اللى فى صورة ده برسيم للى مش عارف
في اثناء تصفحي صادفتني هذه المذكرات
مذكرات يوميات امرأه من الارياف وعن نفسي باحب الريف
لدرجه رهيبه فشدني العنوان فقرات اليوميات فوجت
انها تحكي قصة اغلبيتنا فاحببت ان تشاركوني
هذه اليوميات وسوف انقلها لكم على اجزاء
وبطلة هذه اليوميات امراه اسمها عايده
لقد اعجبت بشخصيتها وتمسكها بعاداتها وتقاليدها الريفه
البسيطه فلنبدا بالجزء الاول
فى مثل هذا اليوم منذ عام قررنا الذهاب لقضاء يوم او اثنين
فى مسقط رأسى والمكان الذى شهد لحظات ولادتى
وبعض من طفولتى واليكم ساحكى بعض الذكريات
وعزرا لو كان هناك عدم فهم للغه فهى اللغه الريفيه
التى كنت اتحدثها جيدا
وصلنا البلد وقررت وبعد الغداء قررت اصطحاب اولادى وزوجى واخى الغيط
فقد اشتقط ان اعانق الزرع وارفرف كا الفراشه مثلما كنت طفله
وصلنا الارض ولقيت عمى قاعد بيحش برسيم
ابتسمت وبعد ما سلمت عليه طبعا انشغل بالترحيب بينا
قلتله عمى ممكن اخد مكانك شويه مات على روحه من الضحك
وقالى اخوكى السنه اللى فاتت لسه يدوب بيمسك المنجل
عور ايديه الله يخليك انت جايه تتفسحى بلاش
ابتسمت وقلتله طيب ما انت عارف انى ياما زمان مسكت المنجل
وحشيت فدادين
ضحك بصوت عالى وقالى يا عايده ده كان زمان دلوقتى اكيد نسيتى
انت عايشه فى البندر بقالك سنين
وبيبنى وبينى نفسى قلت لكن بيشدنى الحنين
جايز عشت فى البندر وقابلت كتير وشفت كتير
لكن لسه بيشدنى الحنين للمنجل والغيط جايز البندر
ما قدرش ينسينى اهم واغلى حاجتين ماسكه المنجل والقلم
هما دول اهم شيئين برعت فى الحفاظ عليهم
وبسرعه قبل ما يوصلنى الرد قلعت الجاكت الللى جى هديه
من امريكا ورميته على الارض
وقلعت الجزمه اللى بشء وشويات هههه
وقعدت على ركبى بالبنطلون الجنس وسماعات الاى باد لسه فى ودانى
ومسكت المنجل وفى دقايق حشيت برسيم كتير
واستغرب عمى وقالى ياه انت غلبتينى
انا كنت فاكرك هتحشى البرسيم زى اخوك من النص
ده انتى قرتى علييه اكتر منى وابتسمت لما شفت علامات الانبهار
من زوجى واولادى واولاد عمى واخواتى
فهم يعلمون جيدا اننى اكثرهم براعه من صغرى ولكنهم لم يغلموا
ان البراعه لاتأتى من فراغ
وعدت بالذاكرة للماضى
كنت طفله لا تتعدى الثامنه من عمرها مهمتها اليوميه
التى لا تتغير ان تاخذ البهائم وتذهب للغيط
تسقىهم من الترع وتحش لهم الذرة والبرسيم وفى الايام
التى لا يوجد فيها زراعه تجهز الدريس والعلف وتحملها
معها على الحماره لاطعام بهائمها
ولكنها ذات يوم من ايام أمشير البارده
كانت تركع على ركبتها تحش البرسيم فى اجتهاد
وكانت السماء تنهمر بامطار لم تراها سابقا
وكانت ترتدى جلبيه ريفيه باليه وتشعر بالبرد
والخوف وفجأة قطع المنجل كفها وانهمرت الدماء
بغزارة لتغتلط بالمطر وهى تبكى وتبكى
وهى وحيدة والبيت يبتعد عن الغيط بساعات
ماذا تفعل وهى لا تملك غير البكاء
ورقت لها السماء وكانت تمر امراه تسحب بهائمها
عائده لبيتها هربا من البرد والمطر والرياح
وجرت عليها واحتضنتها وامسكت بقطعه كبيرة من
الطين وكتمت بها الجرح
وقالت يلاه قومى نروح
رديت طيب خالى ممكن يزعقلى ويقولى ليه رجعتى
قالت لا لن يفعل وعدت معها رغم خوفى وحتى اليوم
مازال الجرح تاركا اثره على كفى
فرق كبير بين اليوم وامس
سبحان الله