-استقر بي المقام في ضاحية " واينبرج " في مدينة كيب تاون في غرفة مشتركة مع أحد بائعي السجائر بالجملة ، حضر إليه أحد زبائنه يحكي عن موقف غريب حدث له من أحد الصوماليين الذي تواجد في نفس المكان الذي يبيع فيه سجائره في نفس الوقت وجعل يخبر الناس بأن هذه السجائر مهربة ، ولم يزل يحكي عن محاولته إقناعه بألا يحاول أن " يقطع عيشه " ولكن الصومالي لم يتوقف أبدا حتى غادر المكان ، لم يهمني في الموضوع سوي أن أحاول أن أكتسب تعبير انجليزي جديد فجعلت أسأله كيف لي أن أقول لا تقطع عيشي بالإنجليزية ؟ فقال لي دي سهلة : Don’t cut my bread “ .
- مرت الأيام والسنوات ونسيت موضوع " لا تقطع خبزي " حتى جاءت ثورة يناير وشاهدت اللواء الوزير " عمر سليمان " قائد المخابرات يتحدث إلي قناة ايه بي سي الأمريكية بعد ساعات من توليه منصب نائب المخلوع ، ولما كانت الأمور في منتهي التطور فقد شاهدت اللقاء بالإنجليزية قبل أن تترجمه القنوات بعد ذلك ، والحقيقة أنني وجدت تطابقا بين اللغة الإنجليزية التي كان يتحدث بها بائع السجائر وبين اللواء الوزير الكبير جدا قائد المخابرات المصرية ونائب الرئيس ومسئول ملف فلسطين وملف جنوب السودان النائب عمر سليمان الذي تحدث الإنجليزية بلسان " ابو طشطي " مبين ، ونظرا لأني أدعي دائما حسن النية فقد كنت أعتقد أن صلعة الرجل الكبير تغطي عقلا جبارا إنه عقل قائد المخابرات المصرية الذي ولا شك يتكلم ثلاث أو أربع لغات على الأقل ليس من بينها الإنجليزية طبعا على اعتبار أن الإنجليزية لغة أساسية وليست أجنبية بالنسبة لمن يعملون في المخابرات فما بالك بقااااااااااائدها ، حتى إذا أذاع الوزير النائب الكبير جدا بيان التخلي عن منصب " بفتح الصاد " رئيس الجمهورية ثم أردف أن الله الموفق بفتح الفاء عرفت في يد من وقعت مصر سنوات طويلة ، وأيقنت وقنعت بالذي نحن فيه من بؤس وشقاء فمثلنا يحكمنا مثلهم لا نستحق أبدا سوي البؤس والشقاء وجعلت أسأل نفسي .. هؤلاء من أنصاف المتعلمين .. بأي حق يمتلكون مصائرنا ويتحكمون في مستقبلنا ومستقبل أولادنا ، وكيف يمكن لجهاز يرأسه هذا .......... أن يجاري أجهزة مخابرات عالمية متطورة يرأسها مفكرون ومنظرون وقادة ميدانيون ، تذكرت مرافعة عبد الفتاح القصري في قضية الحائط وأنا أستمع إلي سيادة اللواء الوزير النائب حيث كان يتحدث عن البرادعي بأنه ليس معارضا " Barady not one of the opposition “ ويتحدث عن الإخوان المسلمين فيقول " Brother Muslim Hood . ويحتاج إلي وقت لينفذ مطالب الشباب " we need quite time to implement these things to happen “ ويتحدث عن التسهيل بكلمة بين faciltetet أو facitatet ويتحدث عن وقت تطبيق الديمقراطية فيقول " هوين " ويؤكد على الهاء وهو يعتقد تقريبا أن السياحة اسمها tourist إلي أخر حديث العبقري الذي لا يعترف بأي قواعد في اللغة الإنجليزية حتي أني ظننت للحظة أن الرجل ربما يتكلم لغة مشابهة .
- لسنوات طويلة ظلت كلمة المخابرات كلمة غامضة في نفوس المصريين يجلون اللفظ و المتلفظ ، يثقون مائة بالمائة بكل العاملين فيه وكيف لا و هذا الجهاز هو الذي خرج " صلاح قابيل " أو الريس زكريا الذي حصل على أقوي " خلي بالك من صيغ التفضيل العليا " وأهم وأحدث جهاز ارسال في العالم في مسلسل " دموع في عيون وقحة " وبسبب " جمعة الشوان " أحب المصريون " جوجو " رغم أنها يهودية واسرائيلية ولكنها " أسلمت وحسن اسلامها وتعاونت مع جمعة بسبب حبها له " وكرم جهاز المخابرات عادل إمام بطل المخابرات وصلاح قابيل ومشيرة اسماعيل وكرم حتي الذين قاموا بدور اليهود أسامة عباس وفاروق فلوكس ولكن الجهاز العظيم رفض أن يكرم البطل أحمد الهوان الذي غامر بحياته فداء للوطن وفي سبيل الله وتركه يموت وهو يتسول ثمن العلاج وإيجار الشقة .
- ربما ظن المجلس العسكري - والحمد لله أن ظنه دائما ليس في محله - أن مصر التي يحكمها هى مصر الثمانينات وأنه ربما إن دفع بواحد من المخابرات ليترشح لمنصب " بفتح الصاد " رئيس الجمهورية فإن الشعب المصري سوف يقابل الرجل - الذي احتفظ بقصة شارب مشابهة للواء الوزير النائب وحاول أن " يسبل " عينيه في اللقاءات التليفزيونية كلها بالورود والزغاريد ، ولست أستبعد أن يخرج علينا المجلس ببعض القصص والمغامرات عن الفريق قام بها مع شارلوك هولمز أثناء قصف اسرائيل لغزة بمساعدة المخابرات المصرية في يناير الفين وثمانية وبعلم ومباركة ال " ايجنت " عمر سليمان قائد المخابرات ، أو أنه قام بخطف سليمان خاطر إلي جزيرة مجهولة وأن ضباط المخابرات ما قتلوه وما شنقوه ولكن شبه لهم .
- من مأثورات الفريق خير الله أن لونه ليس إلا لون العلم المصري الأحمر والأبيض والأسود وأقول له لو ترشحت لمنصب الباب العالي فإنني أؤكد لك أن نصيب وجهك من لون العلم لن يكون سوي الجزء الاسفل من الراية ثلاثية الألوان ، وأنا والله لا أقصد بذلك قطع عيشك بل إنني أنادي بأعلي صوتي : دونت كت هز بريد