تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))



 
شباس أونلاينالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راجى عفو ربه
راجى عفو ربه



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))  Studen10

العمر : 38

عدد المشاركات : 354

تاريخ الانضمام : 29/09/2010

تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))  C13e6510

السيرة النبوية

تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))     6/12/2011, 4:30 pm


قبل أن نكتب أي كلام في هذا الشأن نرجو من القارئ الكريم التأني وعدم التعجل في الرد، أو النظر إلى هذا الموضوع على أنه دعوة لإحداث فتنة طائفية أو اعتداء على النصارى، فليست هذه بغيتنا نهائيًا، ولكننا في صدد النصح للمسلمين في أمرٍ يخرجهم من ملة الإسلام كما سنبينه بإذن الله تعالى، ولكن لما تساهل الناس في ترديد هذا الشعار، ولما رسمه وما يزال يرسمه الكثيرون على صفحات الجرائد، وعلى لوحات الإعلانات وغير ذلك، ظنًا منهم أنهم بذلك يُبدون سماحةً مع النصارى في التعامل بدون عصبية، فكانت النتيجة أن انتشر هذا الشعار وردده ورسمه كثير من الناس رغم كونه يخرجهم من ملة الإسلام، وحتى لا نُطيل في المقدمات فإننا نذكر للقارئ الكريم الآتي:



