- الشرطة والقضاء والجيش ، ثلاث عورات في مصر ، لا يعلمهن سوي من اختبر الوظائف الثلاث خارج مصر خاصة في بلد أوربي أو أي بلد ديمقراطي عموما ، وأصحاب الوظائف الثلاث يسمون أنفسهم بالسادة ، السادة الضباط والسادة القضاة ولما كان لقب السادة يحمل تصريف كلمة السيادة ومعناها على ما أعتقد السمو على الآخرين لسبب ما قد يكون بحكم الدماء الزرقاء التي تجري في عروقهم مثلا بسبب انتمائهم لأسر عريقة ( يعني بتعرق كتير ) أو بسبب أدائهم أعمالا جليلة رفعتهم فوق مستوي السؤال عما يفعلوا وهذه الفكرة لها أصل في الفكر الشيعي فالسيد الشيعي له مكانة فوق مستوي الناس وانتقلت لنا الفكرة ايضا مع بعض الصوفيين عندما رفعوا الشيخ عزت الشرنوبي إلي مرتبة من لا يسأل عما يفعل .
- على مدي ثلاثين عاما اختار النظام السادة بمنتهي العناية ، وكانت معايير السيادة بالدرجة الأولي خلو ملف المرشحين للوظائف الثلاثة من أية خلفية تدل على العمل لنصرة الدين الإسلامي ليس للمرشح فقط وانما لأبويه واخوته واقاربه حتي الدرجة التاسعة بل ومن يحملون لقبه ولو بالصدفة ثم تأتي بعد ذلك الوسائل المساعدة للسيادة مثل الرشوة و سمعنا قصصا عن السيد الكبير كمال الشاذلي تفيد أنه يحدد تسعيرات لدخول هذه الهيئات إن تحقق الشرط الأول ( خلو السجل ) ، أو وساطة اعضاء مجلس الشعب والشوري من المنتمين إلي الحزب الوطني وكان هذا دليلا كافيا على دناءة خلق وانحطاط أصل المتقدم لشغل الوظيفة المرموقة فالدال على الخير كفاعله ، وفي كل عام كانت تتكرر نفس المأساة يسحب الطلاب جميعا ملفات الشرطة والحربية والنيابة وكان استلاف والد المتقدم لثمن الملف دليل قاطع علي أن المتقدم ( بيهزر مش بيقدم ).
- على مدي ثلاثين عاما وفي كل عام يتقدم جدد ليلوا أماكن ليست لهم وهم يعلمون جيدا أنها أماكن المتفوقين الذين اضطروا أن يعملوا في القهاوي او في العتالة حتي تقوم ثورة تصلح حالهم ، هم لا يتطلعون إلي المراكز المفقودة ولكنهم يتطلعون أن يروا أبناءهم وقد صار لهم وطنا يتمتعون فيه بكل الحقوق والحريات .
- على مدي ثلاثين عاما والسادة يكدسون الاموال المنهوبة ويقيمون جمهوريات البزنس المتحدة فجنرالات اللحوم فقط يستطيعون استيرادها ولهم في سبيل ذلك رفع سعرها الي تسعين جنيها أو خفضه الي ثلاثين ، بينما جنرالات الدقيق لا يستوردون سوي المخزون المسرطن في استراليا واوكرانيا ، أما جنرالات السياحة فلهم هم فقط الرخص السياحية ولتذهب السياحة للجحيم وعلي من يريد من خارج هيئة الجنرالات أن يقيم شركة سياحة فليحضر بعض ( الخواتم والحلقان ويلف بيها في القطارات ) ، أما السادة ضباط الجيش فهم في كل مكان مدني بعد المعاش بالإضافة الي ( قفة الفلوس ) التي يحصلون عليها عند المعاش حتي أن أبي عليه رحمه الله كان يتحدث مع أحد المتطوعين من تلاميذه عندما قال له مازحا يا أستاذ ابراهيم انت كنت بتضربنا فأجابه ابي لو كنت بأضربك كنت فلحت فرد عليه بأن مرتبه ثلاثة اضعاف مرتب ابي وكل قصص ضباط الجيش معروفة .
