أطلق نشطاء يساريون دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمنع الداعية المصري الشهير أحمد المحلاوي، إمام مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية (شمال)، من إلقاء خطبة الجمعة القادمة بمسجده الذي عاد للخطابة به بعد أحداث الثورة المصرية.
وجاءت هذه الدعوات، التي أطلقتها حركات يسارية أبرزها حركة "الاشتراكيون الثوريون"، بعد أن شن الشيخ المحلاوي هجومًا لاذعًا على بعض المظاهرات والاعتصامات التي تشهدها مصر، وقال إنها تحقيق لأجندات أجنبية، ووصف في خلال هجومه الحركة بأنهم "كفرة"، على حد ما نقلت "العربية نت".
ودعا مطلقو هذه الدعوة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مسجد القائد إبراهيم الجمعة المقبلة لمنعه من إلقاء خطبة الجمعة واستبداله بـ"شيخ أزهري معتدل"، رغم أن الشيخ المحلاوي نفسه يعد واحدًا من مشايخ الأزهر، وأحد أبرز خطباء وزارة الأوقاف المصرية.
في المقابل، دعا أنصار الشيخ المحلاوي وبعض المنتسبين للتيارات الإسلامية إلى عمل دروع بشرية لتمكينه من المنبر وإلقاء خطبة الجمعة.
وكان الشيخ المحلاوي قد حمل بشدة في خطبته يوم الجمعة الماضي على حركة الاشتراكيين الثوريين واتهمهم بأنهم يريدون تدمير البلد ولا يخجلون من أنفسهم ويخططون لتفريق مصر إلى مسلمين ومسيحيين حتى يسقطوا الدولة، وأنهم يريدون تطبيق الشيوعية في مصر مثل روسيا في السابق.
جاء ذلك بعد فيديو لندوة أقيمت في مركز الدراسات الاستراتيجية تحدث فيها سامح نجيب القيادي في حركة الاشتراكيين الثوريين عن خطط لإسقاط مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة العسكرية وشل البلاد عبر اضطرابات واعتصامات واسعة، وأثار ردود فعل واسعة في مصر بعد نشره على موقع يوتيوب وأعادت بعض الفضائيات بثه.
وقد حاول أنصار هذه الحركة في أعقاب انتشار هذا الفيديو، التخفيف من حدة التصريحات الواردة به، وقاموا بتوزيع بيان في شوارع وسط البلد وميدان التحرير جاء فيه أنهم "يريدون إسقاط دولة الظلم والاستبداد"، وسعى البيان إلى التفريق بين هذا المصطلح (إسقاط دولة الظلم) ومحاولة التفزيع باتهامهم بإسقاط الدولة على إطلاق الكلمة وهو ما جاء صريحًا في الفيديو المشار إليه آنفًا على لسان أحد أبرز قادة الحركة في مصر.
وأكدت الحركة في بيانها أن "الاشتراكيين الثوريين يريدون إسقاط حكم المجلس العسكري ومحاكمة قيادات الجيش التي سيطرت خلال عشرين عاما من عهد مبارك على أكثر من 30% من اقتصاد البلاد يتحكمون فيها بلا رقيب، في صورة مصانع وفنادق ومزارع ومدن سكنية وصفقات سلاح وغيرها من ميزانية البلد"
وتكرارا لما قاله القيادي سامح نجيب بشأن العمل على إحداث انقسام في الجيش بين صغار الضباط والجنود والقيادات، قال بيان أنصار حركة الاشتراكيين الثوريين "نؤمن أنه إن آجلا أو عاجلا سوف يفرز هذا الجيش قياداته الوطنية التي ستنضم إلى صفوف الثوار"، كما جاء بالبيان.
الجدير بالذكر أن الشيخ أحمد عبدالسلام المحلاوي من مواليد 1925 في محافظة كفر الشيخ، وتخرج في قسم القضاء الشرعي بجامعة الأزهر عام 1957، وعمل إماما وخطيبا بوزارة الأوقاف المصرية، ثم انتقل لمسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل بالإسكندرية.
واعتقله الرئيس الراحل أنور السادات في تحفظات سبتمبر الشهيرة مع مجموعة كبيرة من رموز المعارضة المصرية، وقال عنه بالنص في خطابه الذي ألقاه في الخامس من ذلك الشهر: "الراجل بتاع الإسكندرية.. الخطيب اللي كان بينال مني ومن بيتي أهو مرمي في السجن زي ...".
والشيخ المحلاوي أيضا أبرز معارضي الرئيس السابق حسني مبارك، وكان ممنوعا من الخطابة منذ عام 1996 حتى قيام ثورة 25 يناير، ولعب دورا كبيرا في الاحتجاجات التي اجتاحت الإسكندرية في الفترة بين 25 يناير و11 فبراير بالتوازي مع القاهرة ومدن مصرية أخرى وانتهت بإسقاط نظام مبارك.
ويحظى الشيخ المحلاوي بشعبية عارمة في مدينة الإسكندرية وفي عموم مصر، وهو موضع احترام وتقدير من جميع التيارات الإسلامية في مصر؛ نظرًا لمواقفه الصادعة بالحق التي تميز بها. ولأجل ذلك؛ فقد قلل مراقبون من أهمية الدعوة التي أطلقها أنصار حركة "الاشتراكيون الثوريون" لمنع الشيخ من خطبة الجمعة القادمة بمسجد القائد إبراهيم