أثر غياب المفاهيم الصحيحة في واقعنا المعاصر



 
شباس أونلاينالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر | 
 

 أثر غياب المفاهيم الصحيحة في واقعنا المعاصر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو أحمد بن عبدالله
أبو أحمد بن عبدالله



معلومات اضافية
الجنس : ذكر

العمل : أثر غياب المفاهيم الصحيحة في واقعنا المعاصر Profes10

الاقامة : أثر غياب المفاهيم الصحيحة في واقعنا المعاصر Egypt10

العمر : 62

عدد المشاركات : 185

تاريخ الانضمام : 30/10/2011

أثر غياب المفاهيم الصحيحة في واقعنا المعاصر C13e6510

السيرة النبوية

أثر غياب المفاهيم الصحيحة في واقعنا المعاصر    12/1/2012, 12:16 pm

أثر غياب المفاهيم الصحيحة في الواقع المعاصر:
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ عن شرك النسك : «فإذا كان العلماء في وقتنا هذا وقبله في كثير من الأمصار ما يعرفون من معنى لا إله إلا الله إلا توحيد الربوبية كمن كان قبلهم في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية وابن رجب اغتروا بقول بعض العلماء من المتكلمين أن معنى لا إله إلا الله القادر على الاختراع وبعضهم يقول معناها الغني عمن سواه المفتقر إليه ما عداه وعلماء الإحساء ما عادوا شيخنا ـ رحمه الله ـ في مبدأ دعوته إلا من أجل أنهم ظنوا أن عبادة يوسف والعيدروس وأمثالهما لا يستفاد بطلانها من كلمة الإخلاص».
إنكار توحيد الألوهية وتفسيره بتوحيد الربوبية، وإنكار الشرك الأعظم في العبادة وتفسيره بالشرك في الاعتقاد هو الذي أدى إلى إقرار شرك النسك، واعتباره شركًا أصغر أو بدعًا، وأحيانًا أمورًا مشروعة مستحبة وهو شرك أعظم في عبادة الله سبحانه وتعالى.
ونفس السبب وهو إنكار توحيد الألوهية وتفسيره بتوحيد الربوبية، وقصر الشرك على شرك الاعتقاد دون شرك العبادة هو الذي أدى إلى الإقرار بشرعية الأنظمة العلمانية، وجعل القائمين عليها أولياء أمور شرعيين يُدعى لهم على المنابر، وهم قد فصلوا الدين عن الدولة في التشريع والولاء، وأهدروا اعتبار الشرع جملة في القضاء، ورغبوا عن شرع الله إلى غيره أو عدلوه به، ورغبوا عن ولاية الإسلام إلى غيرها.
ونفس السبب هو الذي أباح ولاية الكافرين بالمظاهرة العلنية، والتآمر في الباطن، والدخول تحت ولايتهم، وتمكينهم من ديار المسلمين يذبحونهم ذبحًا، ويفعلون بهم أبشع المنكرات كما حدث في سجن أبي غريب وغيره، والذين احتلوا العراق انطلقوا من قواعد لهم في بلاد عربية وإسلامية مجاورة وأعضاء في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مكنوا الكفار من احتلال ديارهم برًا وبحرًا وجوًا، واتخاذها قواعد لضرب غيرها من بلاد المسلمين، وتخريبها تخريبًا تامًا، والاستيلاء على ثرواتها، والتحكم في مقدراتها، وإذلال شعوبها، وقتل أبنائها، كل ذلك بأيدي المسلمين !!.
والذين قاتلوا في السودان مع جارانج مسلمون يقتلون المسلمين تحت راية الكافرين مظاهرة لهم على المسلمين، وتآمرًا معهم عليهم ولم يبق في السودان مَن لم يقتل المسلمين ـ مِن الفرق المتحاربة ـ مع الكافرين كل منهم أعان الكفار على الآخر وبلا استثناء على محاور صراع شخصية، عرقية، قبلية، يفضلونها على ولاية الإسلام. وفي حرب لبنان الطائفية ساندوا المارونيين لقتل المسلمين.
وفي أفغانستان طلبوا أمريكا لضرب طالبان واحتلال أفغانستان، ومزقوا جثث المسلمين من طالبان، وكل من يدافع عن أفغانستان وألقوها للكلاب، وحملوهم مقهورين على الدخول في شاحنات تغلق عليهم ليموتوا مختنقين، وعلى حبسهم في سجن يفجرونه عليهم ويحرقونهم فيه حرقًا، ولا يسمح لأحد بالإنقاذ لحساب الأمريكان، كل ذلك ممَن يدَّعي الإسلام من تحالف الشمال كما يقولون، وسبب الخصومة عرقي شخصي، ولأن طالبان حاربت زراعة الأفيون، وقطع الطريق، والإفساد في الأرض، وما سقناه مجرد أمثلة والواقع لو تقصيناه أبشع بكثير . وكذا في الصومال والشيشان والبوسنة والهند وغيرها
