الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وعلى اله وصحبه ومن تبع هديه .
لقد كانت خطه مدروسه من البدايه , شاهدناها جميعا وعايشنا بنودها الخبيثه الماكره وهى تطبق بندا بندا , بعد ان تم طبخها باتقان فى مطابخ صنع القرار الامرواسرائيليه , التى لايخرج منها ابدا الا طعاما مسموما , وحقائق التاريخ تشهد بذلك , مهما حاولوا تعليب طعامهم الفاسد المسموم , بعلب ذات اشكال والوان جذابه , ومهما حاولوا لفه وتغليفه وتزيينه باوراق السيلوفان الاعلاميه اللامعه الشفافه .
ورطوا الرئيس اولا واغروه بالمال والفخامه , واظهروا له استعدادهم الكامل لحمايته ليستمر فى السلطه , وهم كما يعلم هو اصحاب السطوه والقوه , واستدرجوه حتى زلت قدمه وغاص فى كل ماهو فاسد , ثم هددوه بالفضيحه امام شعبه , ليضمنوا ولائه التام لهم وخنوعه , وكذلك فعلوا بابنه وريثه وزادوا .
بل ومن خلال الرئيس الخائن لنفسه ودينه وبلده , وعلى مدار سنين حكمه , اختاروا له بعنايه مدروسه قيادات حكمه , وعلى راسهم قيادات الجيش الرئيسيه , وبدأوا فى توريطهم بنفس القدر , والايام القادمه ستثبت حجم التوريط المهول الذى ورطوا به قيادات المجلس العسكرى .
لعلى تعمدت هذه المقدمه فقط ليعلم الواهمون عاشقى الدنيا كارهى الموت ومن سواهم , انه بنفس القدر الذى يستحيل فيه عودة المارد الاسلامى الى محبسه فى القمقم , فان هذه القيادات هى الاخرى من المستحيل ان ترضى بالدخول فى قمقم المحاسبه والمسائله والمحاكمه , حتى لو كان الثمن احراق مصر بمن عليها ومن حولها , من اجل هذا فالمواجهه شبه حتميه .
كيف يفكر المجلس العسكرى ومن معه الان ؟؟؟
هذا هو السؤال الذى يشغل بال الكثيرين , وخاصة عاشقى الدنيا كارهى الموت , ولا اظن ان الامر يحتاج منى الدخول فى تفاصيل الفتره الماضيه , فالجميع سمعوا وشاهدوا تطورات الاحداث , ولكن الامر يستدعى ان نشير الى تفكير المجلس العسكرى ومن يخططون له ويساعدونه .
ضربه امنيه شامله وسريعه فى فتره وجيزه قصيره
فاما ان تكون ضربه على شكل الضربه التى تم توجيهها لنصارى الاقباط , ولكن بتاثير اوسع واكبر , تكون كفيلة ببث الرعب فى قلوب الاسلاميين خاصه , وبهذا يستطيعون بناء جدار الخوف واعادته الى سابق عهده بل يزيدون فى بنيانه .
واما ضربه امنيه شامله وفى وقت واحد وسريع , تتمثل فى القبض على كل قيادات التيارات الاسلاميه المؤثره , من افراد الصف الاول والثانى , مع تعمد تسريب اخبار اعلاميه تشير الى اعدام بعضهم او تعذيبهم , وذلك ايضا لبث الرعب فى قلوب الباقين ايا كانوا .
(وكسر شوكة التيار الاسلامى سيكون وحده كفيلا بكسر شوكة من هم دونهم ايا كانوا)
يسبق هذا كله ويصاحبه , صناعة حجه امنيه , يفرضون بسببها الاحكام العرفيه , التى تعطيهم كل الحق فى الافراط فى استخدام القوه , واستطيع ان اجزم ان المجلس العسكرى , قد اخذ الضوء الاخضر من امركاالاسرائيليه وذيولها , لتنفيذ هذه الخطه , وضمن تغطيه كامله على اى جرائم او مجازر قد يرتكبها .
