بسم الله الرحمن الرحيم :
سئل أحد علماء السلف وهو النضر بن شميل رحمه الله: ما الارجاء؟ فأجاب (الارجاء دين ترضاه الملوك) فلله دره فوالله لقد أصاب كبد الحقيقة
قامت في مصر ثورة مباركة في 25 يناير لإسقاط طاغوت مصر مبارك المخلوع لكن للأسف الشديد ائتمن الشعب الطيب على هذه الثورة المباركة مجلس التسعة عشر أو مجلس العسكر وهم شركة من الطواغيت تربوا على يد سيدهم مبارك وانقضت أعمارهم في تثبيت نظام ملكه وتنفيذ مخططات الكفر العالمي المعروف بنظام كامب ديفيد ..... فلما قامت الثورة المباركة اختطفوها وخدروا الشعب المسكين الذي خدعوه بأنهم حماة الثورة وأنه لا نية لديهم في البقاء في السلطة وأنهم يسرعون الخطى لتسليم السلطة والعودة لسكناتهم لحماية حدود مصر وثغورها ( هكذا زعموا)
أيها المسلمون... لقد قرر الكفر العالمي منذ 70سنة انهاء الاحتلال العسكري المباشر لمصر وسائر الشعوب الاسلامية ( نظرا للكلفة الضخمة من الأرواح والأموال التي يتكلفها هذا النوع من الاحتلال) واستبداله باحتلال غير مباشر بحكام خونة من بني جلدتنا يتسمون بأسمائنا ويتكلمون بألسنتنا ويزعمون أنهم مسلمون ينفذون سياسات ومخططات الكفر العالمي (وهذا النوع قليل التكلفة لا يكلفهم إلا قليلا من الدولارات كرشاوي لعملائهم وكلابهم الذين يحكمون الشعوب المسلمة المقهورة المغلوبة على أمرها)
وطبعا لابد أن تكتمل الحلقة والحبكة والمؤامرة حيث أنه سرعان ما سيكتشف أمر هؤلاء الخونة من حكام الردة وسيثور الناس عليهم ويخلعونهم فكان لابد من تجنيد سدنة لهم من علماء النفاق وأدباء التسول وفقهاء الانبطاح وأئمة الخذلان والتراجع يدلسون على البسطاء من المسلمين ويصفون لهم هؤلاء الخونة بأنهم ولاة أمر تجب طاعتهم ويحرم الخروج عليهم ويصفون المجاهدين والأحرار بأنهم خوارج ودعاة فتنة ودعاة صدام وأنهم سيجرون على الأمة الويلات وسيعرضونها إلى ما لا طاقة لها به.!! ويقولون لهم إن الانبطاح هو الحكمة فانبطحوا يرحمكم الله.....وهكذا نجح الكفر العالمي في احتلال الأمة وتغييب هويتها واستعباد أهلها واسغلال ونهب ثرواتها بتكلفة لا تكاد تذكر مقارنة بكلفة الاحتلال العسكري المباشر
ففتشوا فوجدوا ضالتهم المنشودة في أهل الارجاء من أدعياء السلفية ( والسلفية منهم براء) وإخوان البرلمان يتفاوتون في إرجائهم ووسائل استقطابهم .... يستقطبون بعضهم بالترهيب وأخرين بالترغيب.... بعضهم بالأموال كالقوصية والجامية والمدخلية وبعضهم بتلميعهم والثناء عليهم ووصفهم بأنهم أهل الاعتدال وأهل الاسلام الحق القائم على الحوار وقبول الأخر والبعد عن العنف والتطرف وسياسة الاقصاء من خفافيش الارجاء من أدعياء السلفية وإخوان وعباد البرلمان المنتكسين المرقعين للطواغيت والمشغبين على المظلومين والمجاهدين... فابتلعوا الطعم وفقدوا البوصلة وزين لهم إبليس إسلاما مسخا مشوها يتبرؤن فيه من الحق وأهله ويوالون الباطل وأهله ويتحاشون إغضاب الطواغيت بل يتزلفون إليهم ويسارعون إلى إرضائهم لا ينطلقون من مصلحة شرعية أو حتى دنيوية وإنما من مصلحة حزبية وميكافيللية وانتهازية
لم أستغرب كثيرا حين سمعت تلك الكلمات التحريضية على قتل شباب الميدان .. واسمعوا تلك الكلمات ( إن هؤلاءالذين نزلوا في الميدان واستفزوا جنود وزارة الداخلية هم أصحاب أجندات خاصة يريدون إحداث الفوضى في مصر وجرها إلى حالة من العبثية وليس لهم أي أهداف مشروعة إنما هدفهم الحقيقي هو تأجيل الانتخابات وذلك لخوفهم من نتيجتها... دعونا من العنف وثقافة الصوت العالي وتعالوا معا لنتحاكم إلى الصناديق )........... ليس المتحدث هو الطاغوت عمر سليمان وإنما هو المدعو ( د أحمد أبو بركة ) القيادي والتمتحدث باسم الاخوان المسلمين ( أو إخوان البرلمان).......................................................................
