاطا ماهرا
عرفته مدونا كبيرا
وفى كل هذه الحالات احببته ولمست فيه طيبه القلب وصفاء النية والاخلاص واظن انه من حسنت خاتمته فعندما قابلته فى البلد من اربعة شهور وجلسنا دقائق معدودات لم يحدثنى فى هموم الدنيا ومادياتها وانما كان حديثه هو كيف تكون عبدا لله

انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب

اللة يرحمك يا محمد
كنت عزيز وغالى ربنا يرحمك برحمته انا لله وان اليه راجعون

جزاكم الله خيرا ولا أراكم مكروها في عزيز لديكم

جزاك الله خيراً استاذ محمود على هذه الكلمات الطيبه
ورحم الله
اخونا في الله
محمد توفيق