والشئ الواجب ذكره فى هذا المقام , ان مقولة انكسار القوه الامنيه , ماهى الا خدعه , تعمدوا تسويقها وتغذيتها اعلاميا , لكى تترسخ فى مفهوم وعقول الاغلبيه , ليضمنوا نجاح الضربه الامنيه السريعه الخاطفه القويه المفاجئه .
فالقوه الامنيه كما هى بل زادت فى عددها وعدتها ومعنوياتها التى رسخوا فيها , اما نحن واما طوفان الاسلاميين الذى سيذبحكم , وعلى هذا فاتمنى الا ننخدع بمقولة انهيار او انكسار القوه الامنيه .
وهنا اوجه اللوم للقوى الاسلاميه التى لم تستطع ايصال رساله تطمين قويه بضمانات فعليه لافراد القوى الامنيه وفتح مجارى اتصال بهم , بل ووقعوا فى فخ تعميق الهوه بينهم وبين القوى الامنيه !!!!!
مم يخاف المجلس العسكرى ؟؟؟
المجلس العسكرى يخاف مما كان يخاف منه الرئيس السابق ونظامه , المجلس العسكرى يخاف الجيش المصرى نفسه , لانهم يعلمون ان حقائق الامور تشير بوضوح الى ان الجيش المصرى هو الشعب المصرى , ويعلمون جيدا ان اى مواجهه يحضرون لها لابد وان تكون خاطفه وسريعه , واكرر لابد وان تكون سريعه وخاطفه وشامله فى وقت واحد تقريبا , لان اى اطاله لفترة المواجهه , حتما ستؤدى الى نتائج عسكيه تماما , وهم يحضرون للاستعانه ببعض الوحدات العسكريه من داخل المدن , لمساندة القوه الامنيه , وحدات عسكريه تم تكثيف الجانب المعنوى لها فى الفتره الماضيه .
ولكن ؟
هل فكر المجلس العسكرى ومن يسانده , فى ردة الفعل الاسلاميه والشعبيه ؟؟؟
نعم فكروا جيدا وعملوا فى الفتره الماضيه على ضمان تجريد الاسلاميين من اى سلاح , بمراقبة لصيقه للوضع الداخلى , ومراقبه لصيقه للحدود لضمان عدم وصول اى سلاح لاى قوه داخليه وخاصة القوى الاسلاميه , وهذا تماما ما كان يفعله الرئيس السابق , ليضمنوا تعرية هذه القوى من اى سلاح , بحجة المحافظه على الوضع الامنى , الا من سلاحهم , وهنا اود ان اشير الى ان المجلس العسكرى لابد وان يكون من ضمن خططه استخدام الطيران الحربى ضد المدنيين , تماما كما استباحوا دماء اكثر من ستة الاف جندى فى احداث تمرد الامن المركزى .
خطأ فى التقدير !!!!!
وهذا الكلام فقط لارشيف التاريخ , ولعله يوعظ به الان قبل انفلات الامور وقبل المواجهه .
ان القوى الاسلاميه سيتم غربلتها بسبب خنوع بعض قياداتها وانبطاحهم وتواطئهم , وسيخرج منهم كما هو حادث الان ,اناس كثيرين ممن باعوا الدنيا وممن ستجبرهم تطورات الاحداث على بيعها من اجل دينهم ومن اجل تطبيق شرع خالقهم كما امرهم , وهؤلاء هم المصريون , عندما يخنعون مجبرين لاتحس لهم فعلا , ولكن المخلصين منهم اذا قاموا لايستطيع احد ولا قوه بشريه ايقافهم .
ولن تكون المواجهه قويه ومؤثره الا اذا سبقها تمايز واضح وعلنى , لكى لايعيق انتصار المخلصين احدا من ابناء جلدتهم الذين يتحدثون بالسنتهم .
وتذكر ايها التاريخ كما تذكرت فى الماضى بطولاتهم