والشعوب مغيبة الوعي والفهم والإرادة، محيدة في الصراع، لا تدري أين الإسلام وأين الكفر، وأين الحق وأين الباطل، ومع من تقف، وضد من تحارب، تساق سوق النعاج.
ولو كان هناك قواعد شعبية تستند إلى عقيدة التوحيد وقوة الشعور الديني، ومفاهيم صحيحة للدين، ووعي للواقع مع علو همة وصدق عزيمة ما حدث شيء من هذه الأهوال.
* * *
(( والتوحيد ليس مفهوما عقليا فقط بل قيمة ضخمة بل هو أعلى القيم وهو يستلزم مجموعة من القيم الايمانية تحدد للمسلم توجهاته وطريقة تعامله ، وكثير منها مفتقد فى واقعنا المعاصر بحيث أن المفهوم الصحيح مع افتقاد هذه القيم لا يحرك أصحابها لتغيير واقعهم بل قد يُعرض الكثير عن المفهوم الصحيح لافتقاده هذه القيم من الجدية والصدق والموضوعية والاخلاص وغيرها أو لرضاه بتبعية مذمومة لأشخاص يربط بهم دينه واعتقاده فيمتنع من البحث عن الحق أو قبوله وإن وضح له لذا ننبه على مجموعة منها )):
أول القيم الإيمانية الصدق، والصدق والأمانة لا يفترقان، والصدق يهدي إلى البر، والكذب يهدي إلى الفجور، ومع الصدق تأتي الموضوعية والجدية والإيجابية، والمؤمن كما وصف اللهُ رسولَه يأتي بالصدق ويصدق به، فهو في برد اليقين بعيدًا عن الحيرة والتهوك وجحيم الشك والتردد، نفسه مطمئنة دائمًا بذكر الله، واثقة في عدله وحكمته ورحمته، يرجو ويخاف، وهو دائمًا بعيدٌ عن الوهم والتوهم والخرص والظن، والمؤمن شخصية تستعصي على الإيحاء والتضليل والاستغفال، لا يَضِّل ولا يُضَّل دائمًا يقول: «اللهم أرنا الحقَّ حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابه»، ليس من الذين استكبروا ولا من الذين استضعفوا واستكانوا ، ولا من الذين أضَلّوا ولا من الذين ضَلّوا، ولا ممن استخف بهم الطواغيت فأطاعوهم كما استخف فرعون قومه فأطاعوه، ولا من الإمَّعات، ولا ممَن هو تبعٌ في الباطل وفي الحياة عمومًا لا رأي له ولا قرار ولا قوة له في مواجهة أحد: «الذين هم فيكم تبع»، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والمسلم المؤمن قد تحرَّر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، فلا يُستَذَل لغير الله، قائمًا لله شاهدًا بالقسط لا يخشى في الله لومة لائم، وهو إذا كان هكذا فلابد أن يكون عزيزًا منيعًا غير مُستَذَل ولا مستباح ولا مطموعًا فيه ليستطيع مع غيره من المؤمنين أن يقوموا بأمر الله ويعزروا وينصروا ويوقروا رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن لا قيام له بحق نفسه لا قيام له بحق دينه وعرضه، وهو إذا قوتل دون دمه وعرضه وماله ودينه ومظلمته يقاتل عنها فإذا قُتِل فهو شهيد، وإذا قتل الآخر فهو باغ ظالم، وكان الصحابة يكرهون أن يُستذلوا وإذا قدروا عفوا.
وإذا قيل أعزة على الكافرين أذلة على المؤمنين فهذا كقوله تعالى: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) ، من الأخوة والتماسك والتراحم والتواصل بين المؤمنين وليس ليتحول المؤمنون إلى بغاة ظالمين وأذلة مستضعفين قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، أما إذا قيل: (ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك) فلكي لا يتعاون مع مخابرات خمسة عشر دولة لغزو العراق إذا وقعت عليه مظلمة بالعراق، ولكي لا يتحول إلى أن يكون معاونًا مخلصًا تحت قيادة جارانج إذا وقعت عليه مظلمة بالسودان، ولكي لا يطلب الأمريكان ليحتلوا بلاده إذا جحد تلامذته حقه في الرئاسة بعد أن أخضعوا زُرَّاع الأفيون وقطَّاع الطريق في أفغانستان، ولكن من حقه أن يقاتل على مظلمته من غيره من المسلمين في الإطار الشخصي الذي لا يهدد الدولة ولا الكيان ولا يستجلب الأعداء من الكفار ليحتلوا بلاد المسلمين.