وكأن الانتخابات هي الخلافة الراشدة أو البعث الاسلامي المنتظر!!!
ألا سحقا لكم أيها الخفافيش من أدعياء السلفية وإخوان وعباد البرلمان ... ترقعون لطواغيت المجلس العسكري وتعينوهم على المستضعفين من شباب الميدان....ذلك الشباب الذي خرج من أجل رد المظالم... خرج من أجل إزاحة طواغيت مبارك الذين يحمونه ويتسترون على فساده وفساد نظامه ... ويتواطئون على تهريب أموال الشعب المسكين..ويشيعون الفوضى والانفلات الأمني حتى يجعلوا الناس تتحسر على عهد مبارك الذي كان يوفر لهم الأمن......
هذا المجلس العسكري الذي مازال يصدر الغاز لاسرائيل ويترك شعبه يقتل في التزاحم على أنابيب الغاز....................................................................................................
هذا المجلس العسكري الذي حبس إخوانكم في المركز الاسلامي لمقاومة التنصير وترك النصارى يسبون ديننا ونبينا ويخطفون بناتنتا من المسلمات.......................
هذا المجلس العسكري الذي تواطأ على قتل جنوده على يد قطعان النصارى أمام ماسبيرو
هذا المجلس العسكري المتواطئ مع المفسدين من كلاب وجلاوذة النظام المخلوع في قتل إخواننا في التحرير والاسماعيلية والاسكندرية والسويس
هذا المجلس الذي يسعى لتغييب هوية مصر الاسلامية من خلال يحيى الجمل والسلمي وغيرهم ممن يتسمون بفقهاء القانون الدستوري
يا أيها الخفافيش .... كفاكم ترقيعا للطواغيت وموالاة لهم وتحاكما إلى دساتيرهم وقوانينهم ودخولا في مجالس تشريعتهم وصروح ردتهم
يا أيها الخفافيش ... لقد فتنتم المستضعفين من شباب الميادين وتركتموهم لقمة سائغة للأحزاب العلمانية والكفرية بدلا من أن تقودوا الثورة بأنفسكم وتحتووا هذا الشباب المسكين المظلوم وتستفيدوا من طاقته وقوته وترفعوا راية إسلامية خالصة تهدم كل قيم الجاهلية من تصورات وأليات
يا أيها الخفافيش ...كفاكم تغليبا لمصلحتكم الحزبية الضيقة على مصالح دينكم وأمتكم
يا أيها الخفافيش... دماء الشهداء في رقاب مجلس العسكر وفي رقابكم.. فى رقاب محمد بديع ومحمد مرسي ومحمد البلتاحي وأحمد أبو بركة وغيرهم من إخوان البرلمان وفي رقاب محمد حسان ومحمد عبد الملك الزغبي وياسر برهامي وعبد المنعم الشحات ومن رضي بقولهم وبتحريضهم على قتل المتظاهرين وتواطئهم مع المجرمين من أجل مصالح حزبية ضيقة
إنها الميكافيللية القائمة على المصلحة والانتهازية والأنانية
يا شباب الاسلام... إن هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ أمتنا لا يجوز فيها الحياد
فكونوا للحق جنودا ولا تفتتنوا بهؤلاء الخفافيش من إخوان البرلمان وأدعياء سلفية الارجاء والتخاذل وموالاة الطاغوت والترقيع له باسم الدين مهما كان هذا الطاغوت
فلله در النضر بن شميل حين عرف الارجاء بأنه دين ترضاه الملوك!!!