- الآن قامت في مصر ثورة شعبية والشعب يريد فقط المساواة بين كل طوائفه فلا يكون بينهم تفضيل ولا اختصاص إلا بالقانون الصادر عن الشعب نفسه ولأسباب تتعلق بخدمة الشعب لا بخدمة السادة ، و بعد كل ثورة تمر البلاد بمرحلة انتقالية تكون مرحلة ضعف لعدم وضوح السلطة السياسية فكل القوي تدعي لنفسها السلطة وتمثيل الشعب وخاصة مع دخول اسرائيل بعملائها الذين يجاهرون بالعمالة ليل نهار على الخط السياسي .
- إزاء حالة الضعف هذه فإن كل القوي المظلومة في العهد الماضي حاولت أن تقتنص فرصة ضعف الدولة والدخول على خط العدالة خاصة مع طول الفترة الإنتقالية حتي اصبحت مرحلة مستقلة بذاتها في حياة الشعب وليست مرحلة مؤقتة ، وقد يكون مفهوما أن يضرب عن العمل لتحسين حالهم عمال السكك الحديدية الذين يصلون الليل بالنهار ويطلبون مساواتهم بعمال البنوك ولكن أن يضرب القضاة عن العمل حتي تتحق مطالبهم بالنص في القانون على تعيين ابنائهم في النيابة أو رفعهم الي المستوي الاول من السيادة بحيث تمتنع على السلطات الأخري مساءلتهم وإلا فلن يشرفوا على الإنتخابات . هذا فوق انه ابتزاز سياسي فهو درء للعورات التي تنهش في جسد القضاء لثلاثين عاما من الضعف الفني إلي التعامل مع الأجهزة الأمنية إلي العمل في البزنس العقاري والتجاري عن طريق اسماء مستترة ناهيك عن تعاطي المخدرات والمسكرات ، أما السادة ضباط الداخلية فقد تواروا بعد ( العلقة المظبوطة ) التي أخذوها على ( قفاهم ) ومن عاد منهم للعمل فهو من لا بزنس له أما الباقين فلا يحتاجون إلي مرتب الداخلية حتي يتحملوا نظرات الكرامة في أعين المواطنين فهم بشوات اولاد بشوات ولا يحتاجون لخمسة آلاف جنيه شهريا ( دي أجرة الجنايني ) .
- ولما كان الجيش موكول به ادارة البلاد فمن غير المعقول أن ( يطلع من المولد بلا حمص ) فهو أيضا له مطالب فئوية أستمد شرعية المطالبة بها من يحيي الجمل الفكيه الدستوري ومن علي السلمي أحد فلول الحزب الوطني والذي كان لاجئا حزبيا لدي حزب الوفد ( لحد ما تفرج واهي فرجت ) ، يحاول السادة في الجيش الآن أن يكرسوا لسيادتهم علينا ولم يدركوا أن جهلهم يثير سخريتنا ، وأن لغتهم المتوعكة صحيا تضحكنا بقدر ما تقلقنا على الجيش المصري ومعيار الكفاءة فيه كما أن الشهادة التي ادلي بها مشيرهم كانت كافية لنعرف أن حسني مبارك ما زال بيننا ، يحكمنا ولكنه يغمض عينيه حتي لا يري وجوهنا العكرة .
- إنتبهوا أيها السادة ..... فقد انتهي زمانكم .

رائع كعادتك دائما اخي الحبيب الاستاذ محمود
هل صحيح وجوهنا عكرة,,,,,,,,,,,,,,,,,؟
تقبل مروري وتحياتي

بارك الله فيك يا أستاذنا الفاضل دا بعض ما عندكم
والله انا مش عارف هو مغمض ليه مش عايز يشوف نظرة الكرامة في عيون الناس

تحياتى يا مستشار
الان وقد انفضت الجنازة وانتهى زمن العسكر ولا عزاء للسيدات
بس اخواننا المدنيين برده يا مستشار لسه عمالين يلعبوا فى الزراير ومش عارفين الحكاية اخرها ايه يعنى الجنازة هتبقى مولد

قشدة

أخي الحبيب محمد عز العرب مشكور على المرور الكريم ، أنا عندي يقين بالله أنه سوف يهزم الجمع ويولون الدبر ولكن ذلك ربما ذلك يحتاج منا جميعا في الداخل والخارج إلي فهم الأمور جيدا والصدق مع الله وإن شاء الله ربنا ينصرنا على الفلول فل فل .
أخي الحبيب محمود سعد جزاكم الله خيرا على المجاملة الرقيقة كعادتكم دائما