عمم الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين رسالة إلى الصف الداخلى بالجماعة، وصف فيها نزول الإخوان إلى ميدان التحرير بـ"المفسدة الأكبر"، واستدراج لتعقيد المشكلة وليس حلها.
وأكد بديع أن الجماعة ترقب المشهد الذى يحدث فى مصر وتجمع حوله كل المعلومات الصحيحة والدقيقة وتحقق تطبيق فريضة الشورى مع كل أهل الرأى والنصيحة الصادقة.
وأضاف بديع: "مما ظهر من معلومات أكيدة وجدنا تكرار السيناريوهات ووجدنا أن قوى داخلية وخارجية لا تريد لمصر أمناً ولا استقراراً ولا نهضة تستغل مشاعر الشعب المصرى الطيبة لإثارة الفتن والصراعات، والأمثلة كثيرة".
واعتبر بديع أن هذا الأمر يتكرر فى كل مرة تحدث فيها فعالية، وتحقق تآلف وتوحد الشعب المصرى وإصراره على نقل السلطة فى موعدها، مشيرا إلى أن أول خطوات ذلك هو مجلس شعب حر منتخب لأول مرة فى تاريخ مصر.
وقال بديع: "وجدنا عراقيل وعقبات توضع عن عمدٍ أمام ذلك، وللأسف لاحظنا أن المجلس العسكرى يتغير أداؤه بشكل سلبى كلما اقتربنا من الانتخابات"، مشيرا إلى أن ما حدث فى الأيام الأخيرة يؤكد أن البطش والوحشية والقتل والاستفزاز المتعمد بمثابة سياسة ممنهجة ولا يمكن أن تحدث إلا بتوجيهات، ودلل على ذلك بعدم المحاسبة أو المعاقبة فى المرات السابقة لنفس المجرمين ونفس المحرضين.. بل وتوجيه الشكر لوزارة الداخلية على ما قامت به فى كل هذه الجرائم.
وقال بديع: "وصلتنا العديد من الرسائل والطلبات بإلحاح أن ينزل الإخوان للميدان لإنقاذ هؤلاء الجرحى والمصابين والدفاع عنهم وهذه مشاعر عاطفية نبيلة، ولكننا أمرنا أن نقدم دفع المفاسد على جلب المنافع وإعمال مقتضيات العقل والحكمة لدفع مفسدة أكبر مترتبة على نزول الإخوان بكثافة للميدان، لأن هذا يعد استدراجاً لتعقيد المشكلة وليس حلها"، مشيرا إلى أن الإخوان اختاروا هذا الاختيار رغم أنه قد يعرضهم لهجوم متعمد.
وأضاف: "ليست مصالحنا هى التى تهمنا، ولكنها مصلحة الوطن مهما أصابنا، وتاريخنا كله قديماً وحديثاً يشهد بهذا".
واعتبر بديع أن هذه المشكلة كان من الممكن حلها عن طريق سحب القوات وأمرها بعدم الاعتداء على الشباب المعتصم من أبناء هذا الوطن وهذه الثورة، الذى يقوم بمطالبته بحقوقه وحقوق ثورته بطريقة سلمية، مؤكدا ان هذا هو حقه الذى زاد استحقاقه له بعد الثورة المباركة.
وأكد بديع أن الجماعة تسعى الآن لتحقيق حماية المتظاهرين بأقل الخسائر. كما أشار إلى أنه قد تم الاتفاق مع العديد من القوى الوطنية والسياسية على مواقف وإجراءات محددة سيعلن عنها فى حينها بحسب قوله.
وأشار بديع إلى أنه سيتم الاتصال بالمسئولين لتحميلهم أمانة أرواح المتظاهرين وأنها فى أعناقهم، وأضاف: "نحن نشارك كما كنا وسنظل مع كل المخلصين لحماية هذا البلد وهذا الشعب العظيم وهذا الشباب الوطنى المخلص".
وتعمد بديع أن يستشهد فى رسالته بأركان بيعة الإخوان وأقوال الإمام البنا مؤسس الجماعة، حيث أكد أن أركان البيعة هى العاصمة بإذن الله من الذلل فى القصد والهدف والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره، موضحا أن الشورى الملزمة بعد جمع كل المعلومات الصحيحة والدقيقة هى المنهج الذى عاهد الإخوان الله على الالتزام به فى اتخاذ القرارات.
وأوصى بديع الإخوان فى مثل هذه الأحداث والفتن بحسب تعبيره بمزيد من اللجوء إلى الله والإكثار من الصلاة والصيام والقيام والدعاء والقنوت والإلحاح فى الدعاء.
ونقل فى ختام رسالته نصيحة الإمام البنا مؤسس الجماعة التى قال فيها: «الجموا نزوات العواطف بنظرات العقول وأنيروا أشعّة العقول بلهب العواطف، والزموا الخيال صدق الحقيقة والواقع، واكتشفوا الحقائق فى أضواء الخيال الزاهية البرّاقة، ولا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة، ولا تصادموا نواميس الكون فإنها غلاّبة، ولكن غالبوها واستخدموها وحولوا تيارها، واستعينوا ببعضها على بعض، وترقبوا ساعة النصر، وما هى منكم ببعيد".
حفظكم الله وحفظ مصرنا الحبيبة ورد كيد كل كائد إلى نحره، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.