ألقى الشيخ محمد حسان اليوم خطبة الجمعة بمسجد الجمعية الشرعية بالمنصورة فى حضور ما يزيد عن 20 ألف مواطن، امتلأ بهم المسجد والشوارع المحيطة من الرجال والنساء وتحدث خلالها عن الشريعة الإسلامية وواجب المرحلة، وأكد خلالها أنه لا ينتمى إلى حزب أو جماعة.
وقال حسان: "حتى اللحظات التى يقضيها المسلم فى دورة المياه شريعة الله لها فى هذه اللحظات حكما وتصور شامل كامل.. كيف تدخل وكيف تخرج، وماذا تقول وما هى آداب الجلوس فى هذا المكان، وهل تستقبل القبلة أم لا؟ فشريعتنا لا حرج فيها وما خير الرسول بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وأدلة ذلك لا تحصى ولا تعد، فشريعتنا ليست منغلقة وأنا أخاطب أولئك الذين يعزفون على وتر التخويف والتفزيع من الشريعة، وأقول لهم: لا تختزل الشريعة الإسلامية فى الحدود، وهل نخجل من الحدود؟ ورب الكعبة لا نخجل منها.
يقولون: لو وصل الإسلاميون للحكم ستقطع الأيدى وتجلد الظهور، ما هذه السذاجة، إن حدود الله حين تطبق لابد لها من الضمانات، وأن نهيئ لها العقول والقلوب، ولقد أوقف عمر بن الخطاب حد السرقة فى عام المجاعة، لا تخافوا من أولئك الذين يريدون أن يخيفوا الناس من الدين فالشريعة أمن وأمان وروح ونور وشفاء وهدى ورخاء وسعادة ونماء، فلا تفرطوا فيها، فالحرب شرسة والمرحلة خطيرة، ولابد لكل مؤمن أن يتخلص من السلبية وأن يعبر بإيجابية وبسلوك حضارى رائع يثبت للدنيا كلها أنه لن يفرط فى دينة".
وأضاف حسان: "وددت لو تخلصت الأمة من المسميات والرايات وهى لا حرج فى وجودها ما لم تتحول إلى عصبية بغيضة، فقد كانت موجودة على عهد الرسول من المهاجرين والأنصار، وأهل الصفة، ولم ينكرها الرسول إلا عندما تحولت إلى نعرات، والرسول قال: "دعوها فإنها منتنة"، واسمحوا لى أن أقول لإخوانى الإسلاميين: دعوا العصبية فإنها منتنة، أنا أتألم هذا الألم وكنت أود ألا أرى منافسة فى الإعادة بين الإسلاميين لأن المنافسة تفتت الصوت الإسلامى لصالح الغير، هل هى الدنيا أو الكرسى؟ ما الغاية التى دخلت بها لهذا المجلس؟ وأنا أقول لك أخى وأنا لا أنتسب إلى أى حزب أو جماعة وأنا أنصحك خالصا لله إن كانت نيتك وصولك للبرلمان من أجل الكرسى فاترك هذا المنصب ولا تخرج من بيتك حتى تصحح النية وتخلص السريرة فى دخول البرلمان؟ وأنا لو رأيت أستاذا ممن يجيدون التجربة ويشهد لهم بالدين والكفاءة وقدمت نفسى وأنا أعلم أنه أفضل للدين وللأمة منى، فقد خنت الله ورسوله والمؤمنين".
وتابع حسان: "والله بكيت بالدمع على موقف يتنافس فيه إخواننا من المسلمين والإسلاميين ليسقط أحدهما الآخر، أين التجرد؟ أين تصحيح النية؟ وطهارة السريرة؟ وأين العمل لصالح الدين ثم لصالح مصر؟ أنا أريدك أن تسأل نفسك فى غرفتك الخاصة أنا داخل البرلمان ليه؟.. منظرة علشان يقال النائب؟ علشان الدنيا؟".
وأشار حسان إلى أن هناك تنافساً بين إسلاميين لا يراه شريفا، وأن هذا يفتت الصوت الإسلامى و"وأنا أقول لإخوانى: الابتلاء بالتمكين أخطر من الابتلاء بالتعذيب، كنا نبتلى وكنا نصبر لأنه فى الشدة والابتلاء بالتعذيب يستجمع الإنسان قواه ويستعين الإنسان بربه فيصبره ربه، أما الابتلاء بالتمكين فينسى الإنسان ويطغى، ومكمن الخطر أن القلوب والعقول متعلقة بكم ويتصور آبائنا وأبنائنا، أنه بمجرد وصول الإسلاميين للحكم فإنه لو كان يحصل على ألف جنيه سيحصل على 5 آلاف جنيه، فجددوا النية ولا تتنازلوا عن الأصول وحافظوا على ثوابتكم، فإن الأعين ترصد أقوالك، وحركاتكم وتضخم الخطأ الصغير لجعله كبيرة من كبائر الذنوب".
وجه حسان رسالة إلى الذين يعلنون الحرب بضراوة على نجاح الإسلاميين، وقال إن منهم من يشكك فى اختيار الشعب وإرادته ويصر على اتهام الشعب بالجهل، وهو ورب الكعبة الجاهل، و"أنا قلت إن الشعب المصرى شعب عبقرى، وأنا لا أقول ذلك دغدغة للمشاعر، فأنا أشبهه ببذور الزهور توضع فى الأرض ويوضع عليها التراب والطمى، وبعد أيام تجدها شقت التراب لترى زهرة جميلة أخاذة المنظر أخاذة الشذا والعبير هذا هو الشعب الذى يفاجئ العالم بمواقفة فلا ينبغى أبدا أن تتهموا الشعب بالجهل، فهو يصمت عندما يعلم أن صمته هو الغالب، لأنه لا قيمة لكلمته ويتكلم حين يعلم أن كلمته صارت واجبا والمرحلة المقبلة نريد لشعبنا المسلم أن يحافظ على نجاحها، وأنا أشكر الجيش والقضاء اللذين جعلهما الله سببا لنجاح المرحلة الأولى، فحافظوا عليها حتى نصل إلى الاستقرار فشكلوا لجانا شعبية لأننى أخشى فى المرحلتين المقبلتين أن تقع بعض المشاكل، وأرجو من إخواننا فى المجلس العسكرى أن يتحدث كل واحدا منهم بما يريد، وبما يخالف القوانين ونصوص الدساتير لأننا كل أسبوع أو كل يوم نرى فتنة تحدث، وأنا أناشد المجلس الآن أن يختار واحدا منه ليصبح هو المتحدث الرسمى باسم المجلس الأعلى أم أن يخرج كل يوم لواء من المجلس ليدلى بتصريحات تصطدم مع القوانين والدساتير وتسير فتنة ومصر لا تحتمل كل هذه الفتن كل يوم".