والمسلم قد تحرَّر من الخوف إلا من الله، واستغنى عن المخلوقين بالخالق، فاستغنى واستعفف وتوكل على الله في كل أموره، فلم يستبد به الخوف والقلق، ولم يأخذ بمجامع نفسه، ولم يخلد إلى الاستكانة للأعداء والهزيمة النفسية أمامهم يأسًا من نصر الله، وإذا أحب فحبه لله وفي الله والله ورسوله أحب إليه مما سواهما، يفتقر دائمًا إلى الله ويأنس بالله سبحانه، ولا يستوحش وإن عاش وحيدًا فريدًا معزولاً فهو على صلة دائمة بربه، ولا تستبد به أو تستعبده شهوات البطن والفرج والرئاسة والملك والشرف والمال ومضلات الفتن، فهو كما استعصى على الإضلال يستعصي على الإغواء والاستعباد بالشهوات.
وهو يراقب الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، لأنه كما قيل: «اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، لأنه يعلم أن الله يعلم السر وأخفى، ولا يحب أن يراه الله على معصية، ولا أن يفتقده في واجب، وعمله كله خالصًا لله متجردًا غير مرائي، يؤثر الآخرة على الدنيا، فما عند الله خير وأبقى، لا يعرف الرياء ولا الكبر ولا العجب ولا الحسد ولا البغي.
والمؤمنون أمة واحد يسعى بذمتهم أدناهم تتكافأ دماؤهم وهم يدٌ على من سواهم، يقاتلون في سبيل الله صفًا كأنهم بنيان مرصوص، ولذا فهم متآخون متراحمون غير متحاسدين ولا متفرقين، يحب أحدهم لغيره ما يحبه لنفسه، يعيشون كنفس واحدة لا يعرفون الأنانية ولا الأثرة ولا الاغتراب والتمحور حول الذات وترك الاهتمام بأمور الغير، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
والمؤمنون لأنهم قائمون بأمر الله لهم صدق عزيمة وعلو همة، ومن ثَمَّ ضراوة وخشونة في مكابدة الحياة. ”تمعددوا واخشوشنوا وانتعلوا وامشوا حفاة“، وقال عمر رضي الله عنه : «علموا أولادكم الرماية ومروهم فليثبوا على ظهر الخيل وثبًا»، بعيدًا عن الطراوة والليونة والتخنث والحياة المخملية المفعمة بالدَّعة والراحة والخلود إلى اللهو والعبث والترف بعيدون، عن الجبن والبخل والعجز والكسل والاسترخاء.
والمؤمن ذو نفس طويل، وصبر ومصابرة ومثابرة، لأنه يرجو دائمًا إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، ويعيش حياة الرباط بصدق وليس بإدعاء.
والمؤمن يتقن كل شيء، لأنه تربَّى على الإحسان، وعلى الخيرية وعلى عدم الغش أو الخداع أو المخاتلة أو الدجل، وعلى ألا يبخس الناس أشياءهم، وهو عفيف متعفف عن أموال الناس وعن أعراضهم، لا يأكل أموال اليتامى ولا غير اليتامى بالباطل.
وإذا كان المؤمن يعرف أنه لابد له من ولاء وبراء، ومن التزام بشرع الله وتحقيق للعبودية لله بقبول شرعه ورفض ما سواه، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فلابد له من خصوم، ولابد من مكابدة هؤلاء الخصوم، فلابد أن يكون قويًا ذا حيلة واسعة، وبصيرة نافذة وشكيمة قوية وقدرة على كسب رزقه بعيدًا عن الكفر وولاء الكافرين، وبعيدًا عن مشاركة الفاسقين، فلا يبحث دائمًا عن الرخص لعجزه عن القيام بأمر نفسه بالحق وسط هذه الدياجير، وإن هاجر إلى بلاد الكفر لأمن أو لرزق أو لطلب علم فلا ينسى الولاء والبراء له ولزوجته وأبنائه وأحفاده وأبناء أحفاده وليعتبر بغيره، وينظر دائمًا إلى المستقبل ولا يتعامى عن أمور قد تجره أو تجر ذريته إلى الكفر.

وصل اللهم وسلم وبارك على أكرم الخلق محمد وعلى آله وصحبه وسلم الى يوم الدين...
جزاك الله خير مع التحية
 

أثر غياب المفاهيم الصحيحة في واقعنا المعاصر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» البداية الصحيحة
» اى دول العالم المعاصر تعتبر دينية؟
» شوفو الفرق بين التربية الصحيحة والتربية ........
» غياب الأب والأم في التربية يأدي إلى كارثة أخلاقية
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء شباس عمير :: القسم الدينى ::   :: دروس ومواعظ دينية-

جميع المشاركات والمواضيع في منتدي أبناء شباس عمير تعبر عن وجهة نظر كاتبها|جميع الحقوق محفوظة لمنتدى أبناء شباس عمير 2011

 

©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع