د.صابر شهاب عضو مجلس أمناء حكومة ظل شباب الثورة يكتب:
إنتقال السلطة (دور الحراك الشعبى فى نقل السلطة ) ( 2)
بدايةً كل عام و أنتم بخير .....،فاتنى ان اقولها فى أول السنة لكن قطعاً لا يفوتنى أن اهنأ الآن.... فهذه سنة أولى ثورة بمعنى أول سنة فى مشوار النضال السياسى أعطاكم الله طول العمر و دوام الصحة ...لا أقولها على سبيل التهكم ولا على سبيل التحريض ولكن أقولها بمثابة إستشراف للمستقبل الذى يظن البعض أنه طريق ممهد بالورود بمجرد تسليم السلطة بينما يظن البعض الأخر أنه طريق ألغام وطريق الإنهيارالاقتصادى و اللاعودة ...
لكن الحقيقة أن الثورة وبعد مضى عام لم تحقق التغيير.......ولم تحقق أى من أهدافها حتى الآن...... هى بلا شك أوجدت الفرصة ومن ثم بدأ الطريق لإحداث التغيير متمثلاً فى تحرير الإرادة الجماهيرية وكسر حاجز الخوف وزراعة الامل فى النفوس وعودة الروح الجماعية البناءة (روح التحرير )وبدأ التفكير فى المستقبل وبداية الحلم الحضارى (صناعة الحياة) و معه بدأت إنتخابات برلمانية و ينتظر إنتخابات رئاسية مقبلة....
لكن يبقى السؤال المهم أليس هذا يكفى لتحقيق أهداف الثورة و من ثم علينا الآن الإتجاه إلى ميادين العمل و الشأن السياسى يتقدم بمساره و الحاجة الآن إلى دفع الإقتصاد عاجلة و نقل السلطة حسب الجدول الزمنى الذى وضعه المجلس العسكرى ؟؟؟!!!!
و الجواب حقيقة أننا لسنا مع تعطيل ميادين العمل ولسنا مع إيقاف عجلة الإقتصاد بل يجب أن ندفع إلى ذلك بكل غال و رخيص.... لكننا على يقين أن المناخ الذى يضعنا فيه المجلس العسكرى هو مناخ طارد للاستثمار ولرؤس الاموال الاجنبية ولا يوجد مستثمر عاقل يجازف باستثمارات فى بلد تحت حكم العسكرفى بلد لم يتحدد فيه ملامح الاتجاة الاقتصادى والقوانين المنظمة وحقوق المستثمرين واقرأو تصريحات الجنزورى وأسألوا الخبراء الاقتصاديين فبقاء المجلس العسكرى فى الحكم كل يوم هوفى الحقيقة كارثة اقتصادية وهو المسئول عن انخفاض احتياطى النقد الاجنبى فلابد من الوضوح ولا داعى لخلط الاوراق خصوصا انه لم يفعل ابسط القوانين (الحد الادنى والحد الاقصى للاجور خلال عام كامل ....وأنا أسأل ماهى المدة التى تكفيه لعمل الحد الادنى والاقصى للاجور) فضلا عن ملفات اقتصادية اخرى لايتسع لها المقام........
لكننا نؤمن بأن السلطة لن تتأتى إلينا بينما نحن على الفرش المخملية فالحرية لا توهب و إنما تنتزع فلا بد من وجود الحراك الشعبى قبل و أثناء و بعد نقل السلطة خصوصا اذاكان عندنا الوعى الكافى من التجارب التاريخية لحكم العسكر ومن تجربة الثورة المصرية خلال العام المنصرم والقدرة على تحليل الدروس المستفادة.
التجارب التاريخية أيضا فى البرازيل و تشيلى ودول أمريكا الجنوبية ودول شرق اوروبا و تجاربها مع حكم العسكر تؤكد على أن العسكر لا يمكن ويستحيل أن ينقل السلطة للمدنيين إلا إذا كان هناك حراك شعبى و على قدر هذا الحراك الشعبى يتكون شكل السلطة القادمة فلو كان هناك حراك شعبى ضعيف مع الإنتخابات يتم تسليم السلطة منقوصة اما اذا كان هناك حراك شعبى قوى مع انتخابات يتم نقل السلطة كاملة للشعب
كلنا يذكر ما حدث فى تركيا ومدى معاناتها من العسكر على مدى العقود الماضية لدرجة ان قائدهم لم يعطى التحية العسكرية لرئيس الجمهورية المنتخب وهذه اكبر رمزية على الفوقية وتوضح على ارض الحقيقة من يحكم ومن يسيطر تركيا مازالت تعانى و مازلنا نسمع كل يوم عن محاولات انقلاب من جهه العسكر بحجه الحفاظ على علمانية الدولة؟
لكن هذه المرة نلاحظ تطور ايجابى متمثل فى دورالحراك الشعبى فى التغير مع السلطة التنفيذية والتشريعية بعد كفاح استمر لعقود استطاعوا من خلاله الحد من نفوذ العسكر وتم تغيير رئيس الاركان ويتم الان اعادة بناء المؤسسسة العسكرية مع ازاحتها عن ممارسة أى دور سياسى والعودة الى دورها الرائد وهو حماية حدود البلاد وهو الدرس الذى يجب أن نعييه الان بدلا من يستغرقنا عقودا أخرى بوصاية العسكر أوبصلاحيات فوقية للمجلس العسكرى أوبحفاظ المجلس العسكرى على مدنية الدولة.
والحقيقة ان المجلس العسكرى لن يسلم السلطة كاملة بسهولة إلا اذا كان هناك حراك شعبى قوى يتزامن مع تسليم وتمكين السلطة التشريعية(مجلس الشعب) والنتفيذية المتمثلة فى الانتخابات الرئاسية وكتابة الدستور دون اعطاء أى دور أوصلاحيات للمجلس العسكرى .
بأول أمس تكملة لمسلسل الضغوط ( خبر): (المجلس الاستشارى يقترح زيادة الاعضاء المعينين الى 30 بدلا من 10 )السؤال :لماذا ولمصلحة من ؟ الاجابة اعتقد لإرباك المعادلة البرلمانية المحرجة ولمصلحة المجلس العسكرى وإلا لماذا ال10 بالاساس وما هى مدى شرعيتهم او شرعية الجهة المعينة لهم ....لكنها حسابات تتم لإرباك المشهد وإرباك المعادلة السياسية والتى تؤكد وتوضح أهمية دور الحراك الشعبى فى عملية نقل السلطة .
كلمة للشباب
نقول للذين يعتقدون ان مشاركتهم فى الثورة قد قدمت الكثير..... نوافقكم تماما ولكن نقول لكم اكملوا البناء وإلا سينهار عليكم , لايعقل ان نقيم بناءا من جدران دون سقف .......ولا تظنوا أن دوركم انتهى بإشعال فتيل الثورة............. (كفانا ما حدث فى11فبراير2011 من تركنا للميادين دون تحقيق أهداف الثورة الآن الجميع يعترف بأنه أكبر الاخطاء و الجميع يحملنا المسئولية)
...ولكن فى الحقيقة ان دوركم بدأ ولا تنتظروا أحداً يحقق أحلامكم ولا طموحاتكم ويحقق الآمال والامجاد ويعيد بناء الدولة و الاقتصاد والاكتفاء الذاتى والصناعة الحديثة و التنمية الشاملة والمستدامة ويقضى على الأميه والفقر والمرض ويعيد منظومة التعليم وبناء الانسان ويصعد بكم الى القمم .انتم فقط من يستطيع ذلك لكن لا احد غيركم بيقين وهذا هو الفرق بين الامم الواعية والامم الواهية .امم تسهر ولا تنام وامة تريح نفسها من عناء التفكير ...امة بناءة وامة غائبة ومغيبة.
ايها الشباب ,هذا طريق المجد للامم قد فتح لكم بابة فإماأن تكونوا امة مثل بقيه الامم المتحضرة ,و إما ان ترجعوا الى عهد مبارك و السادات وعبد الناصر انتم وحدكم من تصنعون الحدث وتكتبون التاريخ وترسمون المستقبل وستحددون ملامحة .... فلننتظر ماذا انتم فاعلون ؟
فدور الامم الواعية دور قائم بإستمراروعلى كافة الأصعدة فلا يخدعها حاكم بإسم المطامع الاجنبية والإمبريالية الغربية وسياسة ارضاء القوميات (ناصر) او بإسم الانتصارات وعبقرية الخيار الاستراتيجى بطل الحرب والسلام (السادات) أو الإستقرار و الامن وسياسة التعايش (علشان تتطمن على مستقبل أولادك ومن أجلك انت) (مبارك) فلا أمة واعية ترضى بحكم الاراذل والعملاء وحكم المتغلبين وإن تكلموا بالدين.
فدور الامة والحراك الشعبى دور مستمر فى الميادين المختلفة على الاطلاق حتى تتم الشرعية الكاملة و البناء الكامل. ومستمر بالوعى و الحضور والمراقبة والتحفز للمسار ومتأهب للاستدعاء حتى تتم التنمية الشاملة والمستدامة وحتى يستلم الراية جيل جديد يكمل طريق النجاح لا يتركه ولا يسلم الرآية إلا لجيل جديد ايضاً وهكذا نصنع الحضارة .
د. صابر شهاب
القاهرة فى 7/1/2012
نرحب بالمشاركات والأسئلة ونوعدكم بالرد من خلال الصفحة أو من خلال البريد الالكترونى الخاص:
Shehab_pharma@hotmail.com

تحياتي للدكتور للسماح لنا بهذه الفرصه

نا ليا سؤال بقي هل تعتقد يا دكتور ان الشباب مفجر الثوره اخذ حقه في الانتخابات او سيكون له دور في الحكومه المنتخبه او اي دور ع الاطلاق ؟؟؟

الأخ الفاضل الكبير الدكتور صابر .. ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. استمتعت كثيرا بمقالك وأؤيدك في كل ما قلت بنسبة مائة بالمائة . جزاكم الله خيرا

الأخ عبد الرحمن أبوبكر
اعتقد أنه مازال أمامنا الكثير والكثير لانتظار الحقوق وان كانت واجبة احيانا وعاجلة ولاتؤجل احياناً اخرى .المطلوب الان هو العطاء والعطاء واستكمال مشروع الثورة لانه الامل الوحيد للمستقبل ولابد من حراسة الثورة حتى تنجح وتحقق اهدافها ويتم مشروع الثورة وتؤتى ثمارها وهذا يتطلب المزيد من الوقت والمزيد من العمل والمزيد من الوعى فى بلد تم تجريفه سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ......نحاول من خلال هذه السلسلة توضيح المشهد السياسى ودورنا فيه برجاء قراءة المقال السابق ومتابعة هذه السلسلة ويسعدنى مشاركاتكم
صابر شهاب

الاخ الفاضل محمود حشلة
أشكرك على المشاركة الطيبة ونتواصل باذن الله
صابر شهاب

احب اشكر الاستاذ الدكتور/ صابر شهاب الدين على هذه المقاله الجميله وربنا يبارك فيك ويكثر من امثالك واحنامعاك يادكتور

فعلا صدق مستشارنا عندما لقبك بالمفكر الكبيرصدقت فبلدنا تحتاج الكثير كي يرد حقنا المسلوب نحتاج ثورة لتغير الفكر اولا
نتحتاج ثورة لمعرفة حقوقنا

س/ لماذا قضت ثورة 25 يناير على اخلاق المجتمع المصري

نفس سؤال العمدة
س/ لماذا قضت ثورة 25 يناير على اخلاق المجتمع المصري ؟

أرحب وأشكر الاخ عز العرب والاخ ( admin )
الثورة اسقطت رأس النظام فقط وتركت النظام الذى ثارت ضدة فما ذا تنتظر؟ ينقلب عليها ويشوهها ويحاول اثارة الشعب ضدهها (سوف نتكلم عن ثورة رومانيا) برجاء متابعة المقالات السابقة ومتابعة المقالات القادمة(سلسلة) لانها مرتبطة ببعض وحينما تكتمل ستضح الصورة
صابر شهاب

الاخوة الفضلاء تأكيدا لمقالنا انتقال السلطة (دور الحراك الشعبى فى نقل السلطة) الرئيس الامريكى السابق جيمى كارتر يكرر كلامنا ويؤكد رؤيتنا فى تسليم السلطة
أبدى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بعد لقائه أعضاء من المجلس العسكري الحاكم في مصر شكوكه حيال استعداد المجلس لتسليم السلطة للمدنيين بالكامل، حسب تصريحات نقلتها صحيفة نيويورك تايمز

لكننا نؤمن بأن السلطة لن تتأتى إلينا بينما نحن على الفرش المخملية فالحرية لا توهب و إنما تنتزع فلا بد من وجود الحراك الشعبى قبل و أثناء و بعد نقل السلطة خصوصا اذاكان عندنا الوعى الكافى من التجارب التاريخية لحكم العسكر ومن تجربة الثورة المصرية خلال العام المنصرم والقدرة على تحليل الدروس المستفادة.
فدور الامة والحراك الشعبى دور مستمر فى الميادين المختلفة على الاطلاق حتى تتم الشرعية الكاملة و البناء الكامل. ومستمر بالوعى و الحضور والمراقبة والتحفز للمسار ومتأهب للاستدعاء حتى تتم التنمية الشاملة والمستدامة وحتى يستلم الراية جيل جديد يكمل طريق النجاح لا يتركه ولا يسلم الرآية إلا لجيل جديد ايضاً وهكذا نصنع الحضارة.