أكد مصدر بحري رفيع المستوى ، أن العبارة "بيلا" التي اشتعلت فيها النيران صباح اليوم الخميس، تابعة لشركة الجسر العربي للملاحة، وهى شركة مصرية أردنية عراقية، تقوم بشراء عبارات قديمة من دول أوربية بأثمان رخيصة، وتقوم بتجديدها مرة أخرى لتعمل على الخط الملاحي نويبع العقبة.
وأشار إلى هذه الخط الملاحي الذي تمر به 40% من حجم التجارة البينية بين مصر والدول العربية، خاصة الأردن والسعودية والكويت، يمثل طريقًا أيضًا للحجاج والمعتمرين، إذ يستقبل الميناء سنويا ما يقرب من 100 ألف حاج ومعتمر إلى جانب 2 مليون راكب معظمهم من المدرسين.
وبالرغم من أهمية هذا الشريان البحري، احتكرت شركة الجسر العربي عمليات النقل على هذا الخط، مؤكدا أنه لا يجد منافس للشركة، وبالتالي تقوم بشراء عبارات قديمة ومتهالكة لا تصلح لنقل الركاب، ثم تقوم بعمل تجديدات لها في الحوض البحري بالسويس لتدخل الخدمة، بالرغم من أن الدول الأوربية ترفض عمل هذه العبارات على أي خطوط ملاحية لاسيما في نقل الركاب وتقتصر على نقل الشاحنات والبضائع فقط.
وأوضح المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن وزارة النقل مطالبة بفتح ملف العبارات المتهالكة على خط نويبع العقبة ومحاسبة أي مسئول ساعد في تشغيل هذه العبارات المتهالكة، وطالب بإيجاد شركة منافسة على هذا الخط الملاحي لتحسين أداء وعبارات الجسر العربي.
وأكد شخص يدعى محمد أحمد سليمان، كان على متن العبارة، لـ"الشروق" أن الحريق بدأ في ساعة مبكرة صباح اليوم، بعد خروج العبارة بنحو نصف ساعة، حيث تم رؤية ألسنة الدخان متصاعدة من أسفل العبارة، مما دفع الجميع لتذكر مأساة العبارة السلام 98، وبدأ العديد من الركاب بالتشهد والاتصال بذويهم من هول الموقف،, وأوضح أن عمليات الإنقاذ لم تتم إلا بعد مرور ساعة تقريبا من إرسال الإنذارات، ولا توجد على متن العبارة أي وسائل إنقاذ تكفي هؤلاء الركاب، وناشد وزير النقل بفتح ملف العبارات المتهالكة المملوكة لشركة الجسر العربي.