1- الصليب شعار لدين النصارى المحرف، حيث إنهم يزعمون أن المسيح عليه السلام قُبض عليه ثم صلبه الرومان على صليب خشبي ودقوا في يديه ورجليه مسامير من حديد وألبسوه تاج الشوك الحديدي ثم طعنوه حتى مات (مات ابن الإله عندهم) ثم أنزلوه إلى قبر ظل فيه ثلاثة أيام ثم صعد إلى السماء ليجلس عن يمين الرب!!.
فالصليب إذن يمثل ويجسد دين النصارى المحرف، وهذا معنى يختلف مع الإسلام تمامًا، فإن الله سبحانه قال في كتابه العزيز: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً}(النساء:157-158)
إذن فالله سبحانه وتعالى ينفي في كتابه العزيز قصة الصليب {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ} حيث ألقى الله شبه شكل عيسى على أحد أتباعه فُصلب بدلًا منه، وسوف نذكر بإذن الله بعد قليل ما يدعم كلامنا من الإنجيل ذاته، ولكن المقصود أن نذكر أن الله سبحانه نفى مسألة الصلب والقتل لعيسى عليه السلام، ونفى سبحانه وتعالى ألوهية عيسى عليه السلام فهو نبي من الأنبياء وليس ابنًا لله ولا جزء من الإله، ولا ثالث ثلاثة كما يقول النصارى (باسم الآب والابن والروح القدس إله واحد) ونحن نقول لهم وللجميع إن الله سبحانه قال في كتابه العزيز: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}(التوبة:30). إذن الخلاصة أن اليهود والنصارى كفار ويضاهئون أي يشابهون قول المشركين الذين زعموا الصاحبة والولد لله سبحانه، وكما ذكرنا أن الصليب شعار النصارى ويمثل عقيدتهم التي نفاها الله سبحانه في كتابه.
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل نجد النصارى يعظمون الصليب ويلبسونه ويحلفون به ويضعونه في كنائسهم وعلى صدورهم وتحول الصليب إلى أكبر وأشهر شعار لهم. مع أننا سنسألهم سؤالًا هامًا: هل هناك أي مدح للصليب في الإنجيل؟ أو أي كلام للمسيح يمدح فيه الصليب؟ والجواب الذي يعلمه الجميع أنه لا يوجد أي قداسة أو مدح للصليب في الإنجيل أو في كلام المسيح أو غير ذلك، ولكن غاية الأمر أن الصليب هو آلة التعذيب التي زعموا أن المسيح عليه السلام صُلب عليها، يعني بتعبير آخر: الصليب عندهم رمز تاريخي لشيء قذر، فإن أي عاقل يقول: إنني لو ضربني شخص بسكين أو كرباج فهل من العقل أن أحتفظ بالسكين أو العصا أو الكرباج وأجعله رمزًا لي وأعلقه في بيتي وعلى صدري وأضفي عليه صورة التقديس والتعظيم؟! لا شك أن أي عاقل يأبى عقله هذه الخرافات وهذه الأفكار الشاذة، ولذا فنحن نقول للنصارى: لو أن المسيح عليه السلام -على حد زعمكم– قُتل حقيقة ولكن بالوضع على الخازوق –مثلًا– فهل كان كل منكم سيعلق خازوقًا فوق صدره وفي بيته وفي كل مكان؟! إننا نخاطب العقلاء من النصارى لمراجعة هذا الأمر، ونخاطب العوام الذين ينسبون أنفسهم للإسلام ويعلقون شعار الهلال مع الصليب ويرددونه قائلين (يحيا الهلال مع الصليب) ونقول لهم إن مفاد قولكم: (يحيا الكفر مع الإسلام)، وإن أصررتم فلا عقل عندكم نخاطبكم به، فضلًا عن دين صحيح.
2- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى الصليب وثنًا كما في الحديث أن عديًا بن حاتم رضي الله عنه كان نصرانيًا ثم أسلم فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم -عندما كان نصرانيًا- وكان في عنقه صليب من ذهب، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الوَثَنَ»([1]). إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى الصليب وثنًا، فمن علقه فقد علق وثنًا وأشرك بالله.
3- قال القاضي عياض المالكي –رحمه الله-: "وكذلك نُكفر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر وإن كان صاحبه مقرًا بالإسلام مع فعله ذلك الفعل كالسجود للصنم وللشمس والقمر والصليب والنار، والسعي إلى الكنائس والبِيع([2]) مع أهلها، والتزيي بزيهم من شد الزنانير([3]) وفحص الرؤوس([4]) فقد أجمع المسلمون أن هذا لا يوجد إلا من كافر، وأن هذه الأفعال علامة على الكفر وإن صرح فاعلها بالإسلام .."([5])
إذن نستنتج من هذا الكلام التالي:
- حصل الإجماع على تكفير كل من فعل فعلًا لا يصدر إلا من كافر كما رأينا في قول القاضي عياض –رحمه الله-: "وكذلك نكفر بكل فعل أجمع المسلمون أنه لا يصدر إلا من كافر وإن كان صاحبه مقرًا بالإسلام ..إلخ" والصليب هو شعار النصارى الذي يعبر عن عقيدتهم المحرفة والتي تزعم أن المسيح عليه السلام قد صُلب ومات ودفن ثم قام مرة أخرى، بينما نحن كمسلمين نؤمن أن المسيح عليه السلام رفعه الله إليه، وأنه سينزل في آخر الزمان وسيحكم بالإسلام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية عن أهل الكتاب حيث لن يقبل إلا الإسلام، وهذا كله ثابت في القرآن والسنة المطهرة الثابتة كما قال تعالى: {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ}(النساء:158) وقال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً}(النساء:157) وقال عن إيمان النصارى به على الحقيقة أي بأنه رسول وليس إلهًا وإشارة أيضًا إلى أن نزوله في آخر الزمان حيث قال تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً}(النساء:159) فقبل موت عيسى عليه السلام سيؤمن به عدد من أهل الكتاب على أنه رسول من عند الله وذلك عند نزوله في آخر الزمان كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ»([6])، وذلك لأنه لن يأتي بدين جديد بل سيتبع دين الإسلام كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ملحوظة: نحن كمسلمين لا نذم ولا ننتقص المسيح ابن مريم عليه السلام بل نقول عنه إنه رسول من عند الله وإنه من أولي العزم من الرسل، وهم أفضل الرسل عليهم السلام، ولكن ننفي ألوهية المسيح، فالله سبحانه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والله سبحانه يقول: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ}(المؤمنون:91)، ونحن كعموم لا نثبت الألوهية لأحد إلا الله سبحانه، ولذا وجدنا النبي صلى الله عليه وسلم يحذرنا قائلًا: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ»([7])، وحتى لا نخرج عن موضوعنا نعود فنقول..
4- تعليق الصليب تشبّه بالنصارى في أمر مكفر، والرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث: «.. وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»([8]).
وهذا التشبه قد يكون تشبهًا مطلقًا وقد يكون جزئيًا، فإذا كانت المشابهة معهم بإطلاق في كل شيء –أعني التشبه بالكفار- فهي مشابهة مكفرة، وإن كانت في أمر جزئي فهو بحسب نوع التشبه: فإن كان مشابهة في خصيصة من خصائص دينهم أو شعار مكفر أو أمر مناقض للإسلام .. فهو كفر، وإن كانت المشابهة في معصية أو بدعة غير عقائدية أو شكل ظاهري أو شيء مباح ..إلخ فلها تفصيلها بحسب نوع الشيء المتشبه فيه فقد يكون التشبه كبيرة أو معصية أو مكروه ..إلخ.
وعلى ضوء هذا فالمشابهة بهم في تعليق الصليب مشابهة في خصيصة من خصائص دينهم حيث يمثل الصليب رمزًا لصلب المسيح عليه السلام، كما تزعم النصارى، وهذا يعني الكفر من معاني عدة وهي:
أ‌- أن إثبات الصلب منافٍ للقرآن الكريم كلام الله سبحانه حيث نفى الله عز وجل الصلب فقال سبحانه: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ}(النساء:157).

ب‌- أن الصلب يعني أن البشر قد تمكنوا من صلب وتعذيب وقتل ابن الإله، وأن ابن الإله قد مات ودُفن ثم قام بعد ثلاثة أيام –كما تزعم النصارى-، وهذا يستلزم بالضرورة موت الله سبحانه لأن ابن الإله عندهم جزء من الله، وهذا كله كفر وتخاريف تستلزم إثبات العجز في حق الله سبحانه، وتستلزم أن الله قد مات جزء منه والعياذ بالله عز وجل –تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا-.

ج‌- أن الصلب يستلزم إثبات الظلم لله عز وجل، فهم يزعمون أن الصلب نزع خطيئة آدم عليه السلام عن البشر، فآدم عليه السلام أخطأ عندما أكل من الشجرة، ثم إن البشر ورثوا خطيئة أبيهم حتى جاء المسيح وصُلب ليحمل الخطيئة عنهم!!
ونحن نقول: إن آدم عليه السلام أخطأ ولكنه تاب من خطئه. كما قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(البقرة:37) وبالتوبة انتهت خطيئته. تمامًا مثل أي معصية تنتهي بالتوبة النصوح والندم. وعلى افتراض ثبوتها فإن الأبناء لا يحملون خطيئة أبيهم ولا جدهم لأن الخطيئة لا تُورث، والذنب لا يُورث. كما قال تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}(الإسراء:15) والعدل يقتضي هذا، فالإنسان لا يؤخذ بجرم غيره، ولا يُعاقب بذنب غيره، فهل إذا كفر أحد الآباء أو قتل أو زنى أو شرب الخمر نعاقب أبناءه ونقول إن الأبناء والأحفاد ظلوا يحملون خطيئة أبيهم؟ لا شك أن هذا ظلم وسفاهة عقل لا يقول به عاقل أو عادل.
د‌- بل إن النصارى عالجت خطيئة آدم بمعالجة أشد خطأً –حتى على زعمهم-، لماذا؟ لأنه وفقًا لكلامهم فإن آدم أخطأ بالأكل من الشجرة ثم إن البشر قد توارثوا خطيئته حتى جاء المسيح وصُلب ليحمل الخطيئة عنهم بهذا الصلب. والسؤال هنا: هل الأكل من الشجرة أعظم أم قتل ابن الإله أعظم؟ إذن على كلامكم فإن معالجة الخطيئة الأولى وهي الأكل من الشجرة كانت بخطيئة أعظم وهي قتل ابن الإله.
ومن جهة أخرى فلماذا حمل البشر خطيئة أبيهم آدم، ولم يحمل الرومان خطيئة قتل المسيح وهي أعظم جرمًا؟ والرومان هم جنس أوربا وأمريكا، وهم المباشرون لصلب وقتل المسيح –كما تزعم النصارى-، ولو قال النصارى بلازم عقائدهم فإنه يلزمهم تكفير الجنس الروماني وأبنائه وأحفاده إلى يوم القيامة، لأن أجداد الرومان هم الذين صلبوا وقتلوا ابن الإله، والأبناء والأحفاد ورثوا الخطيئة كما هو مذهب النصارى الفاسد خاصة أن جريمة قتل ابن الإله أعظم جرمًا من الأكل من الشجرة التي هي معصية مجردة.
والخلاصة: أن الصليب يمثل رمزًا لعقيدة كافرة فاسدة –وهي عقيدة الصلب- والله عز وجل قد نفى الصلب في القرآن، والنبي صلى الله عليه وسلم سمى الصليب وثنًا كما ذكرنا في حديث عدي بن حاتم حين قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الوَثَنَ». والوثن يشمل كل ما عُبد من الجمادات, وبالتالي فإن: (تعليق الصليب هو تشبه بالكفار في أمر مكفر، ويمثل إقرارًا بعقيدة فاسدة تتضمن اتهام الله بالظلم ووصفه بالموت والعجز, وعلى هذا فإن تعليق الصليب فعل مكفر مخرج من ملة الإسلام).
5- النصرانية نفسها يُفهم منها نفي الصليب من نصوص كثيرة، فالنصرانية تُصرح بأن المصلوب ملعون كما ورد في سفر التثنية [22-32]: (وإذا كان على إنسان خطيئة حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة، فلا تثبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك).
ومن جهة أخرى فإن إنجيل (لوقا) وإنجيل (يوحنا) يصرحان بأن المسيح عليه السلام هرب من أيدي الرومان وكيد اليهود فلم يستطيعوا صلبه. تمامًا كما أثبته القرآن الكريم، ففي إنجيل (لوقا) [29-30]: (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه أسفل. أما هو فجاز من وسطهم ومضى) ونفس المعنى عند (يوحنا) [59:8] حيث قال: (فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا) وقال (يوحنا) أيضًا [93:10]: (فطلبوا أيضًا أن يمسكوه فخرج من أيديهم) وفي إنجيل (لوقا) نجد أنه كان هناك شك قوي عند رؤساء الكهنة الذين قاموا بالاستجواب قبل الصلب، وأن الذي قبضوا عليه لم يُصرح تمامًا بأنه المسيح أو يسوع وإليك الآتي: (ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة وأصعدوه إلى مجمعهم قائلين: إن كنت أنت المسيح فقل لنا. فقال لهم: إن قلت لكم لا تصدقوني، وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني، منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسًا عن يمين قوة الله. فقال الجميع: أفأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون إني أنا هو. فقالوا: ما حاجتنا بعد إلى شهادة؟ لأننا نحن سمعنا من فمه)[لوقا22،71:66].إذن فهذه النصوص تؤكد بقوة أمرين:
1- شك المستجوبين في الشخص الذي أمسكوا به هل هو المسيح أم غيره كما ذكرنا آنفًا عنهم: (.. قائلين: إن كنت أنت المسيح فقل لنا) و(فقال الجميع:أفأنت ابن الله؟). إذن كانوا في شك هل الذي أمسكوا به هو المسيح الناصري أم شخص آخر؟

2- الإجابة من الشخص المقبوض عليه تبين نفيه أنه المسيح كما قال لهم: (إن قلت لكم لا تصدقون وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني..) وكذا (فقال الجميع: أفأنت ابن الله؟ فقال لهم: أنتم تقولون إني أنا هو..)[لوقا71:66].
وفي لقاء الشخص المقبوض عليه مع بيلاطس الملك نجد إنكار الشخص المقبوض عليه بأنه هو المسيح، يقول (مرقس): (فسأله بيلاطس أنت ملك اليهود؟ فأجاب وقال له: أنت تقول)[مرقس15-2] ويستطرد لوقا في القول عن هيرودس ولقائه مع ذلك الشخص المقبوض عليه فيقول: (وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدًا لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة، وترجّى أن يرى آية تُصنع منه، وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء)[لوقا23،8-9] ثم: (فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسًا لامعًا ورده إلى بيلاطس)[لوقا23،11-12] ثم: (فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب، وقال لهم: قد قدمتم إليَّ هذا الإنسان كمن يفسد الشعب، وها أنا قد فحصتُ قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه. ولا هيرودس أيضًا لأني أرسلتكم إليه، وها لا شيء يستحق الموت صُنع منه فأنا أُؤدبه وأطلقه ..) [لوقا23،13-16]. وكل هذه النصوص توضح بكل قوة أنه لم يقبض على المسيح وإنما قبضوا على شخص آخر واستجوبوه فاتضح أنه لم يكن المسيح، فلا هو اعترف على نفسه ولا هم تيقنوا من أن المقبوض عليه هو المسيح الناصري. ونكتفي بهذا القدر من أقوال الأناجيل التي تفيد بقوة هروب المسيح عليه السلام من أيدي الرومان وأن التحقيق تم مع شخص آخر، وأن الصلب تم لشخص آخر خلاف المسيح عليه السلام وقد تكفلت عدة كتب ببيانٍ واضح جدًا لهذه المسألة منها كتاب (القصة الحقيقية لخدعة صلب المسيح) لمحمد أبو الوفا.
6- بعد البيان الذي ذكرناه عن الصليب وأنه شعار النصارى الكفار، وأثبتنا عدم صلب المسيح عليه السلام من الأناجيل ذاتها، فهنا نقول للسذج المخدوعين بشعار (يحيا الهلال مع الصليب) إنه لما زار الأستاذ/ فهمي هويدي عام 2000م الاتحاد السوفيتي اصطحبه المسلمون هناك وأطلعوه على العديد من الكنائس في روسيا من عصر روسيا القيصر، وكان موضوعًا على باب كل كنيسة صليب مغروز في الهلال –كعلامة على انتصار النصرانية على الإسلام-، وقال المسلمون لفهمي هويدي إن كل الكنائس في روسيا منذ عصر القياصرة تضع على باب كل كنيسة صليبًا مغروزًا في هلال كعلامة على انتصار النصرانية على الإسلام. نقول هذا للمخدوعين من الناس الذين يظنون أن التعامل بسماحة مطلقة بل التنازل عن أهم خصائص الإسلام يمكن أن يوجِد تعايشًا سلميًا مع أهل الكتاب بينما هم في الحقيقة أو أكثرهم يحملون بغضًا شديدًا للمسلمين، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}(آل عمران:118) فحقًا قد بدت البغضاء من أفواهههم وما تخفي صدورهم أكبر.

7- بعد البيان السابق الذي يوضح بجلاء أن الصليب ما هو إلا شعار مكذوب دخيل على دين النصرانية التي أنزلها الله سبحانه على عيسى عليه السلام، وأنه يمثل مضمون عقيدة كافرة تزعم أن لله ولدًا، وأن ابن الله قد صلب وقتل –تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا-، ورأينا أن الله سبحانه نفى الصلب في القرآن الكريم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى الصليب وثنًا، أن النظرة المدققة في الأناجيل تبين بوضوح عدم حدوث صلب المسيح عليه السلام، وأنه على افتراض ذلك فإن الصليب لن يزيد عن كونه (آلة تعذيب) للمسيح عليه السلام -على زعمهم الكاذب- ليس أكثر.. فمن هنا نقول: إن رفع الصليب أو الهلال مع الصليب كفر أكبر ومن فعل ذلك من المسلمين فهو مرتد خارج من ملة الإسلام ومضمون فعله يدل على إقراره لعقيدة النصارى الفاسدة التي تزعم إثبات الولد لله سبحانه، وأن ابنه صلب وقتل ..إلخ، وهذا كفر بدين الإسلام وتكذيب للقرآن ووصف لله بالنقص والعياذ بالله تعالى، ومن هنا نختم بثلاثة تنبيهات:-

1- إن العلمانيين –دعاة فصل الدين عن الدولة- والمرتدين وأصحاب المذاهب المخالفة للإسلام قد تعمدوا نشر هذا الشعار الكافر (يحيا الهلال مع الصليب) تحت شعار السماحة والتعامل بالحسنى مع أهل الكتاب وقصدوا في الحقيقة هدم دين الإسلام وتمييع ثوابته ولذا جعلوه شعار ثورة 19 في مصر تحت قيادة العلماني (سعد زغلول) -ولنا وقفة معه بعد ذلك إن شاء الله-، وكان من فساد هذا الأمر أن أحد شيوخ الأزهر المتساقطين واسمه (مصطفى القاياتي) حمل الصليب معه ودخل به إلى الجامع الأزهر ووضعه في قبلة الجامع الأزهر، ودعا الحاضرين إلى صلاة ركعتين لله وللصليب معًا في آنٍ واحد على زعمه -أخزاه الله-، ثم إن العلمانيين اليوم يقررون هذا الشعر على طلاب وطالبات الصف الأول الإعدادي في مصر تحت عنوان (الوحدة الوطنية) حيث يقول فيه علي الجارم:

فغدا الصليبُ هلالًا في توحدنا *** وجمَّع القومَ إنجيلٌ وقرآن
وهو بهذا يؤكد ويكرس عقيدة الكفر وعدم التفريق بين التوحيد والكفر، ويُسوّي بين القرآن والأناجيل التي طالها التحريف في أشياء كثيرة، والمصيبة أن العلمانيين يستغلون التعليم لإخراج عقول لا ترى غضاضة في إقرار الكفر والتعايش معه بل اعتقاد الكفر ذاته، وفي المقابل فإن عامة الشعب وعلى رأسه العلماء صامتون تمامًا إزاء هذه الجريمة التي يمكن أن تعصف بدين الإسلام من قلوب أبناء المسلمين، والتي ترتب عليها أن كثيرًا من المنتسبين للإسلام أصبحوا لا يكفرون الكفار.
2- تبين لك مما سبق أن النسبة الساحقة من العلماء –أعني علماء المسلمين- قد تخاذلت عن القيام بأمر دينها وشاركت في مؤامرة الصمت على إفساد دين الإسلام فلم ينبهوا الناس على هذه الأحكام الهامة بل أصبح كل همهم هو إقناع الناس بأن النصارى أهل ذمة ومعاهدون. بل سعى بعضهم إلى المساعدة في بناء الكنائس، ومن المهازل التي عايشناها أنه لما حدث اعتداء على كنيسة القديسين بالأسكندرية نهاية عام 2010م رأينا بعدها اللافتات تملأ شوارع مصر بصورة كبيرة جدًا كلها تضع الهلال مع الصليب. وكان من ضمن من علق هذه اللافتات أناس ينتسبون لدين الإسلام وقد كتبوا أسماءهم على هذه اللافتات، بل رأينا بعد نجاح ثورة يناير وبعد هدم أهالي قرية (صول) بأطفيح لكنيسة هناك إثر مشاكل .. رأينا أن الحشد الذي اجتمع في ميدان التحرير لدعم الوحدة الوطنية يرفع عشرات اللافتات التي رُسم عليها هذا الشعار الكافر، والشعارات التي تؤكد هذا المعنى مثل (مسلم + مسيحي= مصري) وكان الأشد عجبًا أن رأينا ملتحين ونساء منتقبات يرفعون الصليب أو المصحف مع الصليب، وهذا يؤكد لنا أن كثيرًا من الناس فقدوا دينهم ولم يعودوا يميزون بين الإسلام وبين الكفر، وأن سيطرة الكفار على مقاليد البلاد وخاصة الإعلام قد أفسد دين المسلمين، وأن العلماء الذين ربوا الأجيال المعاصرة وركزوا على قضايا معينة (كاللحية والنقاب) -وهي حقًا من الإسلام- في المقابل خدعوا الناس حيث سكتوا بل أقر بعضهم الكفر ولبّس أكثرهم على الناس حتى أن كلمة (الكافر) لم تعد تُذكر في مفردات كلامهم وحل محلها كلمة (الآخر) و(الحوار مع الآخر) و(التعايش مع الآخر) و(الوحدة الوطنية) وغير ذلك، وهؤلاء نقول لهم: إن الله سبحانه يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(البقرة:159-160). وهؤلاء العلماء نقول لهم: أنتم ملعونون إن لم تبينوا للناس هذه الأحكام التي بدونها ينهدم دين الإسلام ويقع الناس في الكفر دون نكير، خاصة أن هذه الوقائع قد كثرت وانتشرت في الإعلام بكل أشكاله (صحافة، تلفاز، مجلات، ..) وفي لافتات الشوارع وفي كتب المدارس، وفي مؤتمرات (التقريبب بين الأديان) التي يقودها الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية واعتنقها كثير من الناس. فإن قمتم أيها العلماء بدوركم فهذا ما نرجوه ونأمل أن نجدد لكم الثقة وأن نجعلكم أئمة لنا، وإن تقاعستم ولبستم على الناس دينهم فأبشروا بخزي الدنيا والآخرة.

3- وأخيرًا: رسالة إلى كل مسلم ومسلمة قرأ هذا الكلام الواضح والحجة الدامغة وكان عنده إيمان حقيقي وغيرة على دين الله. نقول له ولها: عليكم أن تنشروا هذه الأحكام الشرعية قدر ما تستطيعون وبكل الأشكال سواء بنشرها على المواقع أو طبعها في أوراق وتوزيعها أو بالصدع بها في الخطب ودروس المساجد أو غير ذلك، فهذا هو دورنا جميعًا، وعلينا جميعًا العودة لتعلم ديننا خاصة بعد أن رأينا سعي الحكام الكفار لطمس معالم ديننا، وخور العلماء وتغافلهم، وتلهي الناس عن دين الله سبحانه بلقمة العيش والإعلام الزائف والشهوات التي حاصرتنا في كل مكان، والكرة التي ألهتنا عن تعلم الدين ... فتكالبت كل الوسائل لصد المسملين عن دينهم، وإلهائهم عن تعلم هذا الدين والسعي لنصرته. فهل من عودة جديدة وصحوة فاصلة تزلزل أركان الجاهلية؟ هذا ما نرجوه من كل مسلم ومسلمة مصداقًا لقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ..}(الصف:14) ولقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }(محمد:7). فهلموا يا أنصار الإسلام لنصرة دينكم.

راجى عفو ربه
راجى عفو ربه



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))  Studen10

العمر : 38

عدد المشاركات : 354

تاريخ الانضمام : 29/09/2010

تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))  C13e6510

السيرة النبوية

رد: تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))     13/1/2012, 1:28 pm

العجيب ان من يرفع هذه الشعارات قد ينتمى للحركات الاسلامية ولا حول ولا قوة الابالله
 

تحذير المسلمين من شعار ((يحيا الهلال مع الصليب))

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» مقال بعنوان " يحيا العدل " بقلمي على اخوان كفر الشيخ
» الصليب الأحمر يقول أن جثث الطالبان لاتتعفن (سبحان ربى )
» شعار الجمعية من تصميم الاستاذ فتح الله سعد
» رسالة الى admin المنتدى
» جماهير الأهلي تكشف سر "الراجل اللي علي شعار الزمالك"
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء شباس عمير :: القسم الدينى ::   :: دروس ومواعظ دينية-

جميع المشاركات والمواضيع في منتدي أبناء شباس عمير تعبر عن وجهة نظر كاتبها|جميع الحقوق محفوظة لمنتدى أبناء شباس عمير 2011

 

©phpBB | Ahlamontada.com | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع