الحمد لله ثم الحمد لله
و الصلاة و السلام على رسول الله
اما بعد :
""""""""""
فانه من منطلق ايماني ومن منطلق واقعي مشاهد يجزم كل عاقل مؤمن ومؤمن عاقل بان كل الانظمة الكفرية ــ اي الغير ايمانية في مصطلح التائهين ـ باءت بالفشل الذريع
وهذا وان كان امرا يحتاج الى بحث طويل و طويل جدا بحيث يصلح ان يكون اطروحة ماجستير بل و اكمال الدكتوراه عليه ايضا إلا أنني اشير هنا الى بعض ما يمكن ان يثبت فيه مما يراه القارئ العادي في اوراق الواقع المسموح بالاطلاع عليه
(#) من ذلك فشل الشيوعية بكافة اطيافها في تحقيق المصلحة او السعادة للبشرية بل فشلها ايضا في الاستمرار و البقاء رغم كل الامكانات التي وضعت تحت ايديها ورغم اختلاف البيئات الحاضنة لها من مشرق الارض الى مغربها و من شمالها الى جنوبها
(#) فشل الاشتراكية في تحقيق الهدف المنشود منها و هو تحقيق الكفاية و العدالة للناس جميعا بل ازداد فقر الفير بسببها و و انضم الغني الى حزب الفقراء الممحلون بسببها
(#) فشل الرأس مالية في احياء الحياة السوقية بما يعود بالنفع على الجميع فقراء و اغنياء بل كرست الاقطاع و صيرت الفقير عبدا غير مختوم للغني فازداد غنى الاغنياء و ازداد فقر الفقراء وانهارت مصارف الربا و اعلنت الدول الغنية جدا افلاسها و صار الهيكل المالي الكبير لا يحوي بداخله اي دعامة للصمود فهو ينتظر بقلق اي عاصفة سوقية او مالية لينهار معلنا فراغه التام من اي مقومات للبقاء و الفائدة للبشر
(#) فشل الديمقراطية في تحقيق ممارسة سياسية سوية و عادلة للشعوب
فها هي المانيا احدى كبرى ديمقراطيات العالم تلغي نتيجة استفتاء عاما على انشاء محطات
للكهرباء بالطاقة النووية و ما ذلك الا لان نتيجة الاستفتاء صبت في صالح عدم انشاء المحطات النووية و ذلك مخالف لما استقر عليه رأي الخبراء و العلماء من اضرار استخدام الفحم الحجري في ادارة تلك المحطات الكهربية ( فقدمت الحكومة رأي الخبراء على الارادة الشعبية الديمقراطية ) في اعلان واضح عن فشل الديمقراطية في اوضح صورها ( الاستفتاء العام ) في ادارة مسألة حياتية واحدة
وما ذكرته لكم هو مثال واحد من امثلة كثيرة
(#) فشل الليبرالية ( الحرية بلا حدود ) في تحقيق الهدف المنشود منها
و يتجلى ذلك في منع كل الدول الليبرالية الكبرى تنصيب زعيم الحزب اليميني الهولندي ـ فلدرز ـ رئيسا للوزارة بعد فوز حزبه في الانتخابات و ذلك تحت زعم انه لابد ان تكون للحرية حدود مع ان ذلك هو ضد اليبرالية تماما
و من ذلك ايضا عدم الاعتراف بحكومة حماس عند فوزها بالانتخابات في فلسطين لانها حركة ارهابية ، فهل هناك حركة ارهابية تدخل الانتخابات و تفوز بها
واحدث هذه السلاسل الفاشلة منع المجلس العسكري البرلمان المصري الممثل للشعب من تأليف دستور جديد للبلاد وهو ما يعرف الناس جميعا انه بضغوط من الدول الكبرى ( الليبرالية )
(#) فشل الانظمة العقابية الوضعية كلها
فنظام السجن فشلت جميع المنظومات العقابية العالمية فقيرة او غنية في تطبيقه و تحمل تبعاته الانفاقية الباهظة فصارت تضع العراقيل امام تطبيقه مرة بايقاف التنفيذ اذا كانت المرة الاولى للمذنب ، و مرة باحتساب السنة العقابية 9 اشهر ، و مرة بالعفو بعد نصف المدة او اقل ، و مرة بعقد صفقة مع المتهم نظير اعترافه و حبسه مدة قليلة يقدرها القاضي خارج نطاق القانون ، و مرة بأداء خدمات عامة بدلا من مدة حبس
وكل هذا الفشل سببه اكتشافهم انهم لا يمكن ان يتحملوا عبئ النفقة الشاملة على المذنب بل و على اهله الذين يعولهم
و ايضا لانهم اكتشفوا ان السجن لم يعد مقرا عقابيا ، و لكن مصنع للاجرام و تبادل المهارات الاجرامية و الفنون الافسادية
فضلا عن كونه مفتقدا لعنصر الردع العام للامة فان الشعوب لا ترى مافيه المعاقب في السجن من هم و غم فيرتدعوا بسبب ذلك بخلاف الاسلام الذي ينص على العقوبة الرادعة العلنية التي تعتبر حياة للامة كلها
فمتى نترك الفشل الذي غايته نار جهنم فيجمع الى الفشل في الدنيا الفشل في الاخرة
هل يعقل ان نترك شريعة ربنا التي اراحتنا من كل هذا التيه و الفشل و دلتنا على ما فيه النجاح و الفلاح في الدنيا و الاخرة دينا و دنيا ، سياسة و اقتصادا ، شخصيا و امميا
هذا و الله اعلم و الحمد لله رب العالمين

جزاك الله خيًرا